عسكر السيسي يمنح الكيان الصهيوني الضوء الأخضر لهدم “الأقصى”

- ‎فيأخبار

كتب – هيثم العابد:

بالتزامن مع توالي اقتحام المتطرفين الصهاينة فى حماية عصابة الاحتلال لباحات الحرم القدسي وتدنيس المسجد الأقصي، وتواصل استبسال المرابطين وصمود انتفاضة السكاكين والدهس فى مواجهة الإجرام العبري وسط صمت عربي وإسلامي مخزي، خرجت دولة السيسي لتطعن القضية فى الخاصرة وتمنح "إسرائيل" الضوء الأخضر لهدم ثالث الحرمين.

ويبدو أن دولة السيسي قررت أن تتبني علانية سياسة التقارب والتكامل مع الكيان الصهيوني وممارسة دور البوق الإعلامي للاحتلال فى الساحة العربية، خاصة بعد التصويت لإسرائيل فى الأمم المتحدة، والتنسيق الأمني والاستراتيجي الكامل فى سيناء وغيرها، وتبني ذات الموقف فى سوريا، وإحكام الحصار على قطاع غزة وضرب المقاومة الفلسطينية، وشراء الغاز من الصهاينة من حقول تمارا فى البحر المتوسط.

شبكة "الجزيرة" الإخبارية رصد بمراراة -فى تقرير لها- أنه بينما فى المسجد الأقصي وما حوله معركة تدور رحاها بين مرابطين وهبوا حياتهم من أجل أولي القبلتين وقوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، تشتعل فى الجانب الآخر معركة ثقافية فى مصر لإلغاءه كواحدة من المسلمات التاريخية.

وكشف التقرير الخطاب الإعلامي المتداول حاليا فى مصر، موضحا: "لا قدسية للمسجد الأقصي، لا، بل لا مسجد أقصي أصلا فى فلسطين، فأولي القبلتين المقصود قرآنيا كما يقول المفكر والمؤرخ المصري يوسف زيدان موجود بالمملكة العربية السعودية على طريق الطائف، زاعما أن المسجد القابع فى فلسطين لم يكن موجودا فى عهد الرسول ولا المدينة كانت تسمي  القدس وإينما "إيلياء".

وتابع: "زاد زيدان من الشعر بيتا بأن المسجد الأقصي كان لعبة سياسية أوجدها عبدالملك بن مروان، وهكذا يلغي المفكر المصري نقطة الارتكاز فى القضية الفلسطينية، بل ويري فى إسرائيل عدوا عاقلا، معتبرا أن إثبات تلك الرواية المزعومة يريح الجميع وتنتهي المعركة ويحل السلام".

وأضاف التقرير: "من قبل كانت صدمة أخري فى أستاذ جامعي أزهري عكس تصوراته عن ثالث الحرمين، حين دعا الفلسطينين لعدم الدفاع عنه، متزرعا بأن المسجد الأقصي عند وفاة الرسول لم يكن فى حوزة المسلمين، ولكنه كان آنذاك فى يد المسيحيين وفى يد من يديره من غير المسلمين".

ولفت إلى أن: "الدعوات التى بدت مهادنة للعدو الصهيوني، ومحاولة تجاوز ونفي أسباب العداء التاريخي والديني معه، عبرت عن نفسها بوضوح فى حديث وزير الثقافة المصري فى حكومة الانقلاب حلمي النمنم، حيث اعتبر الوزير "التنويري" أن موشي ديان رئيس أركان العصابات الصهيونية فى حرب عام 48 و56 ووزير الدفاع الصهيوني فى نكسة 67، لم يفعل فى مصر ما فعله الإخوان المسلمون".

واختتم: "خطاب ثقافي يوصف بالمتصهين يبدو متسقا مع واقع سياسي معني بأمن إسرائيل، إلتقيا لإعادة صياغة تعريف العدو فيصبح هو الإخوان والإسلامي السياسي بدلا من العدو التاريخي الذى حارب جيوش العرب جميعا فهزمهم واحتل أرضهم وقتل أبناءهم وسكن ديارهم ولا يزال".