كتب أحمدي البنهاوي:
زاد قرار صندوق النقد بتعويم الجنيه والذي طبقه الانقلابيون من أزمة الدواء في مصر، فتعرضت أسواق المستلزمات الطبية بمصر لنقص حاد في الدواء، نظرًا للهبوط الحاد في قيمة الجنيه، إلى جانب قرار برفع أسعار الأدوية من قبل "حكومة" الانقلاب.
والتفت صحيفة "وول ستريت جورنال" إلى أن الخفض الحاد للعملة المحلية المصرية قد تسبب في نقص غير مسبوق في الأدوية المستوردة، ما جعل الكثير من الأدوية غير متيسرة للأشخاص المصابين بأمراض خطيرة، وهو ما زاد من ألام الفقراء والطبقة المتوسطة في مصر.
وكشف تقرير للصحيفة البريطانية لمسئول في وزارة الصحة المصرية -رفض الكشف عن هويته- قوله إن ثمة 48 نوعا من الدواء -من بينها أدوية السرطان- لم تعد متاحة في مصر، مضيفا أن زهاء 200 نوعا أخر من الدواء قد نفدت بالفعل، لكن ثمة بدائل أخرى لها في السوق.
وأضافت الصحيفة أن "مصر تواجه نقصا حادا في الأدوية، لكن الأدوية الفردية لم تختفي بالكلية من السوق. ففي الماضي تدخلت الحكومة لتخصيص الدولارات لشركات الأدوية كي تتمكن من مستلزماتها الدوائية. لكن خفض الجنيه المصري الذي أقدمت عليه السلطات الشهر الماضي، في إطار التدابير الرامية لإنقاذ الاقتصاد المأزوم، قد ضاعف تكلفة شراء العملة الصعبة".
وتابعت "تتخوف شركات توزيع الأدوية من استيراد الدواء من الخارج بعد توجيهات الحكومة بخفض أسعار الأدوية، من خسارة أموالها عند طرحها للبيع في الأسواق".
ونقلت الصحيفة عن بعض المواطنين شكواهم من نقص الدواء تارة وارتفاع أسعاره تارة أخرى، واضعة ضغوطا مكثفة على المستشفيات والصيدليات وكذلك الأسر.
وعود فشنك
ورغم تصريح مسئولين بوزرارة الصحة للمواقع والفضايات الإنقلابية بأن الأدوية الخاصة بالسرطان متوفرة، أو كما قال د.أيمن أبوالعلا لخالد صلاح: "أدوية السرطان والأمراض الحرجة تصل خلال يومين بقيمة 189 مليار دولار تكفى عاما ونصفا"، إلا أن أدوية السرطان من العلاجات المنعدمة في السوق، وأعدادهم بالآلاف، بينهم 790 مريضًا بالسرطان في سجون "السيسي" منذ الانقلاب، بين ملايين الحالات في مصر الذين يتزايدون سنويا بمعدل 100 ألف حالة،، بحسب وزارة الصحة، و200 ألف حسب تقارير غربية، وبحسب الرقم الرسمي وتصريح بتحدث عن زيادة عدد مرضى السرطان منذ 2013، بمعدل 34% فإن العدد الكلي يقارب 290 ألف حالة إصابة.
ومن أبرز الأدوية المختفية ويتسبب اختفاؤها في موت المرضى، دواء "PURI-NETHOL"، وهو من الأدوية الموصوفة طبيا للاطفال المضابين يأخوا منه مع الكيماوي وعدم وجوده بيتسبب بموت الاطفال وبالفعل حصل حالات وفاه وحاليا مفيش ولا علبه منه في مصر كلها.
وشهدت مستشفيات أبوالريش والميري في الإسكندرية حالت وفاة بسبب نقص ذلك الدواء.
وكشف نشطاء على الفيس بوك أن شركة "مالتى فارما" تستورد اندوكسان للبيع بسعر 75 جنيه بس بيروح للسوق السوده بسعر 500 جنيه؟ وأن شركة "جلاكسو" تستورد "البيورنثول" بـ47 جنيها بس بيروح السوق السوده بسعر 250 جنيها.
حملات "أنقذوا"
ودشن رواد موقع "تويتر" هاشتاج بعنوان "أنقذوا مرضى السرطان"، ليطالبوا من خلاله بضرورة تتدخل الحكومة لحل الأزمة، وطالب النشطاء "حكومة" السيسي، برفع الحظر عن استيراد الأدوية، وذلك عبر هاشتاج #ارفعوا_الحظر_عن_استيراد_الدواء، بعد تفاقم أزمة الأدوية التي تضرب مصر حاليا، خاصة بعد تعويم الجنيه ودخول مصر في العديد من الأزمات مثل السكر والدولار.
وتعاني مصر منذ أشهر من نقص في الأدوية المستوردة، لكن الأزمة تفاقمت بشكل مؤلم مع قرار البنك المركزي مطلع شهر نوفمبر المنصرم تحرير سعر صرف الجنيه المصري، ما أدى إلى انخفاض قيمته فعليا أكثر من 50% مقابل الدولار.
وفي أكتوبر الماضي ندد نسطاء على مواقع التواصل، بحملة أخرى بعنوان "#فين_البيورنثول"، للتحذير من نقص الدواء الذي يهدد حياة الأطفال ولا علبة في مصر.
ومن الأدوية المهمة المختفية (جلافيك 100) ويصل سعر العلبة إلى نحو 11 ألف جنيه، وينشط كثير من أهل الخير في تقديمه مجانا لمن يحتاج.