«السناوي»: مصر ليست على الطريق الصحيح وتبدو «عارية» أمام الخارج

- ‎فيأخبار

كتب: حازم الأشموني
تعليقًا على عبارة الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" في حضرة رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد بينهما في زيارته لفرنسا: «أنا لا أعطى دروسًا لأحد فى حقوق الإنسان»، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي عبد الله السناوي، رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة الشروق، أنه «فى التعبير شىء من الإقرار بجسامة الانتهاكات الحقوقية بمصر، وشىء آخر من غلبة المصالح الاستراتيجية والاقتصادية على المبادئ والقيم الحديثة».

وقال السناوي، في مقاله اليوم الخميس 26 أكتوبر 2017م «بين الواحات وباريس»، إن تصريحات الرئيس الفرنسي تمثل امتدادًا لما كان يتبناه سلفه «فرانسوا أولاند»، مضيفا أن عبارة "ماكرون" «تنطوى على تجاوز دبلوماسى فى حق بلد كبير بحجم مصر يصعب حدوثه فى أية مؤتمرات صحفية على مثل هذا المستوى».

ويضيف السناوي أنه «بكلام آخر فإن سجل حقوق الإنسان والحريات فى مصر بات عبئًا لا يطاق على صورة البلد ومصالحه وأمنه».

ويبدى الكاتب استغرابه من الطرح المستمر لقضية حقوق الإنسان في زيارات السيسي لدول غربية، مضيفا «لا يعقل بكل زيارة رئاسية لدول غربية طرح هذا السجل كأولوية، ومناقشته على صفحات الجرائد وشاشات الفضائيات دون أن تتاح- هنا فى مصر- مثل هذه المناقشة المفتوحة، واتخاذ ما هو ضرورى من إجراءات لرفع المظالم فى السجون، التى أقر «السيسى» نفسه أكثر من مرة بوجودها».

مصر ليست على الطريق الصحيح

ويحذر الكاتب الموالي للانقلاب العسكري، من أنه عندما يغيب النقاش فى الداخل ينكشف البلد فى الخارج. ووعندما تغيب القدرة على التصحيح تأخذ أحاديث الدروس مداها. مؤكدا أن نفى الأزمة لا يساعد على تحسين الصورة، والالتزام المتكرر فى المحافل الدولية بالدولة المدنية الديمقراطية الحديثة يعوزه أى دليل مقنع. كما أن الكلام المتكرر فى نفس المحافل من أن مصر ليست فيها ديكتاتورية يحتاج إلى حيثيات تثبته. لافتا إلى أن الإجراءات وحدها تكسب التصريحات مصداقيتها، وتحجب فى الوقت نفسه أية دروس فى حقوق الإنسان، أو أية تدخلات محتملة فى الشئون الداخلية.

ويشير إلى أنه بإقرار السيسي فى نفس المؤتمر الصحفى، فإنه لا يوجد تعليم جيد ولا صحة جيدة ولا تشغيل جيد، متسائلا: لماذا يتم التركيز على الحقوق السياسية دون الاجتماعية؟
الإقرار بنصه يعنى ـ بالضبط ـ أن هناك خللا مروعا فى الأولويات والسياسات الاقتصادية والاجتماعية المتبعة. مشددا على أن ما تحتاجه مصر أن تنظر فى المرآة لترى مواطن الخلل وتعترف بأنها ليست على الطريق الصحيح!.