لماذا يهاجم إعلام السيسي قطر في هذا التوقيت؟

- ‎فيأخبار

كتب سيد توكل:

لا يتوانى إعلام نظام السفيه عبدالفتاح السيسي لحظة في الهجوم على دولة قطر، فبعد اتهامها بدعم الإرهاب ومحاولة زعزعة استقرار مصر، حاولت الأذرع الإعلامية الوقيعة واستهداف العلاقات السعودية القطرية الودية، بنشر وثيقة صفراء تدعي تلقي بعض الكتاب والمغردين على مواقع التواصل الاجتماعي اشتهروا بتكرار الهجوم على السعودية والإمارات، أموالاً من السفارة القطرية بلندن، واليوم تنطلق موجة جديدة من الهجوم عبر فضائيات منها اون تي في، وعشرات المواقع ومنصات التواصل التي يديرها كتائب الانقلاب الإلكترونية وتزعم الترتيب لانقلاب في قطر.

وتضمنت الوثيقة -التي زعم موقع «اليوم السابع»، المؤيد للانقلاب- أنه حصل عليها، كشف الحساب البنكي بفرع المهمات الخاصة والسرية للسفارة القطرية في لندن، والذي أوضح أن هناك مبالغ مدفوعة تقدر بنحو 2 مليون ريـال قطري أودعت في الحسابات المصرفية لاثنين من الكتاب المشهورين والمغردين، أحدهما سعودي والآخر كويتي.

وحوت الوثيقة المهام الموكلة إلى أحد المغردين وهو سعودي الأصل مقيم في لندن، وعلى رأسها: «خلق حالة من القلق في المجتمع السعودي وإيهام الأفراد بأن القيادة السعودية لا تلتفت لمطالبهم، وكذلك جذب المواطنين من السعوديين الموجودين في لندن، عبر المجموعة التي يديرها وتلبية طلباتهم عبر ربطهم بسفارة دولة قطر، وخلق فكرة بأن دولتهم السعودية لا تلبى مطالبهم» – بحسب اليوم السابع.

وأشارت الوثيقة إلى أن من بين المهام الموكلة للمغرد المذكور، إدارة الفريق الإعلامي من مجموعة من المغردين على «تويتر»، لمهاجمة الإمارات الداعمة للانقلاب في مصر، مع الابتعاد عن ذكر رئيس الإمارات في محاولة لزعزعة الطمأنينة وتشكيك المواطنين في القيادات الحالية لدولة الإمارات!

مش محترمة!
وبشأن تجاوزات الإعلام المصري بشان الدوحة، قال وزير خارجية دولة قطر خالد العطية، إن هناك وسائل إعلام محترمة، وبعضها فقط هو من يهاجم قطر، وهي «مثيرة للضحك»، وهجومها «قد يكون مغرضا ومدفوع الأجر».

وقال إن بلاده لا تعير مثل هذا الإعلام «اهتماما كبيرا»، مؤكدا أن «العلاقات بين الدول لا تبنى على ما يقال في الإعلام».

مضيفًا أن قطر لا تبني علاقتها بمصر على أساس ما يُقال بالإعلام، مشيرًا إلى أنه يحترم بعض الإعلام المصري، بينما يتسلى شخصيًا بمشاهدة البعض الآخر.

وتابع: "يوجد إعلام مصري محترم الواحد يستفيد منه، والبعض الآخر عندما تعتريني ضغوطات العمل أستمع لبعض القنوات، فيها خفة دم وسخرية".

وأكد العطية، في مقابلة سابقة مع قناة التلفزيون العربي: "لا نعير بعض الإعلام المصري اهتمامًا، لو أردت أن أبني علاقتي بمصر على أساس بعض الإعلام لصارت حربًا عالمية ثالثة".

صفعات الجزيرة
وبينما تخشى سلطات الانقلاب أن تتبنى قناة الجزيرة الأكثر مشاهدة في مصر والوطن العربي والعالم، تسريبات أذاعتها قناة مكملين بخصوص جرائم قتل ارتكبها الجيش المصري بحق مدنيين أبرياء في سيناء، يواصل إعلام السيسي ومليشياته الإلكترونية التابعة له حربهم  الهوجاء على قطر وشعبها وأميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على خلفية.

واستهدف إعلام السيسي في انتقامه في وقت سابق من عرض شريط العساكر الأسرة الحاكمة القطرية، وزعموا عرض أفلام إباحية تخص أفرادها كما وصف إعلاميون دولة قطر بـ"الحقيرة" و"بنت الوسـ….".

من جانبه وصف المؤيد للانقلاب أحمد موسى قناة الجزيرة بقناة الشيطان، وكشف أنه سيعرض، في الوقت نفسه، فيلما وثائقيا عن مأساة حياة العاملين المصريين في قطر، وسيستعرض فيه ما وصفه بأسلوب "الاستعلاء الذي يمارسه الكفيل القطري على العمال"، لكنه لم يفعل!

وعلى النطاق السياسي صب المتحدث باسم خارجية نظام الانقلاب في مصر أحمد أبوزيد، جام غضبه على شريط العساكر في مداخلة تلفزيونية له، وبجهل فظيع للقرآن الكريم دعا أبوزيد إلى احترام الجيش المصري الذي -حسب علمه–  مدحه القرآن بآية (خير أجناد الأرض) معتبرا أن شريط العساكر يعمل على زعزعة ثقة المواطن المصري في جيش بلاده.

من جهته وصف عضو مجلس نواب ما بعد الانقلاب، مرتضى منصور، السفير القطري في مصر بـ"الحقير"، وطالب بطرده، واستدعاء السفير المصري لدى الدوحة، وقطع العلاقات الثنائية بين البلدين.

وقال منصور -في مداخلة هاتفية مع ممتاز القط، في برنامج "حصريا مع ممتاز"، عبر فضائية "العاصمة"- "الجيش المصري اتهان من هذه الدولة الحقيرة، التي تعتبر بيت الدعارة في دول الخليج.. قطر هي مرحاض الخليج العربي".

ويذكر أن  شريط "العساكر" تناول موضوع التجنيد الإجباري في مصر وعرض من خلال لقطات مسرّبة من داخل الوحدات ومراكز التدريب، مدى قسوة الحياة داخل الجيش، واستغلال المجنّدين في ظروف يمكن القول عنها إنّها غير آدمية، وتتعمّد إذلالهم.