فى يوم الطالب العالمي..طلاب مصر يواصلون كتابة التاريخ

- ‎فيتقارير

يسري مصطفى وريهام رفعت

يحتفل الطلاب في أنحاء العالم في مثل هذا اليوم من كل عام بذكرى "يوم الطالب العالمي"؛ تضامنًا مع طلاب مصر الذين خرجوا يوم 9 فبراير عام 1946 في أضخم مظاهرة طلابية عرفتها مصر منذ قيام الحرب العالمية الثانية؛ للتنديد بالاحتلال البريطاني، وللمطالبة بإلغاء معاهدة 1936 واتفاقيتي 1899 الخاصتين بالسودان، والمطالبة بضرورة جلاء القوات البريطانية فورًا.

وخرجت المظاهرات وقتها من أمام جامعة الملك فؤاد "جامعة القاهرة حاليا" واتجه الطلاب إلى شارع الجامعة ثم إلى ميدان الجيزة وبعدها إلى كوبري عباس، وما إن توسط الطلاب الكوبري حتى قامت الشرطة المصرية بالتعاون مع القوات البريطانية بمحاصرة الطلاب من الجانبين وقامت القوات بفتح الكوبري على الطلاب وتم الاعتداء عليهم من كل مكان فسقط البعض في النيل وسقط العشرات من الشهداء والمئات من الجرحى.

 

وفي يوم 21 فبراير من العام نفسه تضامنت حركات طلابية في العالم مع الحركة الطلابية في مصر، وانطلقت المظاهرات في أرجاء العالم في يوم 21 فبراير، وأصبح هذا اليوم من كل عام يومًا مصريًا، واختارته الأمم المتحدة للاحتفال بيوم الطالب العالمي.


وبالرغم من جلاء الاحتلال الأجنبي عن مصر منذ عشرات السنين إلا أن القدر فرض على طلاب مصر أن يكونوا شوكة في وجه احتلال من نوع آخر، وهو الاحتلال العسكري لكل مؤسسات مصر، فتأتي ذكرى احتفالية يوم الطالب العالمي هذا العام في مصر وسط صمود أسطوري من طلاب مصر في مقاومة العسكر الذين يريدون فرض إرادة الدبابة على إرادة الصندوق، بعد انقلابه على أول تجربة ديمقراطية نزيهة شهدتها مصر في عصرها الحديث.


ويقول محمد أحمد عاطف- القائم بأعمال رئيس اتحاد طلاب الأزهر-: إنه في ذكرى يوم الطالب العالمي هذا العام لا بد أن نقف حدادا على الطالب المصري، الذي أصبح الآن على يد العسكري إما بين السجون، أو المستشفيات، أو القبور، وباقية أخرى ثائرون لكنهم بالتأكيد مطاردون ومشردون، هذا باختصار ما يعيش فيه طلاب مصر الآن.


ويؤكد عاطف أن الواقع يقول إن هذا الشباب أمل هذه الأمة والتي سيغير مجرى التاريخ، بل إنه مستقبل هذا الوطن وبسمة أمله التي يعيش عليها الكثير .

 

شباب الأربعينيات كانوا يتظاهرون ضد الاحتلال وشباب اليوم ينتفضون ضد الانقلاب، نرى ما يحدث اليوم وكأننا نعيد شريط ذكريات سقوط الطلبة برصاص الاحتلال.. ولكن الفارق الوحيد أن الضابط الإنجليزي هو الذي كان يوجه رصاصات الغدر لصدور الثوار، أما اليوم فإن رصاصات "الخسة" تخرج من فوهة بندقية تم شراؤها بأموال مصرية، وبضغطة على "الزناد" من أيد مصرية!


ويضرب طلاب اليوم أمثلة لا وصف لها في الصمود الأسطوري ضد انتهاكات الانقلابيين، حيث يمثل الطلاب حجر الزاوية في مقاومة الانقلاب مثلما مثلوا ذلك الحجر ضد الاحتلال، ومصر كلها على يقين بأنه إذا كان مصير الاحتلال إلى زوال على أيدي المصريين وفي القلب منهم الطلاب؛ فإن زوال الانقلاب سيتحقق بالفئات نفسها، ليعيش كفاح طلاب وطالبات مصر أمس واليوم وغدا.