الإذاعة الألمانية: انتخابات مِصْر “مسرحية هزلية”

- ‎فيأخبار

وصف نعومي كونراد -مراسل الإذاعة الألمانية دويتشه فيله- انتخابات "برلمان الدم" في مِصْر بالمسرحية الهزلية.

جاء ذلك في سياق تقرير لدويتشه فيله سخر فيه كونراد من وصف حكومة الانقلاب للانتخابات البرلمانية التي انطلقت يومي الأحد والاثنين الماضيين بأنها الخطوة الأخيرة نحو التحول إلى الديمقراطية الكاملة.

ودليلا على تهكم الكاتب من المشاهد العبثية التى امتلأت بها يومي انتخابات المرحلة الأولى من "برلمان الدم" استشهد بأشهر نكتة أطلقها المِصْريون على مواقع التواصل الاجتماعي للسخرية من المشهد كله، خصوصا إحجام المِصْريين عن المشاركة في انتخابات السيسي وفحواها: "هل تبحث عن مكان هادئ وجميل للهروب من متاعبك التي لا تنتهي وفوضى المدن الكبرى؟ إذن فلتذهب إلى أحد مراكز الاقتراع".

ومضى كونراد في سخريته واصفا مشهد المدارس الخاوية من الناخبين بالمخجل؛ إذ لا يظهر فيه بالكاد سوى جنود الجيش المدججين بالسلاح الذين تطل رءوسهم من خلف أكياس الرمال التي وُضعت أمام لجان التصويت، في حين انشغل القضاة المشرفون على العملية الانتخابية باللعب على هواتفهم الذكية.
 
ويؤكد التقرير أنه لم يدخل إلى مراكز التصويت سوى أعداد قليلة جدا من الناخبين، وأعلن غالبيتهم عن منح أصواتهم إلى مرشحي قائمة "في حب مصر،" الائتلاف الذي يدعم بصفة أساسية قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي.

وحول تحليله للمشهد الانتخابي الذي وصفه بالصامت يرى كونراد أنه لم يكن مفاجأة للكثيرين، فنتائج الانتخابات بعد المرحلة الثانية أو حتى بعد أي جولات إعادة هي نتائج مفروغ منها إلى حد كبير، مما يجعل التصويت مضيعة للوقت، فليس هناك مرشحون للمعارضة، فيما قرر الكثيرون ممن نزلوا إلى الشوارع قبل أربعة أعوام للمطالبة بالحرية والديمقراطية أن أحدا من المرشحين لا يستحق أصواتهم.

وأشار تقرير دويتشه فيله إلى أن مِصْر انزلقت في موجة من القمع هي الأسوأ في تاريخها، لافتة إلى اختفاء أو حتى سجن أعداد كبيرة من النشطاء والمعارضين في مِصْر في الشهور الأخيرة، في حين فضل آخرون مغادرة البلاد والتخلي عن الجنسية المصرية.
 
وقال التقرير: إن وسائل الإعلام المِصْرية باستثناء القليل جدا منها، باتت تمثل أبواقًا للنظام وتدعم مرشحيه في الانتخابات الحالية.

وتوقع التقرير أن برلمان السيسي سوف تسيطر عليه قائمة "في حب مصر" الموالية للسيسي ونواب لا يشغلهم سوى إرضاء أهالي الدوائر الانتخابية التي ينتمون إليها وليس سن القوانين ومراقبة الحكومة ومواجهة المشكلات التي تواجها البلاد في الوقت الراهن.

وينوه التقرير إلى أن الأسوأ من ذلك هو أن النواب البرلمانيين لن يكون لديهم ميول على الأرجح لمراجعة القوانين المثيرة للجدل التي مررها السيسي في الشهور الأخيرة -من بينها قانون مكافحة الإرهاب-، كما لن يهتموا أيضا بمسألة اختفاء المعارضين.

وخلاصة القول فإن المصريين قرروا على ما يبدو توفير أصواتهم ليوم قد يستحق نزولهم والإدلاء بأصواتهم في الانتخابات، بحسب الإذاعة الألمانية.