* الحراك الطلابي الثوري في جامعة الأزهر رأس حربة في مواجهة منظومة الاستبداد والتخلف
* الحراك الثوري الأزهري، هو واقعيا محاولة جادة لاستعادة الأزهر مرة أخرى إلى المجتمع
* الأزهر كان منارة للعلم وصرحا لمقاومة الاحتلال والظلم تم تنحيته وأصبحت قيادته توفر غطاءً للاستبداد العسكري
* لم يكن للتغريب أن يتمدد أو للعلمنة أن تنتشر دون عزل الأزهر عن القيام بكل أدواره التاريخية
أعدها للنشر:الحرية والعدالة
أكد د.رفيق حبيب أن الحراك الطلابي الثوري في جامعة الأزهر يكتسب دلالة خاصة، لأنه يعد احتجاجا على تنحية الأزهر عن القيام بدوره، واحتجاجا على ما آل له الأزهر الجامع والجامعة من وضع في ظل الاستبداد. ولعل الحراك الطلابي في الأزهر، يعد الرد الموضوعي على مشاركة شيخ الأزهر في الانقلاب العسكري؛ فقد تم تنحية الأزهر من الحياة العامة، ولم يعد يقوم بأدواره التاريخية، وكان ذلك جزءا من عملية فرض سلطة الدولة المستبدة. فالأزهر، الذي كان منارة للعلم، ومدافعا عن الأمة ضد الظلم، وصرحا لمقاومة الاحتلال، لم يعد له تلك الأدوار، بل أصبحت قيادته توفر غطاءً للاستبداد العسكري.
لم يتمكن مستبد من فرض هيمنته على المجتمع، إلا بعد أن عزل الأزهر عن المجتمع، ومنعه من القيام بدوره، وأدخله في مرحلة التراجع والتدهور. فكل سلطة مستبدة، أدركت أنها لن تستطيع فرض استبدادها على مجتمع قوي، لذلك أضعفت المجتمع، ولم يكن من الممكن إضعاف المجتمع المصري دون إضعاف الأزهر.
عزل الأزهر
وأضاف في دراسة حديثة له عنوانها "ثورة في الأزهر..الدلالة التاريخية" كان الأزهر عنوانا لهوية الأمة، ومدافعا عنها، لذا لم يكن للتغريب أن يتمدد، أو للعلمنة أن تنتشر، دون عزل الأزهر عن القيام بكل أدواره التاريخية. ولم يكن من الممكن بناء دولة علمانية مستبدة إلا بعد حصار الأزهر، المؤسسة والعلماء، حتى لا يتمكن من القيام بدوره التاريخي.
وأضاف في دراسة حديثة له عنوانها "ثورة في الأزهر..الدلالة التاريخية" كان الأزهر عنوانا لهوية الأمة، ومدافعا عنها، لذا لم يكن للتغريب أن يتمدد، أو للعلمنة أن تنتشر، دون عزل الأزهر عن القيام بكل أدواره التاريخية. ولم يكن من الممكن بناء دولة علمانية مستبدة إلا بعد حصار الأزهر، المؤسسة والعلماء، حتى لا يتمكن من القيام بدوره التاريخي.
كان المشهد التاريخي واضحا، فالأزهر أحد أدوات الأمة الناهضة المستقلة، ومورد أساسي من موارد الأمة، وأداة من أدوات النهضة والتحرر. وحتى تتمكن السلطة المستبدة من استعباد المجتمع ومنع نهوضه وحصار هويته، كان لا بد من تنحية الأزهر عن دوره.
لافتا إلى أنه لم يكن مشهد الانقلاب العسكري، مجرد مشهد عابر، بل كان في العديد من الجوانب مشهدا كاشفا لحقيقة منظومة الاستبداد الحاكمة. فقد وقف شيخ الأزهر مع القائد العسكري للانقلاب، ليكشف أن السيطرة على الأزهر هي أهم أدوات السلطة المستبدة.
وبدل من أن يكون الأزهر جزءا من الأمة ونضالها من أجل التحرر، وقفت قيادة الأزهر مع السلطة المستبدة، وشاركت في إجهاض ثورة يناير التي لم تؤيدها أساسا، لتقوم قيادة الأزهر بالدور الذي رسم لها منذ سيطرة الدولة المستبدة عليه.
مشددا على أن الحراك الثوري بعد الانقلاب العسكري، يواجه كل ميراث دولة الاستبداد، وعهود التخلف والتأخر، ويأتي الحراك الطلابي الثوري في جامعة الأزهر ليكون رأس حربة في مواجهة منظومة الاستبداد، التي تأسست على سيطرة السلطة المستبدة على الأزهر حتى تفقده دوره.
وتتناول هذه الدراسة الدلالة التاريخية للحراك الطلابي في الأزهر، وتأثيره المهم على مسار الثورة المصرية، ودور الأزهر الراهن، ودوره التاريخي، وتأثير الثورة عليه. كما تتناول الدور المركزي للحراك الطلابي عامة، ودوره في تحقيق أهداف الثورة.
تحرير الأزهر
وتحت عنوان "تحرير الأزهر" قال "حبيب" إن الدلالة المهمة للحراك الثوري في الأزهر، أنه يمثل احتجاجا ضد الوضع الذي وصل له الأزهر بعد عقود من الاستبداد. فهو حراك ثوري، يهدف إلى تحرير الأزهر، كما يهدف لتحرير الأمة، واستعادة مسار الثورة. وموقف سلطة الانقلاب العسكري من الحراك في الأزهر يكشف عن الخوف الشديد من خروج الأزهر من منظومة الاستبداد، أي خروجه من سيطرة السلطة المستبدة. فالمواجهة بين السلطة المستبدة وطلاب الأزهر تختصر أهم مشهد من مشاهد نضال الأمة عبر تاريخها.
من أراد فرض استبداده، حجّم دور الأزهر، وفرض السيطرة على علماء الأزهر. ومن أراد نشر التغريب والعلمنة سيطر على الأزهر وعزله عن دوره المجتمعي وأنهى دوره الحضاري. ومن أراد بناء دولة الاستبداد أقام مؤسسات على النموذج الغربي بديلا عن الأزهر.
من أراد فرض استبداده، حجّم دور الأزهر، وفرض السيطرة على علماء الأزهر. ومن أراد نشر التغريب والعلمنة سيطر على الأزهر وعزله عن دوره المجتمعي وأنهى دوره الحضاري. ومن أراد بناء دولة الاستبداد أقام مؤسسات على النموذج الغربي بديلا عن الأزهر.
يمكن القول: إن الأمة هزمت عندما فقدت أدواتها للنضال والنهوض، ومن تلك الأدوات الأزهر، الذي كان عنوانا للنضال والنهضة معا. ولا يمكن أن تتحرر الأمة مرة أخرى إلا باستعادة الأزهر، منارة للعلم والنضال والنهوض.
الحراك الثوري الأزهري
فرمزية مشهد الحراك الطلابي الثوري، تتجاوز مسألة مواجهة السلطة المستبدة، لمواجهة منظومة الاستبداد، ومواجهة أهم أساس بنيت عليه تلك المنظومة. فالحراك الطلابي الثوري يمثل احتجاجا على ما وصل له الأزهر من وضع.كما إن الحراك الثوري الأزهري، هو واقعيا محاولة جادة لاستعادة الأزهر مرة أخرى إلى المجتمع، وبالتالي للأمة كلها. فهو حراك يستهدف ضمنا، تحرير الأزهر من قبضة السلطة المستبدة، حتى يعود مرة أخرى للقيام بدوره التاريخي، في حماية المجتمع ضد الاستبداد.
رأس المال الاجتماعي والثقافي
ونبه "حبيب" إلى أنه حتى يتحرر المجتمع، يجب أن تتحرر كل مؤسساته، التي تمثل رأس ماله الاجتماعي والثقافي والحضاري، والتي تمثل أدوات المجتمع في النضال والنهوض. وحتى تنجح ثورة يناير، بل وحتى ينجح الربيع العربي كله، يجب أن يتحرر الأزهر من السلطة المستبدة.
وليس تحرر الأزهر هو النهاية، بل هو البداية، فالمشهد التاريخي الصحيح، هو ذلك الذي يقف فيه الأزهر ضد الاستبداد، ويصبح عنوانا للثورة والنضال من أجل التحرر، وتصبح فيه مؤسسة الأزهر مدافعة عن المجتمع وهويته وثقافته وحضارته، ومدافعة عن حق المجتمع في التحرر.
الانقلاب والتاريخ المعاد
وأشار "حبيب" إلى أنه إذا عدنا لمشهد الانقلاب العسكري، نجده إعادة لتاريخ الاستبداد، فقد تأسس مشهده الأول على هيمنة السلطة المستبدة على الأزهر، بل وقامت بتوظيف الأزهر حتى تجهض ثورة شعب. فسلطة الانقلاب تدرك أن من أهم أدواتها لفرض سلطتها، هو السيطرة على الأزهر.
كما تدرك سلطة الانقلاب، أنها في مواجهة فعلية مع القوى الإسلامية، بل ومع المشروع الإسلامي كله، لذا فهي تحتاج لغطاء إسلامي، يخفي حقيقة المعركة، ويخفي الطابع العلماني للانقلاب العسكري. فلأن الانقلاب العسكري، استهدف أساسا إقصاء المشروع الإسلامي، لذا فهو يحتاج لمن يخفي حقيقته العلمانية.
وكل سلطة مستبدة علمانية، تحتاج للسيطرة على الأزهر، حتى تفرض سلطتها. فإذا تحرر الأزهر من السلطة المستبدة، وكانت له قيادته المعبرة عنه، ما استطاعت السلطة المستبدة العلمانية فرض سيطرتها. ولم يكن من الممكن أن تكون الدولة علمانية في بلد الأزهر دون إخضاعه للسيطرة الكاملة.
منارة حضارية
| * الحراك الطلابي زلزال ثوري داخل المؤسسات التعليمية كأساس تحرر ونهضة المجتمع |