«الأزهر» بين تحريم “دم البرغوث” واستحلال دماء المصريين!

- ‎فيأخبار

 كتب: سيد توكل
صفق كثير من السياسيين والمتابعين لرأى هيئة كبار العلماء في الأزهر، الذي جاء معارضا لرغبة رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، فيما يخص عدم الأخذ بالطلاق الشفهي وضرورة توثيق الطلاق، وكان السيسى قد أعلن عن هذا الرأي في كلمته التي ألقاها في عيد الشرطة الماضي، بينما أكد مراقبون أن هذا لا يعد دليلا على أن هؤلاء العلماء الأجلاء لا يسايرون العسكر فيما يرونه مخالفا للإجماع وما استقرت عليه الأمور منذ عهد الرسول- صلى الله عليه وسلم- وإذا كان الأمر كذلك، فلماذا لم يقولوا للقاتل في رابعة والنهضة إن الدم حرام، ولماذا كان كبيرهم الطيب يفتي السيسي دائما بالقول "حلال.. حلال.. حلال"؟.

وتذكر قصة أن بعض العراقيين الذين قدموا إلى المدينة يسألون عبدالله بن عمر عن حكم دم البرغوث، وهل ينجس الثوب أم لا، فقال لهم متهكما من تدينهم المغشوش، وساخرا من فهمهم المغلوط لحقائق الدين والحياة: تقتلون الحسين بن علي بدم بارد وتسألون عن حكم دم البرغوث!.

وكأنه يقول لهم: اتركوا البرغوث ودمه في حاله.. ولا بأس عليكم من قتله ودمائه، ولا حرج عليكم في كل ما يتعلق به حياة أو موتا.. واسألوا عن مصيبتكم الكبرى والعظمى، وهي تواطئِكم على قتل الحسين، وخداعكم له بالبيعات الكاذبة، وعندما جد الجد تركتموه يصارع الجيوش الباغية وحيدا!.

حرّم مظاهرات يناير.. وشارك في الانقلاب

يقول الدكتور جمال عبدالستار، وكيل وزارة الأوقاف الأسبق، إن مئات العلماء والشيوخ جددوا رفضهم أن يحسب الموقف الضعيف والمتخاذل من شيخ الأزهر على جموع الشيوخ والعلماء الشرفاء من أبناء الأزهر. وأضاف "سيذكر التاريخ أن شيخ الأزهر وقف موقف المتخاذل المنصاع لإرادة العسكر، منكرا للإرادة الشعبية وغير معبر عن موقف علماء وشيوخ الأزهر".

يشار إلى أن "أحمد محمد أحمد الطيب" من مواليد 6 يناير 1946، في محافظة قنا بصعيد مصر، وعين في منصبه "الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر" (الأمام الـ48) في 19 مارس 2010، بقرار من الرئيس المخلوع حسني مبارك، خلفا لسيد طنطاوي.

كما أنه الرئيس السابق لجامعة الأزهر، وأستاذ العقيدة الإسلامية، ويتحدث اللغتين الفرنسية والإنجليزية بطلاقة، وترجم عددا من المراجع الفرنسية إلى اللغة العربية، وعمل محاضرا جامعيا لمدة في فرنسا، ولديه مؤلفات عدة في الفقه والشريعة والتصوف الإسلامي.

وكان الطيب عضوا بأمانة السياسات بالحزب الوطني المنحل، وعندما عُين شيخا للأزهر رفض في البداية الاستقالة من الحزب؛ بذريعة عدم وجود تعارض بين الاثنين، لكنه استقال في النهاية. كما كانت له فتوى مثيرة للجدل، خلال ثورة 25 يناير، بأن "المظاهرات حرام شرعا، ودعوة للفوضى".

وبالرغم من موقفه هذا، إلا أنه أيد مظاهرات 30 يونيو 2013 ضد الرئيس الشرعي محمد مرسي، وشارك في انقلاب 3 يوليو، لكنه أعلن عن الاعتزال بقريته في الصعيد عدة أيام، عقب الفض الدموي لميداني رابعة والنهضة، متظاهرا بالاحتجاج!.

السيسي طلّق "الطيب"

وتدور هذه الأيام تكهنات حول تدهور العلاقة بين السيسي والطيب، ويقول (م ش)، طالب بكلية طب الأسنان بجامعة الأزهر، إن مطلب إقالة شيخ الأزهر بديهي جدا؛ ﻷنه شارك في الانقلاب العسكري على الرئيس المنتخب مع السيسي، متعللا بأنه أخف الضررين.

وأضاف أن شيخ الأزهر أدان القتل في كل مرة، ولم يدن سفك الدماء التي سالت في رابعة العدوية أو النهضة، حتى طلاب الجامعة الذين قنصتهم الداخلية من على أسوار الجامعة، لم يتكلم عنهم الطيب، الذي أدان حادث كنيسة الوراق ولم يدن مقتل طلاب الأزهر، فالطيب يعتبرنا من شعب آخر غير الشعب الذي يدين قتله.

والتقط (م ع)، الطالب بكلية الشريعة والقانون، طرف الحديث قائلا: "شيخ الأزهر شيخ الانقلاب، وفتاوى المفتى السابق علي جمعة تبيح القتل وسفك الدماء".

عداوة تاريخية

وبالرجوع قليلا إلى الوراء، نجد أن جذور العلاقة بين الطيب وجماعة الإخوان متوترة دائمًا، فبعد أن نظم عدد من طلاب الإخوان مظاهرة أمام كلية طب بنين لنصرة القدس في عام 2006، وقتها كان الطيب رئيسا لجامعة الأزهر، وعرفت القضية إعلاميا بمليشيات الأزهر.

واتهم المهندس خيرت الشاطر، نائب مرشد الجماعة، في القضية وحكم عليه بالسجن 10 سنوات، بعد شهادة الطيب ضد طلاب الجماعة بأن ما حدث بالجامعة هو عرض عسكري، وليس تظاهرة طلابية رعتها الجماعة بقيادة الشاطر.