أحمدي البنهاوي
شماتة منقطة النظير، لا يخفيها ابتداء النظام العراقي الطائفي، المدعوم من قوات الحشد الشعبي الشيعية، وعمائم قم وكربلاء على السواء، بعد إعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، اليوم الجمعة، "تحرير" الفلوجة، من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية، وإعلان قائد القوات العراقية "الإتحادية" تحرير 75% من الفلوجة وأنه لم يبق إلا بعض الجيوب لقوات "التنظيم".
غير أن الدور الأمريكي القذر في أمريكا بتوظيف العنصر الطائفي، في القضاء على مذهب أهل "السنة" وهم الكتلة الأكبر في العراق، فضحه تصريحات وزير الدفاع ألأمريكي آشتون كارتر الي قال إن: "استعادة كامل الفلوجة تتطلب مزيدا من القتال".
الداعية الكويتي أحمد الصويان كتب على حسابه على "تويتر": "مأساة الفلوجة جريمة مكتملة اﻷركان!، إبادة جماعية يتقصد المجتمع العربي والدولي الصدود والتغافل عنها، ليعطوا للقاتل فرصته كاملة دون نكير!".
لا طائفية ولكن
وفي هذا الوقت الذي يهلل فيه أنصار الحشد الشعبي والتدخل الإيراني في الفلوجة، ينحو فريق من السنة إلى أن من حرر الفلوجة من داعش هم أهل السنة أنفسهم، وأنهم يواجهون أيضا خطر المشروع الإيراني، وتمثلهم صفحات منها "مجتهد العراق" تعتبر أن الفلوجة تحررت "عائدة الى سنتها وفشل مشروع (إيران-داعش-الهيئة-البعثيين)، مضيفا أن "فلوجة العز والصمود تتحرر وتعود لاحضان الأنبار بدون كلاب ايران "جحش"! ورجال الانبار تتوجه الان لمسك الارض".
وأضاف "الفلوجة تحررت لأهلها فما بقي لدى مشروع ايران" موضحا أنهم "سيحاولون نشر فبركات ومسرحيات ان الحشد الشيعي وعملاء سليماني لا يزالون هناك فلا تنخدعوا بهم، وسيحاولون شق الصف السني في الأنبار وتقريب سنة المالكي وقد دعوا بعضهم لطهران ليتحالفوا مع "جحش" يقصد الحشد.
وتابع "سيحاول مشروع ايران اقصاء رجال مخلصين في الأنبار ممن عارضوا وجود جحش وشاركوا في تحرير الفلوجة مثل ما تم في إقصاء أعضاء من مجلس المحافظة". ورأى "مجتهد" أنهم "سيحاولون تغيير المحافظ صهيب الراوي الذي اثبت نجاحا منقطع النظير في إدارة المحافظة كونه ضد الحشد".
وحذر من أن النظام سيحاول سحب القوى السنية من الفلوجة وجعلها في أدنى مستوياتها حتى تسهل مؤامراتهم المستقبلية".
تحويل اتجاه
بالمقابل، فإن قاموسا من السباب والإهانات لـ"السنة" على العموم، حفل به هاشتاج
#الفلوجة_تحررت، فضلا عن كشفهم حقيقة ما يحدث الآن في الفلوجة، فالمسلمون السنة حسبما نقلوا؛ أفطروا على أذان الشيعة، ونقل أحد الفيديوهات إرتفاع صوت الآذان وفيه عبارة "حي على خير العمل" التي يرددها الشيعة في آذانهم من مساجد الفلوجة، فيما نشر جندي من قوات "الحشد الشعبي" صورا لرفاقه المجندين وهم ينتعلون أحذيتهم على منابر مساجد السنة في الفلوجة.
إضافة إلى عبارات من نسق "الفلوجة حررناها" و"أكثرهم اليوم مثل حالك يا هند عندما دخل المسلمون الكعبة"، و"إذا كانوا السنه مسالمين فنحن سلم لهم وان كانوا دواعش فسيتم حرقهم وهم أحياء"، و"أمس تكريت واليوم الفلوجة وغدا الموصل".
حقيقة الحرب
وعلى جزأين كتب د. محمد عياش الكبيسي مقالا بعنوان "حقيقة الحرب في الفلوجة"، كشف
فيه أن الفلوجة التابعة لمحافظة الأنبار، 60 كيلو متر شمال بغداد، كانت "تستعد لمواجهة المالكي ومليشياته قبل أكثر من عامين، خاصة بعد أن أقدمت هذه المليشيات على استباحة ساحة الاعتصام المركزية في محافظة الأنبار، وفي هذه الأثناء فوجئ الناس بأرتال من سيارات الدفع الرباعي القادمة من عمق الصحراء تدخل مدينتهم براياتها السوداء دون حدوث أي اصطدام أو احتكاك مع القوات الحكومية، حتى بدت المسألة كأنها (تسليم واستلام) تماما كما حصل في الموصل، وما زالت الحكومة تحجم لحد الآن عن فتح أي تحقيق جاد".
وأضاف: "كان على أهل الفلوجة ألا يسلموا مدينتهم لهؤلاء الغرباء مهما كانت الظروف والملابسات، لكن المزاج العام في ذلك الوقت كان موجها ضد المالكي واستفزازاته، وليس من السهل الانفتاح على جبهة أخرى".
وكشف أنه في الريف المحيط بالفلوجة كان الوضع مختلفا، حيث كانت العشائر تعمل للحفاظ على أرضها، وملأ الفراغ الأمني الذي خلفه انسحاب القوات الحكومية، والنموذج الأبرز كان ولا يزال نموذج (عامرية الفلوجة) الذي تسيطر عليه عشيرة (البو عيسى)".
وفسر الكبيسي المشهد قائلا: " مع الأيام أصبح المشهد العام هكذا: مركز المدينة مسيطر عليه بشكل تام وعنيف من قبل داعش، بعد أن طردت جميع فصائل المقاومة ونزعت سلاح أي مقاتل لا يعلن بيعته للتنظيم! وقد بلغت الأوضاع من السوء أن اضطر الأهالي للنزوح بنسبة قد تصل إلى 90%، بمعنى أنه لم يبق في المدينة إلا الضعفاء".
إيران في المشهد
وقال الكبيسي "الآن يزحف أكثر من 30ألف مسلح من جيش وشرطة ومليشيات وحشود
مختلفة النزعات والتوجهات مع دعم جوي كبير من طيران (التحالف) وتدخل مباشر وصارخ من إيران!.
مضيفا أن "العشائر السنية وجدت نفسها في الموقع الحرج، بين داعش وما أجرمت وإيران وما مكرت، ومن ثم فهي تحاول أن تتشبث بأهون الشرور، فتلجأ إلى قوات التحالف لكبح جماح إيران، وتستنهض ما تبقى من روح وطنية في مؤسسات الدولة والمجتمع لكبح جماح داعش وماعش، ومن ناحية أخرى ترسل برسائل الاستغاثة والاستنجاد لعمقها العربي والإسلامي!"