الفيوم تعاني.. الشلل يصيب الحياة بسبب الانقطاع المتكرر للكهرباء

- ‎فيأخبار

   محمد شعبان وإسراء عوض 


قمة السخرية أن يأتى محصل الكهرباء ويطلب دفع الفاتورة! فيرد المواطن: أدفع الفاتورة ليه؟ هي الكهرباء بتيجي أصلا!
فيقف الموظف عاجزا عن الرد.


فيكمل المواطن: لما الأحوال تتحسن هبقى أدفع الفاتورة.. إحنا لاقين شغل أصلا.. ما أنت عارف الأوضاع تزداد من سيئ لأسوأ!.

وآخر يرد: طب أدفعها ليه؟! عشان يقتلوا بيها أخويا وأخوك؟!.  

هذا هو الواقع الذى تشهده محافظة الفيوم هذه الفترة في ظل حكم العسكر، بعد انقلاب دموى سفك دماء آلاف المصريين، وجرح واعتقل عشرات الآلاف الآخرين، حيث تفاقمت الأزمات، وحولت حياة المواطنين إلى جحيم لا يطاق.


وتعانى مراكز محافظة الفيوم السبعة ومعظم قراها حالة من الغضب الشعبي العارم؛ جراء الانقطاع المتكرر للكهرباء، والذي يمتد يوميا إلى ساعات طويلة، الأمر الذي يصيب الحياة بالشلل التام في القطاعات العامة والخاصة على حد سواء.


من جانبها أعلنت الشبكة القومية للكهرباء عن ارتفاع عجز توليد الطاقة؛ نتيجة نقص الوقود اللازم في تشغيل الوحدات إلى 3500 ميجاوات، وذلك رغم عدم تعدي معدل الأحمال الطبيعي 22 ألف ميجاوات, وينذر هذا الوضع بحدوث كارثة كبيرة في الصيف القادم، حيث تزداد فيه الأحمال عن فصل الشتاء.


تقول سماح سيد، خريجة جامعية: "الأزمات تتصاعد يوما بعد يوم! ماذا نفعل؟ هل نلجأ للمسئولين؟ ردهم دائما لا يتغير: ظروف البلد الأيام دى مش مستقرة ولازم الناس تستحمل شوية!!.


وتضيف: "يقولون إن شبكة الكهرباء متهالكة وتحتاج إلى إحلال وتجديد وصيانة، وهناك نقص في السولار لتشغيل محطات الكهرباء، ولكن يبدو أن البلد مفيهاش فلوس غير لشراء قنابل الغاز والرصاص لفض تظاهرات الشعب، أما توفير سبل الحياة الكريمة للمواطنين فالحكومة تقف عاجزة!!.

 
وتؤكد سماح أن الكثير من المصريين عزفوا عن سداد الفواتير؛ بسبب الانقطاع المتكرر للكهرباء منذ شهور عديدة.

 
أما رشا علي، ربه منزل، فتعترف بأن الأزمات تفاقمت إلى درجة سيئة جدا، وتقول: "ابنى طالب ثانوية عامة, يذهب إلى الدرس الخصوصي فيجد الكهرباء منطفئة، فيعود إلى البيت فيجد النور فاصل، لتكون المحصلة "صفر"، فكيف يذاكر بهذه الطريقة وكيف يتفوق؟!.


وتتابع: "أصبحنا ننتظر عودة الكهرباء والمياه كانتظارنا لليلة العيد".


أما أحمد غانم، طبيب أطفال، فيؤكد أنه يمتلك حضَّانة للأطفال الرضع، ويقول: "تخيل لو دقيقة واحدة قطعت فيها الكهرباء عن هؤلاء الأطفال, ماذا سيحدث؟.
ويجيب: "طبعا سأتحول من طبيب إلى متسول، كاشفا أن الضغط زاد على الحضانة التى يمتلكها بعد أن قامت السلطة بإغلاق المؤسسات الخيرية التى كانت ملجئا للبسطاء والفقراء".


ويتفق معه تماما علي حجاج، صاحب ورشة حدادة، قائلا: "فى رقبتى عائلة مكونة من 3 أفراد، زوجتى وطفلى الصغيرين, لما كل يوم الكهرباء تقطع عدة ساعات هشتغل إزاي؟!.

 
ويضيف: "أنا أرزاقي ومهنتى وورشتى هى مصدر رزقى ودخلي، وعندما أتأخر في مواعيد تسليم الشغل.. الزباين هتطفش وهيخرب بيتى، والله حرام اللي بيحصل فينا ده!.


انعكس هذا الوضع المؤلم على شبكة التواصل الاجتماعي فيس بوك، وفرض انقطاع الكهرباء نفسه على النشطاء، وكتب بعضهم يسخر من الأزمة ومن تصريحات قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، حيث يقول أحد النشطاء: "ياللى بتقول نور عينينا.. خلى عنيك ليك وهات النور لينا!!".


ويقول آخر: "لو عندك كهربة فى البيت اوعى تقول قدام حد.. الحاجات دى بتتحسد دلوقتي". ويضيف آخر ساخرا: "وبكره تشوفوا مصر.. أدينا شفنا يا سيسى, قطعوا المية وقطعوا النور.. إمتى حكومة الظلمة تغور؟".