العربي الجديد
مهدت المجازر التي خلفتها عشرات الغارات، وراح ضحيتها أكثر من 300 مدني خلال الأسبوعين الماضيين فقط، لتداعٍ غير مسبوق في دفاعات فصائل المعارضة السورية شمال شرقي حلب، المحاصرة والمجوعة تماما منذ نحو 17 أسبوعاً.
وتقدمت قوات النظام والمليشيات المساندة لها، والمدعومة بغطاء جوي ناري كثيف، أمس الاثنين، في معظم المناطق الواقعة في الجزء الشمالي من أحياء شرقي المدينة، لتفقد المعارضة السورية بذلك، وللمرة الأولى منذ أكثر من 4 سنوات، نحو نصف مناطق سيطرتها هناك، لكنها لا تزال تحتفظ بما يزيد عن نصف المساحات التي كانت دخلتها أواسط يوليو/تموز عام 2012، والتي تواصلت الضربات الجوية عليها طيلة يوم أمس، مخلفة ضحايا جدد من السكان.
هذا التفوق الميداني غير المسبوق في مدينة حلب، لصالح قوات النظام والمليشيات، والذي بدأت إرهاصاته منذ يومين، عندما فقدت المعارضة حي هنانو، جاء بعد أسبوعين كاملين من حملة قصف مدفعي ومئات الغارات للطيران الحربي والمروحي على حلب.
وبدأت هذه الحملة التي اتبعت "سياسة الأرض المحروقة"، يوم الثلاثاء 15 نوفمبر الجاري. ومنذ ذلك اليوم، تحاول قوات النظام والمليشيات التغلغل عبر أكثر من محور اشتباك، لا سيما المحور الشمالي من جهة مساكن هنانو، والمحور الجنوبي من جهة الشيخ سعيد، وفي خطوط التماس بحلب القديمة، ونجحت حتى الآن، فقط باقتحام حي هنانو يوم الأحد الماضي.
وأتاح تقدم القوات المهاجمة عبر المحور الممتد من أطراف مدينة حلب الشرقية لداخل مساكن هنانو نحو منطقة سليمان الحلبي، تقسيم مساحات سيطرة المعارضة السورية شرقي المدينة لقسمين: شمالي وجنوبي.
ومع ساعات عصر أمس الاثنين، فقدت فصائل المعارضة السورية سيطرتها على معظم أجزاء القسم الشمالي، الذي يتألف من مجموعة أحياء أبرزها من الشرق للغرب: هنانو والحيدرية وبعيدين والشيخ خضر والشيخ فارس والهلك وبستان الباشا.
وتتصل الأطراف الغربية للحيين الأخيرين بحي الشيخ مقصود الذي يخضع لسيطرة "وحدات حماية الشعب" الكردية، والتي استثمرت، من جهتها، الموقف مع تداعي دفاعات المعارضة السورية.
ووسعت هذه الوحدات مناطق سيطرتها في الشيخ مقصود، لتشمل اعتبارًا من صباح أمس، حي بستان الباشا بالكامل، وأجزاء من أحياء الهلك وبعيدين والحيدرية، فيما أخضعت قوات النظام، الزاحفة من الشرق، مع مليشيات مساندة لها، نحو 10 أحياء، أبرزها: الصاخور وعين التل وجبل بدرو.
وتداخلت مناطق سيطرتها الجديدة، مع المساحات التي أخضعتها حديثاً الوحدات الكردية في أحياء: الحيدرية وبعيدين والشيخ فارس والشيخ خضر، على الرغم من أن وسائل إعلام النظام الرسمية وشبه الرسمية، سوقت بأن كل هذه المناطق باتت تحت سيطرة "الجيش السوري"، دون ذكر اسم الوحدات الكردية.