توابع أزمة السكر.. 60% من “مناحل العسل” تغلق أبوابها

- ‎فيتقارير

كتب- حسن الإسكندراني:

 

كشف فؤاد محمد بدران، رئيس مجلس إدارة النحالين المصريين، أن 60% من المناحل أغلقت أبوابها بسبب نقص السكر المترجم الرئيسي للمناحل.

 

وأضاف، في تصريحات صحفية اليوم، أن قرية شبشير الحصة بمحافظة الغربية كانت بلا بطالة؛ لأن كل أهلها يعملون في مهنة النحالة، ولكن تعرضنا لأزمة بسبب أزمة نقص السكر، وأن النحل يموت بسبب نقص السكر؛ لأنه الغذاء الأساسي للنحل في الشتاء.

 

وتفاقمت أزمة السكر حتى شكلت تهديدًا صريحًا للعديد من الصناعات المصرية بالانهيار؛ حيث ألقحت الضرر بالمئات من العاملين بمجال صناعة عسل النحل ومشتقاته بمحافظة الغربية، خاصة قرية حصة شبشير، المشهورة عالميًّا بتربية النحل وإنتاج العسل ومشتقاته وتصديره؛ بسبب استمرار أزمة اختفاء السكر وارتفاع سعره، وهو أحد المواد الأساسية لتلك الصناعة؛ ما اضطر عددًا من النحالين الصغار بالغربية إلى بيع خلايا النحل وتغيير النشاط، وهو ما يعتبر كارثة، خطورة الأمر دفعت الجمعية المصرية للنحالين إلى مطالبة مجلس النواب بالتدخل لإنقاذ المهنة من الانهيار.

 

 

من جانبه، قال المهندس خالد عتمان، مربي نحل: إن المشكلات التي تواجه العاملين بهذا المجال، وتؤثر بالسلب على كمية وجودة عسل النحل، ومن أهمها اختفاء السكر، فهو العنصر الرئيسي في تغذية النحل بعد تلاشي المراعي الطبيعية التي كانت تمثل مصدرًا جيدًا للرحيق، خاصة بعد إلغاء الدورة الزراعية في مصر، وانخفاض المساحات المزروعة من القطن والبرسيم، التي كانت تمثل مواسم رئيسة لجمع العسل، وموت النحل عن طريق رش المبيدات غير المرشد وفي أوقات سروح النحل، وانتشار الأمراض غير المعروفة لكثير من النحالين.

 

وأضاف، في تصريحات صحفية اليوم، أن من بين المشكلات أيضًا ارتفاع الخامات وتكاليف عمليات تقوية الخلايا وشراء الملكات وندرتها، مع ارتفاع تكاليف نقل المناحل إلى مصادر الرحيق خاصة في فصل الشتاء، وارتفاع القيمة الإيجارية للأراضي التي سيتم وضع المناحل فيها، كما أن الجهات المعنية وزارة الزراعة ومديرياتها بالمحافظات لا تقوم بالتوعية أو بعقد الدورات التدريبية أو بالإرشاد المنوط بها.

 

وأشار إلى أن ارتفاع سعر السكر أصبح أحد المعوقات الجديدة في تربية النحل، مما يعتبر أزمة؛ حيث ارتفع سعر طن السكر إلى 10 آلاف جنيه بدلًا من 4 آلاف، وهو ما يعد عبئًا كبيرًا على المربين؛ حيث يضطرون للاستدانة لحين بيع منتجاتهم، مبينًا أن بعض صغار النحالين باعوا الخلايا وغيروا النشاط.

 

جدير بالذكر أن قرية حصة شبشير التابعة لمركز طنطا بمحافظة الغربية تعتبر قلعة صناعة عسل النحل بالشرق الأوسط، حيث لم تتوقف أعمالها على الصناعة الداخلية بل يصدر أهلها العسل ومنتجات النحل لكثير من الدول العربية والإفريقية، كما أنها توفد النحالين لتوريث المهنة في معظم دول العالم، فوصلت للعالمية من حيث تصدير منتجات النحل ومشتقاته، وأصبحت تلك القرية قِبلة الباحثين عن الجديد في عالم النحل.