كتب: حسين علام
انتقد الكاتب الكبير فهمي هويدي ما تنشره وسائل الإعلام الموالية لسلطات الانقلاب حول وجود مؤامرات دولية ضد النظام، واعتبر ذلك نوعا من تسويق الأوهام والمخدرات السياسية التى تغيب العقل تارة وتضلله وتصرفه عن التفكير فى السعى لامتلاك أسباب القوة تارة أخرى.
واستنكر هويدي -في مقاله المنشور في عدد اليوم الثلاثاء 20 سبتمبر بصحيفة الشروق- تباكي الصحف الحكومية تحت عنوان المؤامرة التي تخطط ضد مصر، وتشويه صورة النظام، مستدلين بحديث ٦ صحف ووسائل إعلام عالمية، خلال يومين متتاليين.
وحسب هويدي فقد شنت عدة صحف عالمية هجومًا متزامنًا على نظام الحكم فى مصر، وقالت إنه تسبب فى تدهور حالة الاقتصاد والوضع السياسى فى البلاد، وقالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، إن الحكومة لجأت خلال الأعوام الثلاثة الماضية إلى بناء عشرات السجون لاستيعاب كميات كبيرة من المعتقلين فيما قالت صحيفة «إندبندنت» البريطانية: إن « السيسى أعلن أن عام ٢٠١٦ هو عام الشباب، فتحول إلى عام سجن واعتقال الشباب»، فضلا عن انهيار الاقتصاد على يد الجيش.
ووصف هويدي حديث بعض الصحف وعلى رأسها "الأهرام" حول البكائيات والعنتريات و النواح والتنديد بالمؤامرات التى تحاك ضد نظامها فى الخارج، وهى التى تتركز بالدرجة الأولى على أنشطة المعارضين المصريين، معتبرة كل من انتقد شيئًا فى مصر كارها ومتآمرًا ومستهدفًا كرامة الجيش وإسقاط الدولة، هو من قبيل العنتريات التي تستدعي الماضى الناصري، مؤكدا أن مروجي البكائيات والعنتريات، يسوقون الأوهام ويوزعون المخدرات السياسية التى تغيب العقل تارة وتضلله وتصرفه عن التفكير فى السعى لامتلاك أسباب القوة تارة أخرى.
وحسب هويدي فإن سمعة مصر فى الخارج، وصورتها التى سبقت زيارة السيسي لنيويورك ينعكس على وزنها وما تملكه من أوراق فى مخاطبة المجتمع الدولى، مؤكدا أن الأوزان لا تحددها الخطب الرنانة ولا عبارات التمجيد والنفخ فى الذات، لكنها تقاس بمعايير قوتها على أرض الواقع، على الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية. ونفوذ أى دولة وحضورها فى مجرى التاريخ المعاصر مرهون بقدر نصيبها من تلك المعايير.
وأرجع هويدي تمزق العالم العربى وانفراط عقده إلى خروج مصر من الصف العربى بعد توقيعها اتفاقية الصلح مع إسرائيل فى عام ١٩٧٩. لافتا إلى أن مصر تراجعت أسهمها على النحو الذى رأيت. مشيرا كذلك إلى أن السودان صار بلدين وفلسطين غرقت فى وحل التنسيق الأمنى مع إسرائيل والعراق دمر وكذلك سوريا وليبيا واليمن. وانتهى الأمر بأن صار مستقبل العالم العربى بيد القوى الأخرى، أمريكا وروسيا وإيران وإسرائيل.