كتب يونس حمزاوي:
تشن الحكومة الهندية حاليا، حربا شرسة ضد الدكتور ذاكر نايك تلميذ الشيخ أحمد ديدات عليه رحمة الله، وأحد أهم الدعاة إلى الإسلام في العالم، وذلك بإلقاء اتهامات ملفقة تتعلق بالإرهاب وغسيل الأموال.
وقالت صحيفة "إندبندنت" إن المحكمة العليا في دلهي قررت منع مؤسسة البحوث الإسلامية، التي أنشأها الداعية المسلم الهندي ذاكر نايك؛ بذريعة "حماية الأمن القومي".
ويشير التقرير، إلى أن المحكمة بررت للحكومة الهندية قرارها إغلاق مؤسسة الداعية المسلم ومنع نشاطاته، قائلة إنها "ليست عشوائية"، وسط مخاوف من تعرض الناس لـ"التشدد" من الجماعة.
وتلفت الصحيفة إلى أن نايك يعد من الدعاة المسلمين المعروفين، إلا أنه ممنوع من دخول الولايات المتحدة وكندا لإلقاء محاضرات؛ بذريعة أنه يقدم أفكارا متشددة.
ويورد التقرير ما قاله القاضي سانجيف ساكديفا لصحيفة "إنديا إكسبريس"، بأن "القرار الذي اتخذه اتحاد الهند جاء من أجل حماية سيادة وكرامة الهند والأمن القومي لها".
وتذكر الصحيفة أن نايك رد على القرار، نافيا الاتهامات الموجهة إليه، وقال: "لم أقم بأي تمرد أبدا، ولم أرتكب عملا إرهابيا ضد الناس طوال حياتي، وكل ما أقدمه هو رسالة سلام"، حسب ما نقلت عنه صحيفة "سينار هاريان" الماليزية، حيث يقيم في ماليزيا.
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى قول نايك: "هناك بعض الجهات لا تريد السلام في العالم، ولهذا تقوم بتوجيه اتهامات لا أساس لها ضدي"، وأضاف: "أطالب الحكومة الهندية بأن تحاكمني أمام محكمة دولية أو في ماليزيا".
اتهامات ملفقة
وكانت وكالة التحقيقات الهندية المعنية بمكافحة الإرهاب قد طلبت استدعاء الداعية الشهير وعالم مقارنة الأديان ذاكر عبدالكريم نايك للمثول أمامها يوم 14 الماضي من شهر مارس الجاري للتحقيق معه في قضايا مرفوعة ضده تحت طائلة قانون مكافحة الإرهاب.
وتضمّن الاستدعاء الذي تسلمه شقيقه محمد عبدالكريم، عددا من الاتهامات، منها نشر العداوة بين أتباع الأديان المختلفة، والقيام بنشاطات غير قانونية تهدد الوئام، وغسيل الأموال. وقد تم التحقيق مع نائلة نوراني شقيقة الداعية.
ويأتي الاستدعاء المذكور بعد تصنيف السلطات الهندية مؤسسة البحوث الإسلامية التي أطلقها ذاكر بأنها غير قانونية، بالتزامن مع إجراء التحقيق في أعمال مؤسسات تعليمية وخيرية أخرى للداعية.
ويتوقع أن تستهدف الإجراءات الأمنية كذلك قنوات الدكتور ذاكر وشركاته الإعلامية الأخرى، وأشهرها قناة السلام بلغاتها المختلفة. وتجذب تلك القنوات مئات الملايين من المشاهدين من الناطقين بغير العربية في مختلف القارات، وتختص ببث مواد خاصة بالدين الإسلامي ومقارنة الأديان.
يذكر أن أولى الاتهامات بدأت تثار ضد ذاكر نايك في يوليو الماضي، عندما تحدثت أجهزة أمن بنغالية عن تأثر مهاجمين لإحدى المقاهي في دكا بخطاب ذاكر، وهو ما نفاه الأخير في تصريحاته. وزار ذاكر إندونيسيا قبل أيام، ويعتقد أنه توجّه لدولة عربية وسيعود إلى جاكرتا الشهر المقبل.
انتشار واسع للإسلام بفضل محاضراته
وعُرف الداعية الهندي ذاكر بمناظراته العديدة مع أنصار الديانات المسيحية واليهودية والهندوسية وعلمائها، وحواره كذلك مع ملحدين. كما عرف بمئات المحاضرات التي ألقاها بعشرات الدول العربية والغربية وفي معظم قارات العالم. وأسلم على يديه الآلاف في أنحاء العالم مباشرة أو عبر متابعة أشرطته المسموعة والمرئية وبرامجه التلفزيونية على العديد من القنوات في العالم.
ويعتبر ذاكر -الذي يتميز بقوة الحفظ والدراية الكبيرة بكتب الديانات الأخرى- أن من واجب كل مسلم تبليغ رسالة الإسلام لغير المسلمين، وإزالة التصورات والشبهات الخاطئة عنه بدعوة الناس إلى الحق والتواصي بالصبر.
ورغم منهجه الحواري والسلمي في الدعوة، فإن ذلك لم يمنع بعض الحكومات من منع محاضراته كما فعلت الحكومة البريطانية في يونيو 2010 بدعوى "الترويج للفكر الإرهابي".
وألّف الدكتور ذاكر عددا من الكتب منها "مفهوم الإله في الأديان الكبرى"، و"القرآن والعلم الحديث"، و"الأسئلة الشائعة لدى غير المسلمين حول الإسلام". ونشر مقالات وبحوثا تناولت قضايا المقارنة بين الإسلام والمسيحية، وعلاقة الإسلام بالعلمانية والعلم الحديث.
شاهد الدكتور ذاكر: ترامب يثبت صحة القرآن ويفيد الإسلام على المستوى البعيد