قنديل: السيسي ليس مستعدا للتفريط في الرهائن والأسرى لهذه الأسباب

- ‎فيأخبار

كتب – رانيا قناوي
أكد الكاتب الصحفي وائل قنديل، أن سلطة الانقلاب ليست مستعدة للتفريط فيما لديها من رهائن وأسرى داخل الزنازين، وسياستها القضاء على الإنسان، قائلا: "أشفق كثيراً على من يطلقون حملات وهاشتاغات استباقية، كلما حان موعد جلسة للنظر في أمر النبلاء المحبوسين ظلماً، داخل سجون النظام في مصر فهي مسألة مؤلمة للغاية أن تخاطب خصماً يتفنن في افتراسك كل لحظة".

وأشار قنديل خلال مقاله بصحيفة "العربي الجديد" اليوم الجمعة، إلى تجديد حبس الباحث هشام جعفر، الذي استنفد فترة حبسه الاحتياطي، كما حدّدها دستورهم، والحكم على المحامي أسامة محمد مرسي بالسجن ثلاث سنوات، بتهمة وجود سكين في مطبخ منزله، مضيفا أن نظام السيسي يعتبر القابعين في زنازينه أسرى ورهائن، وليسوا مواطنين يستحقون العدل والحرية، ويمارس ضدهم البطش، وهو يعلم أنه ليس ثمّة ما يردعه أو يوقفه عن توحشه، إن في الخارج، أو في الداخل.

وقال قنديل إنه قبل أكثر من أسبوع، كانت جلسة النظر في قضية الناشط علاء عبد الفتاح، واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بحملة تطلب "الحرية لعلاء"، وانعقدت المحكمة، وقرّرت بقاء الأمر على ما هو عليه. وأمس، كان موعد النظر في الحبس الاحتياطي الذي انتهت مدته، للزميل الباحث والصحافي، الأسير هشام جعفر. وانطلقت حملة محترمة تطلب إخلاء سبيله، لكن القرار صدر بتجديد حبسه 45 يوماً أخرى، ما أوجد حالةً من الحزن والإحباط، أصابت المتطلعين إلى العدل والحرية في بلد يفخر حاكمه بأنه لا يجب أن يتمتع بشيء اسمه حقوق الإنسان.

وأوضح أن مشكلة هذه الحملات النبيلة، أنها لا تزال تعتقد أن ثمة قضاءً يتحرك ويحكم، بمعزل عن القرار السياسي، أو تتمسّك بوهم اسمه قضاء مستقل، فتتوجه إليه بالخطاب، على الرغم من أن هذا القضاء، نفسه لا يخفي أنه جزء من السلطة السياسية وإرادتها، مدللا على ذلك بالمستشار المشهور بقاضي الإعدامات محمد ناجي الذي تحدث، قبل أكثر من ثلاث سنوات، لصحيفة نشرت حوارا مسجلا معه، أعلن فيه انتماءه السياسي وانحيازه ضد ثورة يناير ورموزها، وعبر عن كراهيته جماعة الإخوان المسلمين، وغيرهم من معارضي الانقلاب، وتحدث بكل ازدراء وإهانة عن أسماء مثل محمد البرادعي "البردعة" وعمرو حمزاوي وآخرين، فكيف يمكن توقع أن قضاة من هذا النوع يمكن أن تهزّهم حملات شعبية تطلب منهم الرأفة بمظلوم يقف أمامهم؟.

وأكد قنديل أن السلطة، سياسية وقضائية، ليست مستعدة للتفريط فيما لديها من رهائن وأسرى داخل الزنازين، كما لا يمكن توقع خير من نظام يفخر بأنه شرير، خصوصاً وهو بات يعرف كيف يشتري ضمير العالم الرسمي، كما جرى في الزيارة الأخيرة إلى فرنسا.