كتب – هيثم العابد
أكد عمر عاشور –أستاذ الدراسات الأمنية والعلوم السياسية فى جامعة اكستر البريطانية- أن هناك 3 ملاحظات أساسية فى حادثة اختطاف طائرة مصر للطيران التى أقلعت من مطار برج العرب وتحويل مسارها من القاهرة مطار لارناكا بقبرص، الأولي تتعلق بأن هذه هى أول عملية اختطاف ناجحة لطائرة مصرية منذ 3 عقود وتحديدا منذ عام 1985.
وأشار عاشور –فى مداخلة هاتفية على شاشة "الجزيرة"- أنه مقارنة تلك الحادثة بتلك التى وقعت فى منتصف ثمانينيات القرن الماضي، يمكن قراءة أن الآولي كانت فى غاية التعقيد بوجود 3 خاطفين تمكنوا من خطف طائرة فى نفس الواجهة، وانتهت بمجزرة شهدت مقتل 60 من الركاب من أصل 89 كانوا على متن الطائرة، الأغلبية منهم على يد العناصر المقتحمة وهى قوات خاصة نظامية.
وأضاف أن الأمر الثاني وعبر تحليل مبدئ يمكن التوصل إلى أن عملية أمس الثلاثاء، بسيطة للغاية وغير معقدة، إلا أن السؤال البديهي الذى يتبادر إلى الذهن هو كيفية المرور بالحزام الناسف المزعوم أو أي وسيلة للضغط على قائد الطائرة، خاصة بعد ما تم فى 31 أكتوبر الماضي فى مطار شرم الشيخ والذى أسفر عن سقوط الطائرة الروسية بعبوة ناسفة.
وتابع بعد كل هذا الجهد المبذول فى الإجراءات الأمنية المتبعة فى المطارات عقب حادث الطائرة الروسية، يمكن استخلاص أن التدابير الأمنية المتعلقة بالرحلات السياحية لم تكن على نفس الدقة المتعلقة بنظيرتها الداخلية، وهو ما يقود إلى وجود تساهل فى الإجراءات الأمنية أدي تسرب الحزام المزعوم إلى متن طائرة الـ "إيرباص 320 A".
واعتبر عاشور أن المتابع للحادث منذ الوهلة الأولي يدرك أن الخاطف ليس من النوع المحترف بعدما أقدم على الإفراج عن الركاب تباعا دون مقابل وبشكل مجاني وقبل طرح أية مطالب، وبدأ بالأطفال والنساء وأولئك تحديدا يمثلون أبرز وسائل الضغط على الأجهزة الأمنية، إلا أنه يثير مخاوف آخري حول إمكانية اختراق غير محترف لطائرة واختطافها فكيف سيكون الحال مع العناصر المحترفة فى ظل التوتر الذى يشهده العالم.
وشدد أستاذ الدراسات الأمنية والعلوم السياسية على أن تتابع حادثتي تفجير الطائرة الروسية واختطاف آخري فى برج العرب فى فترة وجيزة، يدلل على أن المنظومة الأمنية فى المطارات المصرية ليست على كفاءة عالية، لأنه إذا تمكن شخص غير محترف على تلك الفعلة نصبح أمام أحد احتمالين إما أنه محظوظ جدا أو أن الأجراءات الأمنية رديئة للغاية.
ورفض عاشور الربط بين عملية الطائرة الروسية وطائرة لارناكا حول إمكانية وجود تواطؤ من المنظومة الأمنية، لأن الأخيرة لا ترتبط ببعد سياسي أو تتعلق بالأحداث المتوترة فى المنطقة، لذلك احتمالية وجود تعاون من أحد عناصر الأمن من داخل المطار أمر مستبعد، بينما عملية شرم الشيخ تتعلق بتنظيم معقد يقاتل النظام المصري وله استراتيجية واضحة وقدرة على التجنيد والتعبئة ولديه عناصر كانت تنتمي إلى الجيش والشرطة فى وقت سابق.
وكانت قوات الأمن القبرصية قد نجحت فى تحرير رهائن طائرة مصر للطيران بمطار لارناكا بعد أختطفها راكب مصري يدعي سيف الدين مصطفي، زعم ارتداء حزام ناسف وأجبر القائد على تغير مسارها من رحلة "برج العرب- القاهرة"، فيما لازالت الدوافع متضاربة حتى الأن بين شخصية تتعلق بـ"طليقته" أو سياسية لطلبه اللجوء السياسي.