كتب: حسين علام
قال الكاتب الصحفي وائل قنديل: سيأتي اليوم الذي يخرج ساسة الكيان الصهيوني ويعلنون العواصم العربية الأربع التي وضعت أصواتها لصالح مرشح الاحتلال الإسرائيلي، ليفوز برئاسة اللجنة القانونية بالأمم المتحدة، المعنية بمكافحة الإرهاب، موضحا أن الصهاينة يعشقون هذه اللعبة ويجيدونها وهي لعبة فضح المنحرفين العرب، بعد أن يقضوا حاجتهم منهم، فيبادرون بنشر التفاصيل الدقيقة للعلاقة الحرام.
وأضاف قنديل -خلال مقاله بصحيفة "العربي الجديد" اليوم الجمعة- أن أربعة من العرب صوتوا لصالح داني دانون، نائب وزير الحرب الإسرائيلي سابقاً، والذي يعتبر من أبرز الشخصيات الاسرائيلية العنصرية، وطالب حكومة نتنياهو في أثناء العدوان على قطاع غزة في العام 2014 بالهجوم البري وإعادة احتلاله، لكي يكون رئيساً للجنة التي تُعنى، حسب بيان مركز الإنسان الفلسطيني، بأهم الملفات الدولية في الجانب القانوني، حيث تتناول النظر في أهم المسائل الدولية، وتتمثل في "مسائل الإرهاب العالمي" "وانتهاكات بروتوكولات اتفاقية جنيف"، ويتأسس عليه أن تصبح "إسرائيل" هي المجرم والقاضي، فيما يتعلق بملف الانتهاكات الواقعة على الفلسطينيين تحت الاحتلال.
وأشار إلى تصويت كل من مصر والإمارات وعُمان، لمنح إسرائيل العضوية الكاملة في لجنة الاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي في الأمم المتحدة، والآن تضاف دولة رابعة، إلى قائمة العار التي أجرت عمليات استئصال لكل الغدد التي يمكن أن تسبب وخزاً للضمير، أو تثير إحساساً بالخجل، موضحا أن الفاجعة الأكبر في أن أياً من العواصم العربية لا تريد أن تجاهر بأنها رفضت أو امتنعت عن التصويت لصالح العدو الصهيوني، الأمر الذي يكرّس لمرحلةٍ شديدة الانحطاط في العمل العربي المشترك، لتنقلب الآية، ويصبح "عرب التطبيع" هم الأعلى صوتاً، فيما يتوارى من سواهم عن الأنظار خجلاً، أو خوفاً، وربما يأساً من إمكانية الصمود والمواجهة.
وقال قنديل إنه قبل التصويت، كان نبيل العربي الذي يستعد لوداع منصبه أميناً عاماً لـ "جامعة الدول العربية" يتقمص شخصية الممانع، ويبلغ الدول الأوروبية التي طرحت اسم الصهيوني مرشحاً، رفض الدول العربية هذا الترشيح، ومعنى ذلك أنه كانت لدى الأمين العام قائمة بأسماء هذه الدول العربية الرافضة، ويعلم أسماء الدول التي خرقت هذا الموقف الرافض، فهل يجرؤ على الإعلان عنها؟، كما تساءل: "ما الذي يمنع كل عاصمة عربية صوتت ضد المرشح الصهيوني، أو بالحد الأدنى للاحترام امتنعت عن التصويت له، أن تعلن موقفها، وتقول إنها رفضت أن يتولى مرشح دولة الإرهاب رئاسة لجنة مكافحة الإرهاب؟".
ونبه على أننا أمام منعطفٍ تاريخي هو الأخطر، إذ أن أحداً لم يعد يمتلك القدرة على أن يفاخر بمواقفه المقاومة للانسحاق، تحت مجنزرات قافلة المشروع الصهيوني، لابتلاع المنطقة، كما كان يحدث أيام أنور السادات، ثم حسني مبارك، حين كنا نتندّر على أهل التطبيع بالمقولة المشهورة "عندما تصبح الخيانة وجهة نظر"، لندخل زمناً جديداً تصبح فيه الخيانة هي القاعدة، والتمسك بالثوابت القومية والوطنية والإنسانية هو الاستثناء الذي يخشى من الإفصاح عن نفسه، وكأنه يقرّ بالهزيمة أمام "مشروع الخيانة"، أو أنه يشارك فيه بالسكوت المتواطئ، أو أننا نعيش مرحلة "صهينة جماعية".