د. محمود عزت: صبرا آل حلب.. ونبرأ إلى الله من كل ظالم أو عميل

- ‎فيأخبار

  أحمدي البنهاوي
في بيان هو الثاني من نوعه خلال الأسبوع الجاري من جماعة الإخوان المسلمين إلى أهل حلب، أكد القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين براءته وبراءة إخوانه في جماعة الإخوان "من كل ظالم مستكبر، أو منافق خبيث، أو عميل خسيس، أو شيطان أخرس، لا يرقب في إخواننا ولا فينا إلا ولا ذمة".

وأصدر د. محمود عزت بيانا رسميا، نشرته الصفحة الرسمية للجماعة عبر الفيس بوك، قال فيه: "كما نبرأ إليك ربنا عن كل قاعد عن نصرة المظلومين".

وقطع "د.عزت" عهدا ثوريا تجاه حلب وثوارها وكل ثورة، قائلا: "ونعاهدك ربنا نحن وثوار حلب وكل ثوار أوطاننا الإسلامية، أن تكون ثورتنا في سبيلك، تقيم العدل، وتحمل الكل، وتنصر المظلوم، وتنبذ الحمية الجاهلية والتفاخر بالآباء أو الأنساب أو الأعراق، ونوقظ الأمة، حتى يصح إيمانها، فتدعو إلى الخير وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتأخذ على يد كل ظالم مستكبر وفاسد مفسد، وتأطرهم على الحق أطرا، وتستكمل عدتها من العقيدة والإيمان، ثم الأخوة والوحدة، ثم الساعد والسلاح ما ترهب به عدو الله وعدوها، وآخرين من دونهم فتنقذ الحضارة البشرية من ظلم الذين لا يريدون إلا الحياة الدنيا".

صبرا آل حلب

وعن مأساة حلب، قال د.عزت: "الكرب على أشده في حلب، فلا يجد الشهيد من يدفنه، ولا يجد من هو تحت الأنقاض من ينقذه، ولا يجد الجريح من يسعفه، ولا تجد الحرة من يدفع عنها الذئاب الحاقدة، وتستغيث اليتامي والأرامل ولا مغيث لهم من أهل الأرض جميعا، وكل ذلك "وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ" (140 آل عمران)".

واستعار القائم بأعمال المرشد قول رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لآل ياسر فقال: "فصبرا آل حلب فإن موعدكم الجنة إن شاء الله، فنحتسبكم شهداء عند الله، ولا نقول إلا قول المؤمنين "هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً" (22الأحزاب﴾".

انصروا الله ينصركم

وأكدت مقدمة وخاتمة البيان عددا من المعاني القرآنية، والاستباطات الإيمانية، فقال تحت عنوان "أيها الثوار: إن تنصروا الله ينصركم".

لا يشك مسلم أبدا في وعد الله له بالنصر، فالنصر حليف الإيمان "وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ "(139 أل عمران).

وحذر الله عباده المؤمنين من أن يتطرق إليهم ظن في تخلي الله عن نصرهم، فقال تعالى "مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ" (15 الحج).

وإن الله ينصر عامة عباده كما ينصر أنبياءه ورسله، وينصرهم في الدنيا كما ينصرهم في الآخرة "إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ" (51 غافر ).

وكلما اشتد الكرب اقترب النصر، ولا يقع النصر في أي عصر إلا بعد أن يستبطئه الرسل كما يستبطئه المؤمنون "أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ" (214 البقرة).

ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا، ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به، واعف عنا واغفر لنا وارحمنا، أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين.

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" ( آل عمران 200﴾".
"يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون (27) واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم" ( 28) (الأنفال).
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ" (7 محمد).

الحرية والكرامة

وكان المتحدث الإعلامي باسم الجماعة قد أصدر، في 13 ديسمبر الجاري، بيانا عن الإخوان المسلمين تحت عنوان “‎لن تقتلوا تطلعات شعوبنا في الحرية والكرامة"، أكدت فيه أن "ما يحدث في حلب من مجازر يندى لها جبين الإنسانية، ويسجلها التاريخ في صفحات سوداء".

واعتبرت أن "هذه المجازر التي ارتُكبت بحق شعب تطلع إلى الحرية هي رسالة إلى شعوبنا كافةً، تستهدف تحذيرنا من المطالبة بحقوقنا أو السعي للحصول على حريتنا"، مؤكدا أنها لن تنال- بحول الله- من عزيمتنا، ولن تكسر إرادتنا، ولن تثنينا عن الاستمرار في مقاومة الاستبداد والتطلع إلى غد تنعم فيه شعوبنا بحقها في الحرية والكرامة".