مؤتمر: الصحفيون يموتون بالبطيء في “العقرب” وخارجه

- ‎فيأخبار

كتب: كريم حسن

فيما جددت محكمة جنايات القاهرة، حبس محمود مصطفى، الصحفي في جريدة النهار وعضو نقابة الصحفيين، 45 يومًا على ذمة التحقيقات، أرسل المصور الصحفي المعتقل عمر عادل، الذي تم القبض عليه من إحدى الكافتيريات بمنطقة عين شمس منتصف الأسبوع الماضي، رسالة من محبسه لجموع الصحفيين، دعاهم فيها إلى عدم نسيانه، والحديث عنه.
 
وفي الوقت الذي تم فيه إطلاق سراح الصحفيين عمرو بدر ويوسف شعبان ما زال نحو 90 صحفيا يقبعون في أقبية السجون دون جريمة إلا إبداء الرأي.
 
وتحولت، بناء على تلك الأنباء وغيرها، أخبار الصحفيين إلى صفحة "الانتهاكات" بدلا من صفحات الرأي والمقال والتحليل.


 
وربما دعا ذلك آية علاء -زوجة الصحفي المعتقل حسن القباني- إلى التأكيد أن معاناة الصحفيين وغيرهم في سجن العقرب تتلخص في كلمتين: "القتل البطيء".

وضربت مثالا -في مؤتمر "هنعالجهم ونخرجهم"، الذي عقد مساء أمس الخميس بمقر نقابة الصحفيين- بأحد الصحفيين الشباب، وهو المصور "خالد سحلوب" الذي أصبح يستخدم "كرسيا متحركا"، على الرغم من أن عمره لم يتجاوز 24 عاما، فيما تدهورت صحة زوجها "حسن القباني"، والصحفي أحمد سبيع وغيرهما، مؤكدة أن تجاوز الأيديولوجيات هو الحل الوحيد لإنقاذ الصحفيين وكل أصحاب الرأي.

واعتبر خالد البلشي -مقرر لجنة الحريات بنقابة الصحفيين- أن حالة الانتقام السياسي والأمني من الصحفيين المعتقلين هو عقاب لهم على نقلهم الحقيقة وتصديهم للفساد، مؤكدا أن ٤٧ صحفيا يعانون إهمالا طبيا وانتقاما جماعيا بينهم ٧ على الأقل حالتهم الصحية حرجة ويستحقون علاجا عاجلا.
 
وقال: إن العلاج حق لكل من هشام جعفر، ومحمود السقا، وهاني صلاح الدين، وعمر عبدالمقصود، ومحسن راضي وغيرهم من باقي الزملاء المرضى، مشددا على أن النقابة ستتخذ كافة الوسائل للإفراج عنهم.

فيما قالت الدكتورة منار طنطاوي -زوجة الصحفي والباحث هشام جعفر- إنه تم حرمان زوجها من العلاج خلال احتجازه في "قصر العيني"، وحرمانهم من زيارته، فضلا عن نقله بتقرير مزور ما نجم عنه مضاعفات سلبية بحالته الصحية عقب إضرابه ونقله العقرب حتى ظهر في المحاكمة بـ"الكانيولا".

وندد المحامي كريم عبدالراضي بما يتعرض له المعتقلون السياسيون من محاولات لكسر الإرادة والقتل البطيء، مؤكدا أن حالة "جعفر" تستوجب إخلاء سبيله لإنقاذه من الوضع الصحي المتردي.

فيما قال عمرو بدر -المخلى سبيله منذ أيام-: إن النظام المهترئ حاول الانتقام منه وصديقه محمود السقا، بعد تصديهما لقضية "مصرية الجزر"، وإن التهم الموجهة لهما كيدية بامتياز، قضيا على ذمتها أكثر من 4 شهور انتقامية عبر الحبس الانفرادي ومنع الدواء والتريض، والحرمان من الأطعمة الجاهزة.

وأضاف زميله يوسف شعبان أن المعاناة والانتقام وصل مداه مع الصحفيين بحبسهم انفراديا ومنع العلاج حتى يموتوا بالبطيء، مشيرا إلى حالة إسماعيل الإسكندراني الذي تم حبسه على خلفية نشره أخبارًا تتعلق بانتهاكات ضد المحبوسين.

وعلى هامش المؤتمر أكد أحمد أبوزيد، الصحفي والباحث، إلى أن استمرار التعامل الأمني التمييزي والانتقام من الصحفيين بات خطرا يهدد حياة الصحفيين، وأن ذلك اتضح في إخفاء الصحفي صبري أنور محرر البديل لأكثر من شهر ونصف، فيما تمنع أسرته من زيارته حتى الآن.. مطالبا بتحقيق مستقل في كافة وقائع إخفاء الصحفيين قسريا.