في اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة.. الانقلاب تجاوز كل الخطوط معها

- ‎فيأخبار

كتب- أحمدي البنهاوي:

 

تعيش المرأة في مصر أسوأ مراحلها بسبب الانقلاب الذي أهانها واعتقلها واعتقل عوائلها، بل واوجد المناخ الداعم للعنف ضدها كما وثق ذلك المنظمات الحقوقية، ويمر اليوم ذكرى اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، لكن المرأة المصرية لا تجد نفسها معنية به، فما بين ارتفاع الأسعار والكوارث الاقتصادية والاعتقالات تغيب المرأة في مصر.

 

وأقرب مثال على غياب اليوم من ذاكرة المصريات كان وقفة لزوجات وأهالي معتقلى سجن برج العرب على سلالم نقابه الصحفين يوم الثلاثاء 22 نوفمبر، تنديدا بتعذيب ذويهم وتغريبهم للسجون البعيدة.

 

وتأتي الوقفة بعد بلاغات وشكاوي للنائب العام والمجلس القومي لحقوق الإنسان ووقفات متصلة منهن أمام سجن برج العرب تعرضوا فيها للضرب والرجم بالحجارة وإطلاق الغاز المسيل علاوة على سيل من الشتائم. 

 

الأرقام تكشف

 

ومنذ وقوع الانقلاب العسكري، تتعرض النساء والفتيات لعنف وانتهاكات صارخة، كان من نتيجتها استشهاد نحو 100 سيدة وفتاة، وفصل 526 من الجامعة، وتعرض 304 لانتهاكات عامة، و24 للمحاكمات العسكرية، و24 امرأة للاغتصاب والتحرش.

 

وبلغ عدد الفتيات رهن الاعتقال نحو 40 فتاة، والمخلى سبيلهن 1949، فيما بلغ مجموع البنات المحكوم عليهن 248، واختفاء أربع قسريا، ووصل مجموع الكفالات والغرامات حتى مارس الماضي؛ 22 مليونًا و208 آلاف جنيه، كما بلغ إجمالي سنوات الأحكام حتى نفس التاريخ 1009 سنوات وثلاثة شهور. 

 

اعتقال أثناء الزيارة

 

ومنذ انقلاب 3 يوليو، اعتمد الإنقلاب حرق الخطوط الحمراء فبدأ يعتقل زوجات المعتقلين أثناء زيارة أزواجهن في المعتقل ولعل آخرهن الحاجة سمية، 50 عامًا، من كفر صقر محافظة الشرقية وفي 12 أغسطس الماضي، اعتقال مباحث سجن وادي النطرون سيدة وطفلها من سيناء أثناء زيارة زوجها المعتقل. 

 

وفي 10 مايو الماضي اعتقلت قوات امن الانقلاب أسماء عبدالمجيد حواش بالمحكمة العسكرية بالآسكندرية اثناء زيارة زوجها بسبب رساله لزوجها اسامه السنوسي المعتقل تخبره عن احوال اطفاله. 

 

وفي 2 ديسمبر الماضي اعتقلت مباحث سجن جمصة الدكتورة هانم أحمد سالم أستاذة علم النفس بكلية التربية جامعة الزقازيق، أثناء زيارة زوجها المهندس حسام اليماني المعتقل بسجن جمصة. 

 

 

وفي 22 يونيو 2014، ألقت قوات الأمن بمحافظة الدقهلية، القبض علي الدكتورة هناء سراج، الأستاذ بكلية العلوم جامعة المنصورة ، أثناء توجهها لزيارة زوجها الدكتور عبدالدايم شريف، أحد قيادات جماعة الإخوان المحبوسين بسجن جمصة العمومي. 

 

ونشرت صحف الإنقلاب خبرا مفبركا في 2 أبريل 2015، للقبض على ربة منزل "صورت سجن الترحيلات خلال زيارة زوجها بالمنوفية". 

 

ومبكرا في أكتوبر 2013، اعتقلت سلطات الإنقلاب الدكتورة أمل بغاغو، طبيبة نساء وتوليد، زوجة الشهيد المهندس أيمن طلعت، بعد أن لفقت تهم حيازة ملصقات والانضمام لجماعة محظورة والسير بدون رخصة. 

 

بيانات كاشفة 

 

وقالت جماعة الإخوان المسلمين في مصر، إنه منذ الإنقلاب على د.محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا 2013، "والانتهاكات ضد المرأة والفتاة المصرية (المعارضة) لا تتوقف، قتلا وفصلا ومحاكمة". 

 

وأضاف البيان: "هذه الحصيلة المفجعة لم تكن كافية لسلطات الانقلاب، بجانب قهرها للمرأة، أما، وزوجة، وأختا، لمعتقل وسجين سياسي، تعاني كل يوم الأمرين في ساحات السجون، حتى تحظى بزيارة خاطفة لسجين أو سماع صوت بعيد لمعتقل". 

 

وفي ذكرى اليوم العالمي للمرأة، بمشاركة مركز هشام مبارك للقانون، والتحالف الثوري لنساء مصر، والتنسيقية المصرية للحقوق والحريات، وحملة "البنات لازم تخرج". وأكد المشاركون- في بيان لهم قرأته بالمؤتمر المتحدث الرسمي باسم تحالف نساء مصر الحقوقية هدى عبد المنعم- أن "ما يؤسف له أن لغة الأرقام مازالت تؤكد حجم معاناة المرأة المصرية في ظل الانقلاب؛ وأوضحت أن حالات الاعتقال الأخيرة تشير إلى "التطور النوعي في عنف الانقلاب بحق المرأة المصرية؛ حيث تم اعتقال الكثير من الحالات مؤخرا من منازلهن، أي أن الانقلاب الآن يطارد المرأة ليس فقط في المسيرات والتظاهرات السلمية التي يطالبن فيها بالكرامة والحرية، بل وكذلك في بيوتهن ووسط أسرهن". 

 

وتابعت: "وتعدت السلطات سقف الخطوط الحمراء، رصدنا اعتقال الفتيات والسيدات كرهائن للضغط على ذويهن لتسليم أنفسهم، الأمر الذي يمثل تجاوزا خطيرا وعلامة على حالة التردي الشديد الذي وصل إليه المجتمع بعد الانقلاب". وأشارت مؤسسة عدالة لحقوق الإنسان إلى وجود أكثر من 127 حالة من النساء قتلن على أيدي القوات الأمنية خلال العامين الماضيين، دون فتح أية تحقيقات من قبل النيابة العامة للوقوف على مرتكبي هذه الجرائم ضدهن، وهناك حالتا إعدام بحق النساء، إحداها حضوريا (سامية شنن)، والأخرى غيابيا (سندس عاصم). 

 

ائتلافات دولية 

 

وفي السياق ذاته، حيا الائتلاف العالمي للمصريين بالخارج "صمود المرأة المصرية ودورها الرائد في النضال من أجل الحرية والكرامة"، مؤكدا تصميمه مع جموع المصريين المؤمنين بالحرية والعدالة والكرامة الإنسانية على ملاحقة كل من أجرم ومازال في حق المرأة المصرية ومحاكمته. 

 

وأهاب- في بيان له- بالمجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته لوقف الانتهاكات، مجددا مطالباته بتشكيل لجان دولية للتحقيق في حالات القتل خارج نطاق القانون، والاغتصاب والتحرش الجنسي داخل أماكن الاحتجاز، والاختفاء القسري والتعذيب، والمعاملة اللا آدمية داخل أقسام الشرطة والسجون. كما عقدت حركة "نساء ضد الانقلاب" بجنوب أفريقيا مؤتمرا صحفيا، مؤخرا، عرضت فيه انتهاكات العسكر بحق المرأة المصرية، مشدّدة على ضرورة إلغاء كافة أحكام الإعدام والسجن بحق النساء المصريات المعتقلات.