هويدي يكشف خطوط التنافس الأمني في المؤسسات الدينية للانقلاب

- ‎فيأخبار

كتب حسين علام:

أكد الكاتب الصحفي فهمي هويدي، أن المعركة الحاصلة بين وزير أوقاف السيسي والأزهر حول بدعة خطبة الجمعة المكتوبة، هي معركة لغير وجه الله، بعد أن أصبحت مجالات للتندر من قبل بعض المتابعين.

وقال هويدي -خلال مقاله بصحيفة "الشروق" اليوم الاثنين- إن هذا التجاذب ليس جديدًا، ولكنه ظهر إلى العلن فى الآونة الأخيرة، وهو جزء من الصراعات المكتومة بين أجهزة الدولة، وان اتسم بالحساسية لأنه حاصل فى محيط المؤسسة الدينية، التى يفترض البعض فيها بعض الخصوصية، نظرا لمكانتها المتميزة لدى الإدراك العام.

وأوضح أن أى دارس للتاريخ يعرف أن مشيخة الأزهر ظلت الجهة المسئولة تاريخيا عن النشاط الدينى تعليما ودعوة وإرشادا وإفتاء، إلا أن الأزهر أثار الانتباه حين أصبح فى مقدمة قلاع المقاومة الوطنية المصرية التى تصدت للاحتلال الفرنسى، (عام ١٧٩٨م). أما الأوقاف فقد كان لها «ديوان» لم يكن له صلة بالشأن الدينى، ولكن دوره ظل محصورا فى رعاية الشئون المالية والإدارية المتعلقة بما تم وقفه لأعمال البر والخير.

ولفت هويدي إلى التنافس الموجود بين المؤسسات الدينية الثلاثة في عهد الانقلاب بدءا من الأزهر ثم الافتاء ثم الأوقاف، ما استصحب حضورًا دائما وتنافسًا مستمرًا بينها فى نسج العلاقة مع المؤسسة الأمنية، حتى أن المتابعين لأنشطة المؤسسات الثلاث وجدوا أن حضور الأمن فى وزارة الأوقاف ودار الإفتاء ظل أقوى منه فى مشيخة الأزهر.

وأوضح أن الفتاوى شبه اليومية التى تصدر عن دار الإفتاء حاضرة إلى حد الذوبان فى السياسة الأمنية، كما أن وزارة الأوقاف أدركت أن مجال الدعوة ومنابر المساجد هى الساحة التى يمكن أن تزايد فيها على الأزهر وتسبقه فيها، وكان موضوع تعميم الخطبة المكتوبة من نماذج ذلك السباق الذى تفجر فى العلن أخيرا.

وما كان لذلك أن يحدث لولا أن الوزير الذى عمل فى مكتب شيخ الأزهر قبل تقلده الوزارة، وجد مساندة أمنية قوية لموقفه جعلته يجهر بالتحدى ويتعامل باستعلاء مشهود مع قرار هيئة كبار العلماء فى الموضوع. فضلا أن رجاله عمدوا إلى التلويح للمعارضين بتهمة الأخونة، الأمر الذى يعد من قبيل البلاغ الأمنى الذى يهدد بتدمير حياة المعارضين وإلقائهم وراء الشمس.