#مصر_بتفطس.. الحرّ يقتل 43 مواطنا و5 معتقلين وينشر وباء

- ‎فيأخبار

دينا محمد

تسببت موجة الحر الشديدة التي تعاني منها مصر هذه الأيام، في وفاة 43 شخصًا، وإصابة 92 آخرين بالإجهاد الحراري خلال يومين، في مختلف محافظات الجمهورية، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، التي وصلت في بعض المحافظات إلى 47 درجة، وهو أعلى معدل لها منذ سنوات.

ودشن نشطاء هاشتاج "#مصر_بتفطس" للسخرية من سخونة الجو، وما ترتب عليها من أعطال في الكهرباء والمياه، وحالات الوفاة.

ولقي 3 سجناء مصرعهم بقسم أول شبرا الخيمة، بعد إصابتهم بحالات إغماء وضيق في التنفس، بسبب موجة الحر، والتكدس داخل غرفة الحجز في القسم.

كما ارتفعت وفيات المرضى النفسيين بمستشفى الخانكة بالعباسية إلى 11 حالة، إضافة إلى 4 حالات في محافظة الجيزة، وحالة في محافظة القاهرة، تأثرا بموجة الحرالتي تضرب البلاد.

ومن جانبه، أكد رئيس هيئة الإسعاف، أحمد الأنصاري، أن الهيئة تستقبل يوميا ما لا يقل عن 1200 حالة مرضية، بسبب ارتفاع درجات الحرارة.

وقال وزير الصحة، عادل عدوي، إنه أصدر قرارًا بتشكيل لجنة علمية من الوزارة، لتقصي أسباب ارتفاع عدد الوفيات الناتجة عن الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، نافيا أن تكون حالات الوفيات بسبب وباء منتشر في محافظات الجمهورية.

ورغم نفي الوزير إلا أن الوزارة قامت بتوزيع منشور على المستشفيات، تطالب فيه الأطباء بسرعة تحويل حالات ارتفاع درجات الحرارة وفقدان الوعي إلى مستشفيات حميات العباسية أو إمبابة، أو مستشفيات الحميات بالمحافظات، مع ضرورة اتباع الإجراءات المنظمة لعملية التحويل، من خلال سيارات الإسعاف، وعمل اللازم في حالات الطوارئ، وشدد المنشور على إخطار إدارة مكافحة العدوى بهذه الحالات.

الأطباء يشككون

وكان عدد من الأطباء قد حذروا من انتشار عدوى فيروسية أو حمى شوكية في المحافظات، مما أدى إلى ارتفاع حالات الوفيات، والتي تدعي وزارة الصحة بأنها نتيجة "ضربة شمس".

وقال الناشط والصحفي إسماعيل الإسكندراني: "دلوقتي عدد حالات الوفيات في الحميات وعدد من المستشفيات كبير فعلاً.. وفيه شك قوي إن الموضوع أكبر من ضربة شمس.. فيه احتمال إنها حمى شوكية أو عدوى فيروسية وكلاهما مصيبة وكارثة".

وأضاف الإسكندراني -في تدوينة له عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي- "فيس بوك": "دلوقتي الأطباء في المستشفيات الحكومية دون حماية ولا وقاية من العدوى، وفيه طناش كبير وعدم عناية بإصدار بيان رسمي مبني على فحوص طبية تؤكد سبب الوفاة الحقيقية".

وطالب الناشط الصحفيين بالتحقيق والاستقصاء بجدية وهدوء حول الأزمة، دون السعي وراء مجد مهني زائف، مشددًا على الأطباء بحسن التعاون مع الصحفيين.

وفي شهادته، قال الدكتور مينا ممدوح: "شكلنا دخلينا على حاجة epidemic ومش عارفين هي ايه.. نسبة وفيات غير طبيعية في كل المستشفيات والسبب مش معروف بالظبط.. وبيقولوا ضربة شمس لكن احتياطي ياريت كل الناس تاخد قرص ciprofloxacin وقاية وخاصة الناس الكبيرة ومايخرجوش إلا في الحالة القصوى".

وكتب أحمد عقل، طبيب بمستشفى دار الشفاء: "من الملاحظ أن فيه بوادر epidemic meningitis في البلد.. يا ريت يا جماعة اللي عنده اطلاع على الموضوع عن واقع يقول في الكومنتات.. كل واحد يقول اللي شايفه في المستشفى بتاعته".

وأكد د.أحمد العسيلي -الطبيب بمستشفى المطرية التعليمي- أن الوضع بقسم الاستقبال بالمستشفى "مأساوي"، مشيرًا إلى ارتفاع أعداد المرضى، الذين يأتون لإنعاش رئوي.

وأضاف د.العسيلي: "عناية الاستقبال بها أربع أسرة مع أجهزة مونيتور.. على كل مونيتور من 2 ل 3 مرضيى.. مريض على السرير وآخر على التروللي والثالث ربما على كرسي أو سرير آخر من الملاحظة".

وتابع: "كل المرضى مصابين بحمى شديدة بدأت خلال 24 ساعة فقط تصل إلى 40 – 41 درجة.. بعضهم في إغماءة تامة والبعض الآخر يصارع ليعيش.. والبعض في حالة توقف في القلب والأطباء محيطين به لعمل الإنعاش الرئوي"!

واستطرد في شهادته قائلا:" البعض عليه علامات الحمى الشوكية!! البعض عليه تغيرات في لون الجلد rash ظهر مع الحمى مع عمل أشعة عادية على الصدر وضحت التهاب شديد في الصدر.. وقد سألت الطبيب الذي استقبل الحالة فلم يؤكد أو ينفي وجود علامات الحمى الشوكية.. الأهالي بعضهم في هياج شديد والبعض في استسلام تام للواقع غير المفسر".

وأضاف: "هل نحن أمام heatstroke؟ لا أعتقد! هل نحن أمام حمى شوكية؟ ربما! هل نحن أمام وباء يسبب التهاب رئوي حاد وسريع الانتشار".

وأكد أن وزارة الصحة لم تتخذ أية إجراءات فعلية لرصد الأسباب الحقيقية للمرض، ولم تصدر أية تعليمات للأطباء، أو تقنين أسلوب لحماية الأطباء من العدوى.

وقالت صفاء عمرو -أحد شهود العيان-: "امبارح كنت في طوارئ مستشفى التخصصى مع ابني.. وكان فيه حالة جت ارتفاع درجة حرارة واضطراب وعي والمستشفى اتقلبت ولما سالت قالوا تعليمات لاحتمالية وجود فيرس.. ولازم يتعمل محضر بالحالة وتتحول في الإسعاف لأقرب حميات، أي حد يحس أن ابنه أو هو عنده أعراض ارتفاع بدرجة الحرراة عليه وعلى الدش ويشرب سوايل على اد ما يقدر ولغاية ما يوصل المستشفى.. لازم يكون لافف جسمه بأي شيء مبلول.. الموضوع مش هزار".

وأضافت:" وطبعا إجراءات الوقاية من العدوى إياها بتاعت الديتول والوايبس والجل المعقم".