بعد انتهاء دور الانقلاب.. المجتمع بين الاختراق الصهيوني والمد الشيعي!

- ‎فيتقارير

كتب- رانيا قناوي:

 

يبدو أن مصر أصبحت مرتعًا في ظل الانقلاب العسكري على الشعب المصري، للمشروع الصهيوني الذي أصبح الحاكم الفعلي للبلاد "في ظل هدية الرب التي تمثلت لديهم في ظهور السيسي"، والمد الشيعي والفارسي بقيادة إيران، وأن هذين المهددين لم يسيطرا فقط على النظام الحالي، ولكن أصبحا يطمحان لما هو أبعد من خلال التقارب مع الشعب المصري، واختراق المجتمع من خلال الأزمات الاقتصادية والتسيب الأمني الذي تعيش فيه البلاد بفعل فشل الانقلاب في ادارة الدولة أمنيًّا واقتصاديًّا، فضلاً عن أن السكوت الانقلابي لهذا الاختراق يعبر عن علامة الرضا فيما يتم من اختراق.

 

فبعد سرطنة الكيان الصهيوني لغذاء المصريين في عهد مبارك الذي فتح الباب أمام عدد من المطبيعن في حكومته قبل ثورة يناير للتطبيع واستيراد هذه الأسمدة المسرطنة التي أصابت ملايين المصريين، بدأ الباب مهيأً مرة أخرة ليتم فتحه أمام الأسمدة الإيرانية، بعد قيام حكومة الانقلاب برفع سعر السماد من ألف جنيه إلى 3 آلاف جنيه دفعة واحدة على الغلابة من الفلاحين.

 

إيران تخترق الفلاح المصري

 

الأمر الذي كشف معه أحمد جودة، نقيب الفلاحين المنتجين، أن لديه عروضًا من إيران وكازاخستان بتوفير أسمدة بنصف سعر الأسمدة المصرية، زاعمًا أنه رفض؛ لأنه يدعم الصناعة المصرية، وحرصًا على توفير الدولار وعلى الصناعة الوطنية، دون أن يكشف كيف تلقى هذا العرض من وراء ظهر حكومة الانقلاب، وكيف تواصل مع المسئولين الإيرانيين لتلقي هذا العرض.

 

وأضاف جودة، في حواره مع الإعلامي محمد موسى، مقدم برنامج "خط أحمر" المذاع على فضائية "الحدث اليوم"، أمس الجمعة، أنه يجب على الدولة ألا تذبح الفلاحين، مشيرًا إلى أن الفلاح يحتاج صناعة تنهض به وإمكانياته.

 

يأتي ذلك في الوقت الذي حذر الكاتب الصحفي فهمي هويدي من الاختراقات الإسرائيلية لعالمنا العربي، موضحًا أن الأمر لم يعد مقصورًا على تطبيع معلن أو غير معلن مع بعض العواصم العربية ولا شركات تتخفى وراء عناوين مختلفة، لكنه تجاوزه إلى محاولة التطبيع مع الأجيال الجديدة في المجتمعات العربية من خلال "الفيسبوك" و"تويتر".

 

إسرائيل تخترق شباب فيسبوك

 

وكشف هويدي- خلال مقاله بصحيفة "الشروق"- عن أن ما يحدث يمكن وصفه بأنه غزوة سرية تتم وراء ظهرانينا، وهو ما لم تنتبه إليه الأغلبية، بمن فيهم أجهزة التنصت والتتبع التي احتلت الفضاء العربي وانشغلت بمراقبة النشطاء والمعارضين الوطنيين، وتجاهلت تخريب الأعداء لوعي وعقول الأجيال الجديدة من الشباب العربي.

 

وأشار إلى محاولة إسرائيل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لاختراق المجتمعات العربية، في الوقت الذي ذكر تقرير للعملية نشره موقع رأي اليوم للباحث زهير أندراوس والذي بعث به من الناصرة (في الضفة الغربية يوم ٧/١٢) تحدث الكاتب عن مبنى كبير في وزارة الخارجية الإسرائيلية خصص لفريق من الشبان يضم عشرة أشخاص، كلفوا بالتواصل مع الشباب العربي في مختلف أنحاء العالم،  لتحسين صورة دولة الاحتلال وتقديم المبررات التي تحاول تبرير مختلف الممارسات الإسرائيلية.

 

ونوّه إلى ما كشفه يوناتان غونين رئيس قسم الدبلوماسية الرقمية، إنه في منطقة الشرق الأوسط يعيش نحو ٤٠٠ مليون عربي من بينهم ١٤٥ مليونًا يستخدمون الإنترنت و٨٠ مليونًا منهم يستخدمون فيس بوك، "وقد أدركنا منذ أسسنا القسم في عام ٢٠١١ أن أفضل وسيلة للتواصل مع الشباب العربي هي الفيسبوك، الذي أصبح الوسيلة الأقوى تأثيرًا على الرأي العام"، كما أنه وفقًا للإحصائيات الرسمية للوزارة يبلغ عدد متابعي صفحة الفيسبوك التي يديرها قسم الدبلوماسية الرقمية أكثر من ٩١٠ آلاف متابع.. أكثرهم في سن ١٨ حتى ٢٤ عامًا.

 

وقال إن صفحة لوزارة الخارجية الإسرائيلية تتعامل مع ٨٣ ألف متابع، أغلبهم صحفيون ودبلوماسيون وقادة للرأي العام، ومشاركة أمثال هؤلاء في التغريدات الإسرائيلية تعني في رأيهم أن رسالة وزارة الخارجية تصل إلى عدد كبير من الأشخاص الفاعلين في العالم العربي.

 

وأوضح أن ما يثير الانتباه أن صفحات الفيسبوك المذكورة تسمح لممثلي وزارة الخارجية بالتوجه مباشرة إلى القراء؛ الأمر الذي يسمح لإسرائيل بتجاوز الحكومات والتفاعل مع العرب من خلال الدبلوماسية الرقمية التي تنقل إليهم مختلف الرسائل التي تتناول الموضوعات الحساسة والجادة، إلى جانب مقاطع فيديو وأغان لمطربين إسرائيليين.

 

وتساءل هويدي في ظل مخاطبة اسرائيل للعرب من خلال الإنترنت، حتى إن إسرائيل عمدت إلى دعوة وفود صحفية عربية لزيارتها؛الأمر الذي يشكل مساحة أخرى للتفاعل الذي يخاطب القراء العرب ويحاول تجميل صورة دولة الاحتلال. وحتى الآن زارت إسرائيل وفودًا من العراق ومصر والمغرب والأردن وتونس إضافةً إلى صحفيين من أكراد سوريا، "فهل يعقل أن تقف حكوماتنا ومؤسساتنا الأمنية متفرجة على كل ذلك؟".

 

زيارات دولة الملالي

 

وبنفس الطريقة تتوغل إيران داخل الأوساط المصرية مع مختلف فئات الشعب المصري عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، فضلاً عن تنظيم إيران لعشرات الرحلات الجوية سنويًّا للمصريين الراغبين في زيارة دولة الملالي، حتى إن إيران تنتقي زوارها بشدة عن طريق دعوة الصحفيين الكبار الذين يقدمون المساعدة في تحسين صورة دولة الفرس في نظر القراء العرب والسنة في مصر، وذلك مقابل الدعم المالي الذي يقدم لهؤلاء الصحفيين، بعلم نظام الانقلاب.

 

حتى إن الصحفي المعروف بعمالته لإيران إبراهيم عيسى يسخر فقرات ثابتة في برنامجه اليوم للدفاع عن السياسات الإيرانية، في مقابل هجومه الدائم على سياسات المملكة العربية السعودية.

 

وكما يتم مع الصحفيين الكبار، يتم أيضًا مع الصحفيين الصغار وعدد من نشطاء العمل السياسي؛ حيث تكتفي إيران بدعوتهم لزيارتها، دون تقديم دعم مالي، والاكتفاء فقط بمكافأة المدعوين من خلال السياحة في طهران وقم لمدة أسبوع، يتم خلالها عمل ندوات معادية لأهل السنة والهجوم على السعودية وكل من يعادي دولة الملالي.

 

كما أن هناك استثمارات إيرانية في مصر في مجموعة من المجالات مثل شركات للغزل والنسيج في المنطقة الصناعية بشمال خليج السويس بتكلفة 400 مليون جنيه، ومصنع مشترك لإنتاج الإسمنت في محافظة بني سويف بطاقة 1.3 مليون طن واستثمارات تتجاوز 226 مليون دولار يسهم الجانب الإيراني فيها بنحو 50 %.

 

بالإضافة إلى المساهمات الإيرانية في مجال السيارات من خلال شركة سوزوكي إيجبت المصرية، وشركتي سايبا وخودروا الإيرانيتين، ومشروع مصري إيراني سعودي مشترك باستثمارات تتجاوز 200 مليون دولار في مجال إنتاج البتروكيماويات، كما تتواجد الاستثمارات الإيرانية في مصر في 6 مجالات أخرى وأغلبها توكيلات من شركات إيرانية لرجال أعمال مصريين مثل السجاد الإيراني الذي تبلغ قيمة واردات مصر منه نحو 10 ملايين جنيه سنويًّا.

 

وانتهزت إيران فرصة تراجع السياحة المصرية عقب سقوط الطائرة الروسية في سيناء، ووقف روسيا وبريطانيا رحلات السياحة إلى شرم الشيخ، وتقدمت العديد من شركات السياحة الإيرانية التي تطالب بفتح الأسواق المصرية أمام السياحة الإيرانية لتوريد 8 ملايين سائح إيراني إلى مصر.

 

كما تلقي أحمد الطيب، شيخ الأزهر، طلبًا من المرجع الإيراني ناصر مكارم الشيرازي، يدعوه فيه بزيارة طهران، واستئناف الحوار بين المذاهب الإسلامية، فضلاً عن زيارات قيادات وزارة الاوقاف التي تمت بالفعل وبدعم مادي، حتى أنه تم اكتشاف إغراق عدد كبير من مساجد الأوقاف بالكتب الشيعية التي تدعوا إلى التبشير للمذهب الشيعي، وتسب وتلعن الصحابة وأمهات المؤمنيين، فضلاً عن طلب إيراني بإنشاء قناة فضائية مصرية للتبشير بالمذهب الشيعي تبث من مصر.

 

اختراق التعليم والمساجد

 

كما  أن مركز علوم آل البيت يضم عددًا من رموز الشيعة المصريين؛ أبرزهم الدكتور عاصم فهيم إستاذ الفلزات النووية في جامعة القاهرة، وصاحب أشهر أزمة في تاريخ الجامعة عندما وجه دعوة رسمية للشيخ حسن نصر زعيم حزب الله اللبناني، معتمدة من جامعة القاهرة ومذيلة بخاتم شعار الجمهورية، دون التنسيق مع أي جهة رسمية بالدولة.

 

كل هذه الاختراقات لمساجد وزارة الأوقاف وجامعة الأزهر الشريف تتم بمساندة عدد من قيادات وزارة الأوقاف والأزهر الذين تم استقطابهم أكثر من مرة لزيارة مدينة قم الإيرانية.

 

كما نجحت إيران في إختراق الأزهر الشريف من خلال عدد من الطلبة الخليجيين الذين تم دسهم في الأزهر الشريف لدراسة العوم الشرعية بالأزهر، حتى نجحوا في تكوين خلايا شيعية موالية لإيران داخل جامعة الأزهر الشريف وكانت تضم عددا من الطلاب الشيعة العرب من مختلف الدول العربية، وكان يتزعمهم طالب عراقي يدعي علي البدري الذي وفد إلى الأزهر الشريف لإكمال دراساته العليا بعد أن كان قد درس الشريعة في جامعة بغداد وكان يدعي أنه سني ولكنه كان مكلفًا رسميًّا من المرجع الشيعي أبو القاسم الخوئي أحد أبرز زعماء الثورة الإيرانية الذي نصب البدري وكيلاً عنه للشيعة في مصر، وقد تزوج البدري من سيدة مصرية أثناء إقامته في القاهرة لمدة خمس سنوات وكون خلية شيعية تمكنت من استقطاب عدد كبير من رموز ومشايخ الأزهر االشريف أبرزهم الشيخ حسن شحاتة.

 

كما نجحت إيران في استقطاب أحد كبار المهندسين الأثريين للبحث والتنقيب عن رفات الشيعة داخل أسوار قلعة صلاح الدين الأيوبي بحجة أن القائد السني صلاح اليدن الأيوبي قام بقتل كل المراجع الشيعية في الدولة المصرية الفاطمية وقام بدفنهم أسفل اسوار القلعة.