قال الباحث والمفكر الإسلامي، الدكتور طارق السويدان: إن "البعض يلوم الثورات، (لكن) يجب أن لا نلوم الضحية، بل الجلاد، الذي صنع هذه الأزمات"، داعيًا إلى "الاستمرار بالثورات والقضاء على رأس الأفعى".
جاء ذلك خلال حواره أجراه مع الأناضول، اليوم الثلاثاء، مضيفًا أن أزمة اللاجئين ستنتهي بالقضاء على الديكتاتوريات، كأمثال بشار.
وأضاف السويدان: الأقربون أولى بالمعروف، والأولى أن تتولى الشعوب العربية استقبال اللاجئين، بدل الضغط على ألمانيا وغيرها، (في الوقت الذي) ترفض فيه الدول العربية منح التأشيرات للسوريين، وتلوم ألمانيا لعدم استقبالهم، وهي أكثر من يلام".
مشيرًا إلى أن المشكلة ليست في الثورات العربية، وإنما في الحكومات التعيسة، والديكتاتوريات التي استأثرت بالثروات، ولم تعمل أي تنمية، ولم تراع الإنسان، ولما قامت الشعوب لتستعيد كرامتها، جاء الضرب، والكبت الشديد".
وعن تجربة الإسلام السياسي ومحاولات القضاء عليه وإفشاله، شدد على أن "المنطلق لفهم الإسلام السياسي، يأتي من منطلق فهم الإسلام نفسه، الذي جاء لكل مناحي الحياة الاقتصادية والقضائية، وغيرها، وجزء منه سياسي".
وتابع قائلاً: "إذا فهمنا المعادلة فلا حل أمام الحكام، ودول العالم، إلا التعامل مع الإسلام السياسي، والبشر الذين يحملون هذا الفكر هم مستويات متعددة بالوعي، وقد ينجحون أو يفشلون، لأنها تجارب بشر".
وخلص إلى أن "الإسلام السياسي لم يعط حقه بالتجربة، ففي مصر استمر سنة واحدة(في إشارة لحكم الرئيس محمد مرسي أول رئيس منتخب ديمقراطياً)، وقضي عليه، بالتعاون بين الدول الغربية ودول المنطقة، إلا أنه سيعود مجددا، وفي تركيا نجح، ولا يمكن إلغاؤه، وصار هناك فهم بأن اختيار الشعب هو الذي يستمر، وإذا اختار الشعب الإسلاميين فليكن".
ووجه السويدان "تحية كبيرة لتركيا، بسبب مواقفها العظيمة فيما يتعلق بالربيع العربي والحريات، واستقبال اللاجئين، معززة بمواقف مشرفة"، لافتًا إلى أنه في صلاته يشكر الله ويحمده "لوجود تركيا في هذا الزمن، وإلا لكان المسلمون في أزمة"، مختتمًا حديثه للأناضول: بدون الحرية لن تنهض أي دولة، فالحرية هي الأساس.