خطبة الجمعة و”توك شو الأغنياء”.. أبرز وسائل السيسي لمواجهة انتفاضة الخبز

- ‎فيتقارير

كتب محمد مصباح:

في ظل تصاعد أزمة رغيف العيش الذي يضرب عموم المدن والقرى المصرية، بعد تخفيض حصة المواطن من الخبز اليومي، إلى 3 أرغفة بدلا من 5، وإلغاء البطاقات الورقية، ما يفاقم أزمات الفقراء وملايين المصريين.. وبعد تصريحات صادمة من وزير تموين مبارك والسيسي وكل العصور علي مصيلحي بأنه لا تراجع عن قرارات التموين.. وتصاعد الغضب الجماهيري وتحدي الأهالي السلطات الانقلابية بجبروتها بأمعائهم الخاوية.

بدأت الأجهزة المخابراتية في البحث عن حيل لإلهاء الشعب المصري عن المطالبة برغيف العيش.

1-
خطبة جمعة عن التضحية من أجل الوطن:
بدأت أولى الحيل، مساء أمس  ببيان من وزير أوقاف الانقلاب، الذي يمتهن الإسلام من أجل نظام الانقلاب، محققا مقولة الشيوعية بأن الدين أفيون الشعوب، باستخدام الدين كمخدر للشعوب لصالح الحاكم.

معلنا أن عنوان خطبة الجمعة القادمة ستكون عن "التضحية من أجل الوطن".. لحث المواطنين على التضحية بحقوقهم من أجل الوطن.

وشددت  "الأوقاف" في بيانها، أمس،  على أنها ستستبعد أى خطيب لا يلتزم بموضوع الخطبة.

وأوضحت الوزارة فى موضوع الخطبة، أن "حب الوطن ليس بالمشاعر والكلام فقط ولكن بالعمل والسلوك المفيد للفرد والمجتمع، وأنه يجب التضحية لأجل بقاء الوطن قويا وعزيزا"، مؤكدة أن "حب الوطن واجب شرعي وقومى، وأن حاجة المجتمع الآن للتضحية بالمال والنفس من أجل رفعة الوطن".

وناشدت الأوقاف جميع الأئمة الالتزام بنص الخطبة أو بجوهرها على أقل تقدير وكذلك بضابط الوقت ما بين 15-20 دقيقة كحد أقصى…
وتناسى البيان أن يقول للمواطنين"عليكم ترك حصتكم التموينية والتنازل عن الخبز والدعم طاعة لإلهكم السيسي"…

وحسب مراقبين، تتضمن خطبة الجمعة القادمة، رسالة محددة للمواطنين، مفادها "تنازلوا عن حقوقكم للدولة"، وهو ما يتنافى مع الفساد في الإنفاق الحكومي على المهرجانات والفساد الإداري، وسيارات مصفحة لرئيس مجلس نواب الدم علي عبدالعال، التي تقدر قيمتها 18 مليون جنيه، والإنفاق على زيارة اللاعب الأرجنتيني "ميسي" والتي يقدرها بعض المراقبين بـ"20 مليون جنيه".

وسبق لوزارة الأوقاف تخصيص حطب الجمعة، تماشيا مع تجهات النظام الحاكم، كالتبرع للدولة المصرية، أثناء تدشين "صندوق تحيا مصر"، وتخصيص خطب عن "مشروع تفريعة قناة السويس".. بجانب سلسلة من الفتاوى المسيسة التي تدعم استبداد وقمع العسكر للشعب، من عينة جواز فقئ عيون المعارضين للسيسي، وطلاق المرأة الإخوانية والزوج الاخواني، وإبلاغ الأب عن ابنه المعارض.. وغيرها من العبثيات من أجل بقاء المنقلب على سدة الحكم.

2-
الطقس: حار بارد ممطر مترب مزعج "خليكوا في بيوتكم"

https://youtu.be/0c9Otyy5pa8

وعلى شاكلة بيان الأوقاف، أصدرت أمس هيئة الأرصاد الجوية بيانا تحذيريا، شديد اللهجة، كرسالة للمواطنين: بأن ابقوا في بيوتكم.

وقال البيان التحذيري: "أكد الدكتور أحمد عبدالعال، رئيس مجلس إدارة الهيئة المصرية للأرصاد الجوية، إن البلاد تمر بحالة من حالات عدم الاستقرار تبدأ من غد الأربعاء وحتى بعد غد الخميس، بارتفاع في درجات الحرارة من 4 لـ6 درجات مصحوبة بنشاط للرياح المثيرة للرمال والأتربة تصل لحد العاصفة جهة الغرب تتقدم نحو الداخل يوم الخميس لتصل إلى الوجه البحري والقاهرة وشمال وجنوب الصعيد وسيناء مع اضطراب فى الملاحة البحرية على البحر المتوسط يعقبها انخفاض في درجات الحرارة من 5 لـ8 درجات أيام الجمعة والسبت والأحد مع تكاثر للسحب المنخفضة والمتوسطة الممطرة على السواحل الشمالية الغربية تمتد إلى السواحل الشمالية الشرقية والوجه البحري والقاهرة وشمال الصعيد وتكون غزيرة على السواحل الشمالية".

وهو ما يعتبره مراقبون تحذير للمواطنين بالبعد عن الشاع خلال الأيام الخمسة التالية لقرارات وزارة التموين الكارثية، التي تلهب ظهر المواطن الفقير، والذي يعاني من غلاء كل شيء، وها هو يواجه أبرز مشكلاته الحياتية برغيف العيش، الذي يختصر أدنى ’مال المواطن بالحياة.

3-
التوك شو: وجاء قرار التموين –الذي حرص السيسي على أن يصدر من وزير لا ينتمي للمؤسسة العسكرية حتى لا يساء إلى العسكر متوافقا مع حملة من إعلام الانقلاب مطالبة المواطنين بالتخلي عن عاداتهم الشرائية في شهر رمضان، فطالبت لميس الحديدي المصريين بعدم شراء ياميش رمضان توفير للعملة الصعبة، وكذلك عمرو أديب الذي طالب المصريين بالامتناع عن اداء العمرة توفيرا للدولار، كما دعا الإعلامي الانقلابي أحمد موسى لتوفير النفقات والإفطار في رمضان على تمرة وشربة مياه، في وقت سابق، ثم تلا ذلك كشفه عن أنه يفطر على فخدة ضاني "ربع خروف".

4-
نكتة إضافة المواليد: وعلى الرغم من جهود السيسي وحكومته لتقديم فروض الطاعة لبعثة البنك الدولي، التي أجلت زيارتها التقييمية لمصر، حتى تنفذ شروطها، بتخفيف الدعم نهائيا، ورفع أسعار الطاقة بسعرها العالمي، وهو ما يجري الإعداد له في قبيل يوليو المقبل، تعلن وزارة التموين الانقلابية عن مخدر جديد للشعب بأنها فتحت باب إضافة مواليد جدد لمنظومة الدعم، ببطاقات التموين والخبز، وهو ما يسمع عنه المواطن ولا يجده، كـ"بيض الصعو" بالخليجي أو "لبن العصفور" بالمصري.

يأتي هذا المخدر، رغم شكاوى البدالين والبقاليين التموينيين من نقص الكميات الموردة إليهم من السلع الأساسية، وارتفاع أسعار السكر التمويني، واختفاء الأرز تماما.

5- الإخوان السبب: وعلى عجل، وللفرار من أي مسئولية عن أي جريمة، في عهد السيسي، شيلها للإخوان، علق وزير التموين علي مصيلحي في أحاديثه التلفزيونية، أمس، مع عدد من القنوات، منها ام بي سي مصر، مع شريف عامر، بأن هناك أيادي خفية وراء الأزمة، هي من تحرك الشارع وتستغل الأزمات لتصديرها للدولة المصرية، مشيرا إلى دور للإخوان المسلمين في الأزمة، على الرغم من أنهم معظمهم بالسجون ومطاردين ومهاجرين، بسبب قمع الانقلاب.. وهو ما سار عليه إعلام عبدالرحيم علي وأحمد موسى.

6- ووفق خبراء اإستراتيجيون، ليس من المستبعد تصميم عدد من الكوارث الملهية، خلال الأيام المقبلة، كتفجيرات أو حوادث كبيرة لإلهاء المواطنين.. لتمرير كوارث الانقلاب.