بدعم إماراتي..السيسي يضع اللمسات الأخيرة لإحلال “دحلان” محل “أبومازن”

- ‎فيتقارير

 أحمدي البنهاوي
أكد مراقبون أن معطيات الواقع أكبر من المصادر المطلعة، فيما يتعلق بالقرب الواضح بين القيادي الفتحاوي محمد دحلان من السيسي عنه من محمود عباس، فدحلان– مدير الأمن الوقائي السابق- بوابة لأبوظبي التي تعتبر الراعي المالي واللوجستي للانقلاب، ولذلك لم يكن مستغربا "فتح معبر رفح"، وتحول الانقلاب من اتهام حماس بالإرهاب في سيناء إلى "استقبال إسماعيل هنية، رئيس الوزراء السابق عن حركة حماس، ومعه القيادي موسى أبو مرزوق.

وكشف مراقبون عن أن القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان يجري لقاءات مع قيادات مصرية- المخابرات- لوضع اللمسات الأخيرة على مؤتمره الذي يعتزم عقده في القاهرة؛ لمواجهة "الرئيس" المنتهية ولايته محمود عباس، ونتائج المؤتمر السابع لحركة فتح الذي عقد مؤخرا.

ضد عباس

وقالت مصادر صهيونية، إن توترا كبيرا طرأ على العلاقة بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وعبدالفتاح السيسي، في أعقاب نتائج مؤتمر "فتح" السابع، الذي أسدل الستار على أي فرصة لإعادة القيادي المفصول من الحركة محمد دحلان، المقرب من السيسي.

ونقل موقع "واللا" العبري، في ديسمبر الماضي، عن مصادر أمنية صهيونية قولها، إن القاهرة تتخذ حاليا إجراءات عقابية ضد عباس، مشيرة إلى أن السيسي منح دحلان الضوء الأخضر لعقد وتنظيم فعاليات سياسية داخل الأراضي المصرية؛ للإضرار بمكانة عباس داخل "فتح"، وفي الساحة الفلسطينية بشكل عام.

ونوّهت المصادر إلى أن السيسي وافق على احتضان القاهرة لكل الفعاليات والأنشطة الهادفة لتشكيل نواة تجمع سياسي فلسطيني، يهدف إلى تحسين فرص دحلان في التأثير في المشهد الفلسطيني، لا سيما في مخيمات اللاجئين، تحسبا لخلافة عباس.

وأضافت المصادر أن السيسي يتلقى التأييد في دعمه لدحلان من كل من الإمارات العربية والأردن، وبدرجة ما من السعودية.

وأوضحت المصادر أن دحلان يحرّض السيسي على عباس، من خلال الزعم بأنه بات مرتبطا بمحور (تركيا، قطر، حماس) ويعادي مصر.

وأشارت المصادر إلى أن السيسي يدرس حاليا تعزيز مكانة دحلان في غزة، من خلال تسليم الإشراف والسيطرة على معبر رفح لرجال دحلان؛ في مقابل أن يتم فتح المعبر بشكل متواصل.

وأشارت المصادر إلى أن المصريين باتوا يدرسون إمكانية أن يسمحوا بالتبادل التجاري بين مصر وقطاع غزة.

مؤتمر السخنة

قال "يوني بن مناحيم" المحلل الإسرائيلي للشئون العربية، في مقال نشره موقع "نيوز1": إن السيسي سمح في أكتوبر الماضي للمخابرات المصرية ومحمد دحلان بعقد مؤتمر أكاديمي في العين السخنة بمصر، بمشاركة 130 شخصية فلسطينية، تناول المشكلة الفلسطينية ووحدة حركة فتح، خلافا لرأي محمود عباس، ووفقا لمصادر فلسطينية، ستنظم القاهرة ثلاثة لقاءات أخرى مختلفة مع شخصيات فلسطينية على أراضيها، سيتناول أحدها مسائل الاقتصاد والتجارة.

وقال نائبان برلمانيان عن حركة فتح، من مؤيدي دحلان الذين شاركوا في المؤتمر، هما من يتوليان طلبات الطلاب للخروج من القطاع للدراسة في الخارج ونقلها لوزارة الداخلية التابعة لحماس في القطاع، وبحسب مصادر فلسطينية بغزة، "هناك نحو 30 ألف شخص ينتظرون الموافقة على السفر إلى مصر لأسباب إنسانية مختلفة".

ومن مهام دحلان، المولود في خان يونس بالقطاع، تكوين قاعدة جماهيرية واسعة هناك، من خلال تيسير سفر الحالات الإنسانية، كما وافقت مصر على دخول زوجته جليلة للقطاع عبر معبر رفح؛ لتوزيع أموال من الخليج على سكان غزة، بعدما رفضت السلطة الفلسطينية إدخالها عن طريق معبر بيت حانون، فضلا عن فتح المعبر ودخول هنية بشكل سلس، وبحسب صحفيين مصريين فإن المعبر سيفتح من 6 إلى 8 أيام شهريا، وإزاحة حماس–مؤقتا- من الهجوم الإعلامي المصري على الإخوان، للتقارب مع الكتلة الأكبر في غزة في مواجهة محمود عباس.

محاذير العلاقة

وصرح سامي أبوزهري، المتحدث باسم الحركة، بأن حماس اقترحت على مصر إرسال وفد للقاهرة لاستئناف المحادثات بين الطرفين، وبأنها معنية بتطوير العلاقات مع مصر.

واعتبر أبوالعبد "إسماعيل هنية" أن زيارته إلى مصر مثمرة، غير أن المراقبين لا يستبعدون أن تكون الغارات التي تتم اليوم على غزة هي بالتنسيق مع السيسي، الذي طلب من حماس التفاوض في ملف الأسرى الصهاينة وجثث جنود الكيان لدى حماس.

وقال "نيوز وان"، إن إقالة الصفتي من منصبه خطوة يستهدف من خلالها السيسي كسب حركة حماس إلى جانبه في المعركة ضد داعش بسيناء، لافتا إلى أن نائب رئيس المكتب السياسي في حركة حماس موسى أبومرزوق التقى، قبل أسبوعين، عددا من قيادات المخابرات العامة المصرية، وخلال اللقاء اشتكى من تعامل اللواء الصفتي مع الحركة.