“ترامادول عباس” يظهر في جريمة أكتوبر وضابط الجهة السيادية

- ‎فيتقارير

كتب كريم محمد:

"كونتينر ترامادول".. هي كلمة السر التي كشفت جريمة قتل سمسار عقارات 6 أكتوبر، الذي تبين أنه تاجر مخدرات أيضا وواجهة لعميد بجهاز سيادي يرجح أنه المخابرات الحربية، وضابط متقاعد، وبعض أمناء الشرطة.

صحف وفضائيات نقلت عن مصادر أمنية مطلعة على التحقيقات في واقعة خطف ومقتل فريد شوقي صاحب مكتب تسويق عقارات، إن السبب وراء مقتل المجني عليه هو الخلاف على "كونتينر مخدر الفودو" أو الترامادول بين المجني عليه والمتهمين من الخاطفين الذين خطفوه وقتلوه في وضح النهار.

الضباط برتبة "عميد" سارع بتسليم نفسه لأجهزة الأمن في محاولة لنفي التهمة عنه وادعاء أن اسمه تردد خطأ في الجريمة، وجرى إخفاء اسمه ومكان عمله، بخلاف ضابط آخر متقاعد هارب، واثنين آخرين، ولكن صاحب الكافية السوري الذي تم خطف السمسار منه ذكر أسماء منهم: "العقيد صباحي وآخر يدعى مصطفى" قال إنهم وراء الاختطاف والقتل.

ولا يستبعد أن يصدر النائب العام قرارا في أي لحظة بحظر النشر في القضية لعدم كشف المزيد من الفضائح على غرار قضايا فساد عديدة جري اتهام ضباط وقضاة فيها وتم حظر النشر للتغطية.

ترامادول عباس
قبل الانقلاب العسكري 3 يوليو 2013، لم يكن أحد يسمع عن مخدر أو دواء الترامادول، إلا قليلا، ولكنه اشتهر فجأة بسبب ما قيل عن شح الدواء الذي كان يتوفر في الصيدليات لحالات مرضية لتسكين آلام.

وحين بثت قناة "مكملين" الفضائية 2 مارس 2015 الجزء الثاني من تسريبات (الـ70 دقيقة) التي تضمن التسريبات عدة مكالمات تليفونيه بين "عباس كامل" مدير مكتب السيسي وعدد من الشخصيات الإماراتية وقيادات الانقلاب العسكري في مصر، تبين من السبب في أزمة الترامادول وارتفاع أسعاره.

في المكالمة الثانية بين عباس كامل والسيسي، قال "عباس" وهو يضحك موجهاً حديثه للسيسي: "أعضاء المجلس العسكري يتناولون ترامادول للتهدئة"، وكرر كامل الجملة، بالقول: "احنا لما بنتعب، بناخذ ترامادول للتهدئة"، في إشارة إلى أن المجلس العسكري يمر بضغوطات.

وقال عباس كامل للسيسي "على فكرة بنت خالتي امبارح بتسألني إيه الحبايتين دول، فقولتلها بصراحة يعني نظرا للتوتر اللي إحنا فيه فاحنا كل يوم واحد بياخد حباية ترامدول بيهدي نفسه بيها".

وقد كشف "أحمد عبدالعزيز" مستشار الرئيس ‏مرسي‬ لاحقا حقيقة "ضرب الترامادول" بين قادة الانقلاب ومتاجرتهم به، وروي قصة حدثت في إبريل 2012 تؤكد ذلك، مؤكدا أنه تم إنزال حاويتين بميناء بورسعيد وبياناتهما هي: ميناء الشحن: كولومبو سيريلانكا -منشأ البضاعة: الهند -رقم البوليصة: 6414119 -الشركة المستوردة: الشركة العربية الأمريكية للسيارات (تبع الهيئة العربية للتصنيع) -أرقام الحاويتين: 8/227297 و6 / 913918.

وحسب الإجراءات المتبعة، فإنه كان يجب إخراج الحاويتين من ميناء بورسعيد (دون تفتيش) لأنهما تبع (الجيش)، ولكن تم الإبلاغ بأن الحاويتين تحملان مواد مخدرة، وهنا يلزم فتح الحاويتين في وجود مندوب الجيش والنيابة والأموال العامة وإدارة تهريب الجمرك.

ورفض مندوب التسهيلات العسكرية إنهاء الإجراءات في بورسعيد، وطلب نقل الحاويتين لميناء الدخيلة بالإسكندرية، وبالفعل تم نقلهما إلى الإسكندرية بعد إبلاغ جمرك الإسكندرية، وفي يوم السبت 2012/5/5 تقدم مندوب التشهيلات العسكرية لسحب الحاويتين بموجب خطاب من الهيئة العربية للتصنيع.

عند جرد محتويات الحاويتين، وجد بها عدد من الكراتين بداخلها (أقراص ترامادول هندي) بلغت كميتها 38 مليون قرص، وفي يوم الثلاثاء 5/8 بعد منتصف الليل، حضرت قوة من المخابرات العسكرية (كان يرأسها السيسي حينئذ) لميناء الدخيلة ومعها أوناش وسيارات وقاموا بتحميل الحاويتين رغم التحفظ عليهما من قبل النيابة وخضوعهما لحراسة الشرطة وفي الصباح، تم سحب أوراق القضية من الجمرك والنيابة، وتجاهل الإعلام القضية تماما.

في ذلك الوقت تقدم المهندس أسامة سليمان نائب البرلمان ببيان عاجل في مجلس الشعب، وطلب الدكتور سعد الكتاتني رئيس المجلس تشكيل لجنة عاجلة لبحث القضية، وفي المساء خرج اللواء عادل المراسي رئيس القضاء العسكري ليعلن أنه يجرى التحقيق مع موظفين بالهيئة العربية للتصنيع بتهمة محاولة تهريب مواد مخدرة، وأغلق الموضوع ثم تم حل المجلس بعدها!.

وكانت هذه الواقعة بخلاف واقعة تسريب عباس، أكبر دليل علي متاجرة الانقلابين في مخدر الترامادول الذي انضم لإمبراطورية قادة الجيش الاقتصادية لاحقا واختفى من الأسواق عقب الانقلاب وارتفع سعرها أضعاف أضعاف وبات أشبه بالحشيش.

"الترامادول" لمواجهة الفقر والواقع الأليم
صحف غربية فضحت ضمنا احتكار جهات سيادية في مصر لمخدر الترامادول ما ادي لرفع سعره ووصفته بانه مخدر الفقراء، ولكنهم لم يعودوا يجدوه لارتفاع سعره.

وتحت عنوان "إدمان مخدر جديد في مصر" سلطت صحيفة "ديلي بيست" الأمريكية الضوء على أسباب تنامي استخدام عقار الترامادول على نحو مضطرد بين أوساط الشباب في مصر، والتي عزتها في المقام الأول إلى تدهور الأحوال الاقتصادية ورغبة الأشخاص في الهروب من الواقع المعيشي الأليم.

ووصفته بأنه غذاء المصريين، بسبب ضخامة الكميات التي يتعاطونها منه التي تصل إلى مليارات الأقراص منه سنويًا، ولكنه أصبح في الفترة الأخيرة مشكلة لدى العديد من المصريين ممن أدمنوا تعاطيه، بعدما وصل سعر العلبة الواحدة منه إلى 150 جنيهًا (حاليا 200 جنيه).

وجاء في أحد التقارير الرسمية الصادرة عام 2013 أن المصريين ينفقون ما يقرب من 16 مليار جنيه على أقراص «الترامادول» سنوياً وهو مبلغ ضخم للغاية، أغرى عباس وشلته على المتاجرة فيه، وأظهرت جريمة 6 اكتوبر جانبا من نشاطهم.

والملفت أن المجني عليه والجناة (اللصان اللذان اختلفا فظهر المسروق)، كانا يتشاجران حول نسب كل منهما.. ولم تذكر التحقيقات كيف دخل الترامادول مصر أصلا!! ومن يفتح الباب لتهريبه؟؟ ولكن القصة التي رواها أحمد عبدالعزيز عام 2012 تكشف ما يجري.

فإذا كانوا يفعلون هذا عام 2012 بعد الثورة بعام، فماذا يفعلون الآن وهم يتحكمون في كل شيء ويتاجرون في كل شيء حتى لبن الأطفال؟!