بين الصمت والتبرير.. هؤلاء يفندون اتهام الإخوان بعدم الدفاع عن أنفسهم

- ‎فيأخبار

كتب أحمدي البنهاوي:

يؤكد الإخوان في أدبياتهم أنهم يفضلون الدفاع عن المبادئ والعقيدة التي ينتمون إليها أكثر ما يدافعون عن أنفسهم، ولكن ذلك وضعهم برأي كثير من شباب الإخوان في اتهام بـ"الدروشة"، وباتوا يتساءلون: "لماذا لا يدافع الإخوان عن أنفسهم وعن حملات استهداف الرئيس مرسي من الانقلابيين؟!".

بالمقابل، يتهم الانقلابيون من الإعلاميين وغيرهم أن الإخوان دائمو الدفاع عن أنفسهم، بالحق والباطل، تحت مسمى "المبرراتية"،  "لماذا ينبرون دفاعا عن أنفسهم؟". وبين الطرفين؛ اتهامات بـ"السذاجة" و"الطاعة العمياء".

شيطنة الإخوان
ويعتبر المراقبون أن الاتهامات الموجهة للإخوان قديمة، وحمي الوطيس في أنفاس المخلوع مبارك الأخيرة في 2010، ولم يدافع الإخوان عن أنفسهم ضد مسلسل "الجماعة" الذي كتبه وحيد حامد، فلم يتوفر لديهم منبرا إعلاميا (إذاعة أو تلفزيون أو صحيفة)، يدافعون من خلاله عن أنفسهم.

ومع نجاح ثورة 25 يناير المبدئي بالإطاحة برمز الاستبداد، وتحول الإعلاميون المتناقض، انقلبوا إلى شيطنة الإخوان المسلمين، وأنهم أساس كل بلاء ومصدر كل فتنة، وبنفس النمط تعاملوا مع كل خطواتهم بعد الثورة.

وفكر الشيطنة والاستعداء، كما يرى الكاتب السعودي عبدالرحمن حريص في مقال بعنوان "عندما يلهم البوليس الإعلام": "من أقبح المسالك وأبعدها عن معاني المروءة، فمن أهم معاني المروءة إنصاف المخالف ونقده نقدًا موضوعيًّا قائمًا على معطيات حقيقية لا على أوهام وتصورات ليست موجودة إلا في أذهان قائليها".

الترشح للرئاسة
وبرأي مراقبين، مثل تحول الجماعة من رفض الترشح على الرئاسة قبل أن تتكلل ثورة يناير بالإطاحة بالمخلوع، إلى ترشيح الدكتور محمد مرسي ثم فوزه بأغلبية 52% من الأصوات، حاول الإخوان الدفاع عن خطوتهم التي استغلها إعلاميو المخلوع والإنقلاب بعد ذلك.

وفي إبريل 2012، انبرى د.فوزي شداد باحث شرعي وأستاذ بالجامعات الإسلامية بالولايات المتحدة الأمريكية، دفاعا عن خطوة الإخوان مستعينا بعشرات المصادر العلمية في فقه السياسة الشرعية وقبلهما القرآن والسنة النبوية المطهرة، لإثبات صحة الخطوة التي اتخذها مجلس شورى الإخوان المسلمين.

وأكد أن موقف الجماعة الأول كان وهي "متطوعة غير مجبرة"، وأنه تغير إلى الترشح؛ وفق متغيرات تتعلق بـ"المؤامرة التي تحاك لشعب مصر، وما بدى من سلوكيات المجلس العسكري واستماتته لفرض امتيازات وصلاحيات ومبادئ فوق دستورية يسعى لتقنينها في الدستور الجديد، وإصراره على استمرار حكومة الجنزوري، وتشويه صورة برلمان الثورة وإقناع الناس بعجزه وعدم قدرته على القيام بالتغيير المنشود، ثم المطالبة بإسقاطه وحله".

وقال "كان لزامًا على جماعة الإخوان المسلمين من منطلق وعيها بخطورة المرحلة، وبعد أن تخلت عدة أطراف عن التزاماتها المتفق عليها للوصول بمصر إلى بر الأمان..".

إلا أن إبراهيم عيسى في إطار تحريضه ضد الجماعة بجريدة "التحرير"، التي يملكها بالنيابة عن الكنيسة الصحفي المسيحي "د.عماد جاد"، ترك كل الأدلة التي ساقها "شداد"، وتعلق في وصفه للجماعة بـ"المباركة"، وأعتبر أن دفاع الجماعة عن نفسها في مقاله بـ"مرض اخوانى" لصيق بالإخوان منذ 84 عاما!.

وكال الصحفي الشهير بـ"أبو حمالات" في مقاله عدة اتهامات للإخوان في إطار هجومه منها أن "رؤية الجماعة فى منتهى التشوش والتخبط والتوهان"، وأنها "لم ترَ فى التعديلات الدستورية عيوبا قاتلة"، وأنها "لم ترَ فى المادة «28» سلاحا يقتل بلا مساءلة"، و"لم ترَ فى الإعلان الدستورى ضبابا لا يمنح الأغلبية أى حق فى إدارة البلد"، وأنها "لم ترَ فى كتابة الدستور بالأغلبية نوعا من العافية والمغالبة"، وهو ما كان الإخوان يتمكنون من الرد عليه.

بلال سيئ الذكر
وفي إطار مشابه، كتب بلال فضل في "بوابة الشروق" في ديسمبر 2013، متهما الإخوان ورئيسهم بالنقائص، وأن من بينها الدفاع عن أنفسهم، وتحت عنوان "دقت ساعة الأوميجا" يقول بلال سيئ الذكر، وهو يتحدث عن تسريب السيسي مع الصحفي ياسر رزق الشهير بتسريب الساعة الأوميجا، فابتداء "يتمحلس للانقلابيين " قائلا: "قل لى بالله عليك: ماذا كان سيحدث فى البلاد ولكثير من العباد لو كان قد تم تسريب تسجيل يتحدث فيه سيئ الذكر محمد مرسى عن أحلامه القديمة برئاسة الجمهورية".

وأضاف "وأنصار الإخوان ماذا كانوا سيفعلون فى وجه هذه الحملة؟، بالتأكيد كان قسم منهم سيسارع إلى إنكار التسجيل وادعاء فبركة صوت مرسى، وقسم آخر كان سيتحدث عن أخلاقيات الصحافة التى تحظر نشر كلام لم يكن مصرحا بنشره، وقسم ثالث كان سيتحدث عن أن الأحلام جزء من ثقافتنا الإسلامية وأنها تدل على أن مرسى قريب من الثقافة الشعبية"!.

رويترز تنفي
وفي 25 أكتوبر 2015، نشرت وكالة الانباء العالمية رويترز، تقريرا يؤكد أنه في عهد السيسي، من يدافع عن الإخوان المسلمين يجد نفسه "متهما"، حتى المحامين أنفسهم، وأن المحامين وجدوا أنفسهم فى خضم المعركة التي تخوضها الدولة مع جماعة الإخوان.

وأشارت إلى أنه تم القبض على الكثير من المحامين خلال الأشهر الأخيرة، بتهم تتعلق بدعم جماعة الإخوان، لمجرد تبني الدفاع عنهم أمام المحاكم. ولفتت الوكالة إلى وجود أكثر من 200 محام وراء القضبان، وفقًا لجماعات حقوق الإنسان، التي أكدت أن عدد الاعتقالات هو أعلى بكثير مما كانت عليه في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، لافتة إلى أن المحامين ونشطاء حقوق الإنسان، فسروا ذلك إلى أنه محاولة لتخويف المحامين لجعلهم يتجنبون القضايا السياسية.

مقال إبراهيم عيسى
http://www.coptstoday.com/Egypt-News/Detail.php?Id=12108

مقال بلال فضل
http://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=14122013&id=8c23ae67-d7c6-4a3d-a1c7-361cc44860f3

دراسة فوزي شداد
http://webcache.googleusercontent.com/search?q=cache:c6-XGHvN9doJ:amlalommah.net/amlupload/1.doc+&cd=8&hl=en&ct=clnk