عزوز عن إعلام “القيصر”: هكذا تزلف خبراء المعبد في اللحظات الأخيرة

- ‎فيأخبار

 كتبت- رانيا قناوي:

  علق الكاتب الصحفي سليم عزوز على تزلف الدكتور عبد المنعم سعيد رئيس مجلس الأهرام الأسبق، وهو في حضرة عبد الفتاح السيسي، ووصوله لمرحلة "الشحتفة" للحصول على قطعة من التورتة، حتى إنه اقترح على السيسي تأميم الإعلام المؤمم أصلا، ووصف السيسي بـ"القيصر"، وهو يطالبه بإدارة الإعلام وتأميمه وتوجيهه، ليرتقي الإعلام إلى هذه اللحظة التاريخية التي تعيشيها مصر! بحد نفاق سعيد.   وضرب عزوز خلال مقاله بـ "عربي 21" اليوم السبت، بما كان يسعى له الكاتب الصحفي الراحل محمد حسنين هيكل من السيطرة على مقاليد الحكم بعد وفاة الرئيس خالد الهزائم جمال عبد الناصر، وكان هيكل كلما التقى السادات أخبره أن الأوضاع في مصر بالغة السوء، وحسب ما ذكره الرئيس الراحل أنه في كل مرة يسأل فلا يجد الأحوال بالسوء الذي كان يصوره هيكل، وكان السادات يعرف ما يستهدفه هيكل، والذي كرر ذات مرة الأسطوانة نفسها، ليسأله الرئيس في لهفة وفي مشهد تمثيلي يظهره جزعاً، وقال له وما العمل؟!.. ليصل الكاتب إلى هدفه، ويطرح الحل؛ يوجد في «الأهرام» مركز للدراسات السياسية والإستراتيجية أسسه «هيكل»، وينبغي أن توضع أمامه كل الملفات الخاصة بالمشكلات التي تعاني منها مصر، ليضع «خبراء» المركز الحلول لها. وظل الرئيس بعدها كلما رأى صاحبنا يسأله في سخرية: «إيه أخبار الخبراء يا هيكل»!.   وأضاف عزوز أن عبد المنعم سعيد هو واحد من هؤلاء الخبراء، وقد عمل في المركز منذ تخرجه في الجامعة ثم ترأسه لسنوات عدة، وربما لم يكن وقت هذه الواقعة «خبيراً»، فقد يكون «شتلة خبير» في طريقه للتشكل «خبيراً»، لكنه في النهاية صار واحداً من الخبراء، وعندما يصل الحال به وبعد أن صار خبيراً متقاعداً، إلى حد أن يطلب بالإعلام الموجه في أبشع صورة له، فيمكننا أن نتفهم السادات بأثر رجعي وهو يتساءل ساخراً: «إيه أخبار الخبراء يا هيكل»!.   وتابع عزوز: "انظر إلى تجليات كبير الخبراء (يا هيكل) فهو يسلم ويطلب منا التسليم «بوجود جهد خارق يحدث في مصر»، فما هو هذا الجهد الخارق؟ ذلك أننا لم نشاهد جهداً خارقاً إلا في مجال التفريط، ومن أول التنازل عن «تيران وصنافير» إلى التفريط في حق مصر التاريخي في مياه النيل، إلى اللقاءات السرية التي جمعته بنتنياهو، إلى رؤيته الخلاقة بالتنازل عن سيناء لإقامة الدولة الفلسطينية، وكله جهد خلاق لصالح إسرائيل وقد كشف تسريبات قناة «مكملين» أن التنازل عن الجزر هو لصالح إسرائيل، حيث ناقش وزير خارجية السيسي وثيقة التنازل مع محامي رئيس الوزراء الإسرائيلي، بالكلمة، والفاصلة والنقطة!".   وأوضح أن "عبد المنعم سعيد يلعب في الوقت بدل الضائع، وهو كان من الذخيرة الحية لمشروع توريث الحكم في مصر، لكن بالثورة، فقد انتهى دوره، وإذ بدأ السيسي في السطو على بعض رجال جمال مبارك، فعين بعض أعضاء لجنة السياسات وزراء، فقد وجد سعيد الفرصة مواتية ليقدم نفسه لـ «القيصر» الجديد، وهو يعلم أنه لا تصلح معه الرصانة، ووقار «الخبراء يا هيكل»، فخاطب المرحلة على قدر عقول قادتها، ولابد من التحلل من ثياب الوقار، فالتعبير فيها عن الحب يكون بالرقص، وبإدعاء الوله العاطفي، فعبد الحليم قنديل، من جماعة «حيث أنه» و»ريثما»، عندما أراد التقرب من حضرة صاحب المقام، قال إن النساء يعشقن السيسي، وقس وقور، افتراضا بحكم موقعه الديني، قال إنه يذوب عشقاً في السيسي!". والحال كذلك، فيصبح من الطبيعي ليثبت أحد (الخبراء يا هيكل) أنه ابن المرحلة وهو يتقرب لـ «قيصرها» زلفى. وفي الواقع أن عبد الفتاح السيسي لم يكن ينتظر نصائح المذكور ليؤمم الإعلام، لكن ما فعله الخبير أنه أعاد صياغة المطلوب ليبدو كلاماً علمياً وفخماً، فالرسالة الإعلامية لابد أن تكون متسقة، واتساقها ينبغي أن تقوم عليه جهة منظمة للإعلام، وهذه الجهة يقودها ما يعرف في الغرب بالقيصر!   ونبه على أن "الجهة الإعلامية" صدر بها قانون، وإذا كان الدستور نص على أنها مستقلة فالقانون جعل «عقدة النكاح» فيها بيد رئيس السلطة التنفيذية خالد الذكر عبد الفتاح السيسي، ورغم أن الإعلام يدار من مكتب السيسي وبالهاتف، وأثبتت تسريبات «الجزيرة» أن من يقود الإعلام المصري هو سكرتير السيسي الخصوصي اللواء عباس كامل، إلا أنه لم يكتف بهذا القدر، فكان شراء عدد من الصحف والقنوات التلفزيونية بأسماء لملاك ليسوا أكثر من واجهة، ويخرج اللواء أحمد سمير المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة من الجيش على التقاعد ليواصل عمله مسؤولا عن قناة «النهار»، بل يتحول إلى «كاتب عمود» في جريدة «المصري اليوم»، ورغم رداءة المكتوب، وانعدام الموهبة، إلا أنه استمر كاتباً بقوة الدبابة!.   ومع هذا، ورغم السيطرة الكاملة على التلفزيون الرسمي بكل قنواته فلا وجود للرأي الآخر على شاشته، فقد أسس السيسي «سلسلة» قنوات «DMC»، على وزن سلسلة مطاعم كنتاكي، حيث تضم «السلسلة» قناة عامة وقنوات متخصصة، والمهمة الجديدة هى تأميم نقابة الصحافيين، من خلال الاستيلاء عليها في الانتخابات المقبلة، وقد ظهر في المشهد رجال أعمال المرحلة، ومن أحمد أبو هشمية إلى محمد أبو العينين صاحب «صدى البلد»، إلى حسن راتب صاحب «المحور»، وفي محاولة التخلص من النقيب الحالي يحيي قلاش، نشر موقع «صدى البلد» خبر مقابلة له مع صحافيين من الإخوان للتنسيق للانتخابات النقابية، لتتم مناقشته على قناة «المحور»، مع أنه خبر كاذب جملة وتفصيلاً، لكن في الحروب يباح استخدام كل الأسلحة!.