“صح النوم”.. هل شارك عبد الناصر في ثورة 25 يناير؟!

- ‎فيتقارير

كتب: أسامة حمدان

 

فتح "عبد الحكيم" الابن الأصغر لقائد الانقلاب الراحل جمال عبد الناصر، خزانة جرائم والده، معرياً تاريخ الأب، في ذكرى ميلاده رقم 98، ومدعياً أن : "الملايين خرجت ترفع صوره أثناء ثورة 25 يناير"، ومتصنعاً "الغباء" عندما يتجاهل شعار "يسقط يسقط حكم العسكر"، وهو أحد شعارات ثورة يناير ضد جمهورية العسكر التي أسسها والده، وكادت تنتهي بخلع "مبارك" وانتخاب الدكتور محمد مرسي، أول رئيس مدني في تاريخ مصر.

 

يسد "عبد الحكيم" أذنيه ويدعي العمى ويروج أكذوبة أن روح والده حلت في ميدان التحرير بين ثوار يناير، في مزحة سخيفة تذكرنا بنزول العقيد الليبي "معمر القذافي" إلى الشارع في سيارة مكشوفة مع بداية الثورة ضد نظامه، وهو يردد "نزلت مع الشباب للثورة ضد النظام"، وكأن روح القذافي تقول لنجل عبد الناصر الأصغر "عملناها قبلك يا معلم"!.

 

شعار "يسقط يسقط حكم العسكر" لم يقتصر على الإخوان وحدهم، بل رفعته قوى سياسية وشبابية عديدة في ميدان التحرير، منها حركة 6 أبريل والاشتراكيون الثوريون، وقد صرح سامح سيف اليزل عقب انقلاب 3 يوليو، بأن الإخوان المسلمين كانوا في مقدمة من رفعوا هذا الشعار.

 

صح النوم!

 

هذيان "عبد الحكيم" الابن الأصغر لقائد الانقلاب الراحل جمال عبد الناصر، بلغ مبلغه خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي المؤيد للانقلاب محمد الغيطي، في برنامج "صح النوم"، عبر فضائية «LTC»، قائلاً :"والدي كان قائدًا للحرب ضد الإخوان في ثورة 30 يونيو، كان حاضرًا غائبًا، وحينما كانت تحدث مواجهة بين شباب تمرد وأعضاء الإخوان، كانوا يصيحون فيهم قائلين: (نحن أحفاد عبد الناصر وهنوريكم هنعمل فيكم إيه)".

 

ومن بين ثنايا الهذيان يقول "عبد الحكيم" الابن الأصغر لقائد الانقلاب الراحل جمال عبد الناصر، عن أوجه التشابه بين والده والسيسي: "مفيش حد بيشبه حد، كل واحد يُمثل نفسه، ولكن السيسي يُكمل مشروع عبد الناصر الذي توقف منذ 40 عام، مشروع عودة مصر لأهلها، وعودة مصر حرة دون الإذعان للهيمنة الأمريكية"!.

 

ساخرًا من الرئيس الراحل أنور السادات، عندما قارن عصره بعصر والده الذي تفشت في عصره "الفناكيش" مثل الوباء، من أول اختراع مركبة فضاء مصرية 100% تتحدى "مازنجر" و"غريندايزر" و"المزدوج" و"أبا الغضب"، وأول محطة نووية سرية لم تظهر حتى الآن، وأول سيارة تستطيع الطيران فوق جبال الألب، وأول طائرة تستطيع الغوص تحت الماء والجري فوق الرمال وتتحول إلى دبابة!

أما عن الرئيس محمد مرسي، فقال "عبد الحكيم" الابن الأصغر لقائد الانقلاب الراحل جمال عبد الناصر: "مرسي الإخواني عبث وسرق قطع من ضريح والدي، والحمد لله إن كل شيء وقتها كان تحت سيطرة الجيش، ونجحنا الحمد لله أيضًا في إسقاط مخططهم في 30 يونيو بمعاونة الجيش".

 

شهادة أنيس منصور 

 

يقول الكاتب أنيس منصور، في كتابه "عبد الناصر المُفترى عليه والمُفتري علينا»، في صفحة ١٧٥ من طبعة الكتاب الصادرة عن المكتب المصري الحديث: "أحس الذين حول عبد الناصر مرتين أنه ليس مؤمنًا بعد الوحدة، وبعد الهزيمة، ونشرت الصحف البريطانية بعد وفاته حديثًا مع أحد مستشاريه قال فيه إن عبد الناصر لم يكن مؤمنًا، ونشرت المجلات المصرية أيضًا، ومما قاله عبد الناصر: (إن الجوعان يحلم أنه في سوق العيش)، أي أن الإسلام وكل دين ليس إلا تحقيقًا لأحلام اليقظة عند الضعفاء والفقراء، فهو تعويض لهم عن الذي لم يجدوه في الدنيا، فقط لا أكثر ولا أقل".

 

يضيف أنيس: "والله على ما أقول شهيد: فقد كنا نقف في ملابس الإحرام حول الكعبة، رئيس مجلس أمة سابق ورئيس وزراء سابق وأمير مكة ومذيع سابق، عندما تقدمنا الوزير المحافظ عضو مجلس الشورى حمدي عاشور ووضع ذراعه العارية على الكعبة يوم غسيلها، قائلًا: ورب هذا البيت لقد سمعت الرئيس عبد الناصر يصف الحج بأنه كلام فارغ، وسمعت أحد مستشاريه يقول ذلك أيضًا، ثم رفض المستشار أن يكمل الطواف حول الكعبة".

 

لم يترك أنيس منصور هذه الواقعة دون تعليق، وقد جاء ساخرًا وهازئًا ومُرًا في آن واحد قال: «فبالله عليك ما الذي يشعر به أي إنسان يذهب للصلاة في مسجد عبد الناصر، وهو يعلم أن صاحب الضريح لا يؤمن لا بالمسجد ولا بالسجود ولا برب هذا البيت، ولذلك كان أولاد البلد على حق عندما يمرون بالمسجد ويقولون: إنه مسجد سيدي المفتري".

 

وفي فصل عنوانه "على جدران الخوف"، من الكتاب سابق الذكر، يقول أنيس منصور: "كيف استطاع الرئيس عبد الناصر أن يخدع شعبًا ويضلل أمة.. إن احتيال هؤلاء الدجالين (أنصار عبد الناصر) وخيبة هذا الشعب قد أطالت عمر الزعيم على رغم أنه تجاوز عمره الافتراضي في مايو، سنة 1967، يوم أعلن أنه لن يحارب"، وذلك بعدما هزمته "إسرائيل" ونجحت في الاستيلاء على شبه جزيرة سيناء المصرية، وهضبة الجولان السورية، وقطاع غزة، والضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية الفلسطينية.

 

ولا حاجة!

 

ويرد اللواء أركان حرب متقاعد "جمال حماد"، كاتب البيان الأول لثورة يوليو 1952، وأحد كبار قيادات الضباط الأحرار، خلال حواره مع الإعلامي أحمد منصور، عبر قناة "الجزيرة"، علي "عبد الحكيم" الابن الأصغر لقائد الانقلاب الراحل جمال عبد الناصر، قائلاً "ناصر مات سنة 1967، وشُيعت جنازته سنة 1970، لأنه خلال هذه السنوات كان يعيش حالة بائسة جدًا، إذا أنه كان يظن نفسه أحد عملاقة العالم، ولقى نفسه فجأة ولا حاجة، وإسرائيل هزمته هزيمة مريرة".

 

وبعد مرور أكثر من 40 عامًا من هزيمة قائد الانقلاب الراحل جمال عبد الناصر في يونيه 1967، وإعلان العسكر عن انتحار ذراع قائد الانقلاب اليمنى المشير عبد الحكيم عامر، أكدت الفنانة الراحلة برلنتي عبد الحميد، زوجة "عامر" في ذلك الوقت، إنها توصلت إلى دليل مادي قوي على قيام زعيم النكسة، من خلال أجهزته، بقتل زوجها بالسم للتخلص من الحقائق التي بحوزته بشأن أسرار حرب الأيام الستة!

 

وأكد اللواء أركان حرب متقاعد "جمال حماد"، خلال حواره ببرنامج «شاهد على العصر»، المعلومات سابقة الذكر، لافتًا إلى أنهم جعلوا "عامر" كبشًا لفداء هزيمة قائد الانقلاب وزعيم النكسة، مشددًا على استحالة انتحاره، مضيفًا: "ناصر اتغدى بعامر قبل ما يتعشى به، وقتله لأن مصلحته تقتضي ذلك".

 

هل كان الزعيم ملحدًا؟ 

 

اتُهم قائد الانقلاب الراحل جمال عبد الناصر بـ"الإلحاد"، وخلال حوار له في برنامج "90 دقيقة"، قال اللواء طه زكي، مدير مكتب الرئيس الراحل محمد أنور السادات، أحد أبرز الأشخاص في المطبخ الرئاسي طوال فترة السادات، وأحد رجال جهاز المباحث العامة، الذي تحول فيما بعد إلى "أمن الدولة"؛ إن :"عبد الناصر مكنش يعرف القرآن، وفي مكالمة سجلناها لعبد الناصر مع هيكل بيقول فيها صيام إيه يا هيكل هو إحنا بتوع الحاجات دي، وممكن تسألوا هيكل عن هذه التسجيلات".

 

هذا حال قائد الانقلاب الراحل وزعيم النكسة جمال عبد الناصر، أما عن حال "عبد الحكيم" الابن الأصغر المولود فى عام ١٩٥٦، والذى لم يتجاوز عمره الخامسة عشرة عندما توفى والده، فقد عشق البيزنس وغرق في الفساد مثل والده، وأوقعه ذلك فى العديد من المشاكل فقد أقام بنك القاهرة ٤ قضايا عليه بسبب ١١ شيكا حررها بدون رصيد مع رجل الأعمال الهارب "حاتم الهوارى"، وصدور حكم بحبسه ١٢ عاما وغرامة ٨٠ ألف جنيه، ففضل عدم العودة إلى أم الدنيا التي حلبها والده، واتجه إلى باريس ثم إلى لندن، ولم يعد إلا في طائرة العقيد الليبي الراحل معمر القذافى، خليفة عبد الناصر الذى سانده وأعاده إلى مصر بعد سداد كامل الديون!

 

وفى عام 2012 أعلن "عبد الحكيم" الابن الأصغر لقائد الانقلاب الراحل جمال عبد الناصر، دعمه للكومبارس الناصري حمدين صباحي معلنا انه الأقرب إلى ميراث والده، وظل "عبد الحكيم" في ظهر"صباحي"، حتى جاءت انتخابات مسرحية الرئاسة بعد 30 يونيو؛ ليعلن دعمه "للسيسي" متخليا عن "الكومبارس"!

 

ولأن الفساد "يحنّ" للفساد، رأي "عبد الحكيم" الابن الأصغر لقائد الانقلاب الراحل جمال عبد الناصر، في السيسي انعكاس صورة والده وهو مطأطئ الرأس، وعيناه في الأرض، ضئيلاً، أمام رئيس دولة من العالم الثالث، ويدور على المحافل الدولية، مصحوباً بتخت إعلامي، أشبه براقصات الأعراس والموالد، متلهفاً على الصور التذكارية التي يطلبها حثيثاً، من كل من يقابله.

 

وسمع بأذنيه وصف "السيسي" بأنه هدية السماء لكيان العدو الصهيوني، الذي رأى فيه عدواً سهل الانهزام بأقل التكاليف أمامهم، كما حدث مع والده في نكسة 1967، بحسب ما جاء في صحيفة "جيروزاليم بوست" تصف السيسي بأنه "هدية مميزة من مصر لإسرائيل".

ورأي "عبد الحكيم" الابن الأصغر لقائد الانقلاب الراحل جمال عبد الناصر، في "السيسي" بطلاً رغم انه صديقاً وحليفاً للصهاينة، ومهرولاً خلف المؤتمرات الدولية مثل محرّر تحت التمرين، يتسول بطاقات الدعوة للحفلات والمنتديات، ويطارد المدعوين، لكي يلتقط صورة "سيلفي معهم".

 

قال أنه يشبه والده قائد الانقلاب الراحل، مع أن أحاديثه وجميع خطبه مفتعلة وركيكة، ويتصنع النعومة، ولا يسع ثوار 25 يناير ورافضي الانقلاب العسكري، إلا أن يرددوا خلف الكاتب الصحفي "وائل قنديل"، قوله: "يا عبد الحكيم: ارحم أباك، وارحمنا من عبقريتك السياسية الفريدة!".

 

شاهد الفيديو: