“تحولات السعودية” من منع شحنات أرامكو حتى حصار قطر

- ‎فيعربي ودولي

 كتب: يونس حمزاوي
من أكتوبر 2016 حتى 5 يونيو 2017.. ثمانية شهور لكنها شهدت أكبر تحول في الموقف السعودي، من إدانة النظام المصري بتصريحات رسمية على موقفه الداعم للسفاح بشار الأسد ومنع شحنات أرامكو للوقود عن حكومة الانقلاب في مصر، وصولا إلى قرارها المفاجئ، فجر 5 يونيو الجاري، بقطع العلاقات مع الشقيقة قطر جوا وبحرا وبرا!.

وفي هذا التقرير، نرصد أبرز 8 تواريخ تكشف تحولات الموقف السعودي التي يبدو أنها لم تعقد صفقات مع ترامب قدرها 460 مليار دولار، كجزء من صفقة القرن إلا لأسباب كبيرة، أهمها ضمان تحول النظام الملكي السعودي إلى نسل الملك سلمان، مع ضمان أمن الكيان الصهيوني، ودخول المملكة في اتفاقية السلام مع "إسرائيل"، عبر تسليم قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي جزيرتي "تيران وصنافير" للسعودية، وتشكيل حلف الناتو الصهيوني بمشاركة السعودية والإمارات ومصر.

أواخر سبتمبر 2016

تكتّمت وزارة البترول بحكومة الانقلاب عن إبلاغ شركة أرامكو السعودية للجانب المصري بوقف شحنات الوقود، بناء على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية، مطلع إبريل 2016، والتي تقضي بتوريد شحنات الوقود لمصر مع تسهيلات في الدفع، ولكن حمدي عبدالعزيز، المتحدث باسم وزارة البترول، أعلن بعد ذلك عن توقف الشحنات.

"9" أكتوبر 2016

أثار موقف حكومة الانقلاب في مصر، بالتصويت في مجلس الأمن لصالح قرار روسي حول سوريا انتقادات سعودية وقطرية. فقد وصف المندوب السعودي لدى الأمم المتحدة عبدالله المُعلمي، تصويت مندوب مصر لصالح مشروع القرار الروسي بالمؤلم.

وقال المعلمي بعد التصويت: "كان مؤلما أن يكون الموقف السنغالي والماليزي أقرب إلى الموقف التوافقي العربي من موقف المندوب العربي (المصري).. ولكن أعتقد أن السؤال يُوجه إلى مندوب مصر".

13 مارس 2017

وجاء المنعطف الخطير في زيارة هي الأولى من نوعها منذ تولي دونالد ترامب مقاليد الأمور داخل البيت الأبيض، حيث غادر الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد السعودي، صباح الإثنين 13 مارس، متوجهًا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، في زيارة استغرقت أسبوعا؛ لبحث تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، ومناقشة القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وذلك خلال لقائه المرتقب مع الرئيس الأمريكي وعدد من المسئولين، الخميس 16 مارس، حسب وكالة الأنباء الرسمية السعودية.

وهي الزيارة التي وضع فيها محمد بن سلمان الحروف الأولى لصفقة القرن مع إدارة ترامب.

15 مارس

بعد بدء زيارة الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد السعودي، لواشنطن بيومين فقط، وكان لايزال بواشنطن ولم يلتق بعد الرئيس ترامب، أعلن مختار الملا، وزير البترول بحكومة الانقلاب، عن استئناف شركة أرامكو السعودية لشحنات الوقود، بعد توقف دام 6 شهور.

وطبقا لإفادة شركة "أرامكو"، فإن تأجيل الشحنات كان لظروف تجارية خاصة بها في ظل المتغيرات التي شهدتها أسعار البترول العالمية خلال الفترة الماضية، وقيام السعودية بتخفيض مستوى إنتاجها من البترول، وتزامن ذلك مع أعمال خاصة بالصيانة الدورية لمعامل التكرير، بحسب نص البيان.

ولكن المؤكد أن إدارة ترامب أمرت الجانب السعودي باستئناف ضخ شحنات الوقود على الفور، كعربون للزيارة ومساهمة في نجاحها.

20 مايو

يبدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب زيارته المرتقبة للمملكة العربية السعودية، والتي استمرت يومي السبت والأحد 20 و21 مايو.. وشهدت الاتفاق على صفقة القرن الأمريكية السعودية، وصفقات تصل إلى 460 مليار دولار لمدة 10 سنوات.

وفي صباح ذات اليوم السبت 20 مايو 2017م، أعلنت قطر عن أنها تتعرض لحملة "ممنهجة ومغرضة"، تتهمها بـ"التعاطف" مع الإرهاب، قبل زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السعودية.

24 مايو

وبعد يومين من زيارة ترامب للسعودية، قطر أعلنت عن أن موقع وكالة الأنباء الرسمية لديها تعرض "لعملية اختراق من قبل جهة غير معروفة". وأضافت أنه تم "الإدلاء بتصريح مغلوط" منسوب لأمير قطر، مشددة على أن "ما تم نشره ليس له أي أساس من الصحة".

وتطرقت التصريحات التي نفت الدوحة أن تكون صادرة عن أمير البلاد، مواضيع تتعلق بإيران وحزب الله وحماس و"الإخوان المسلمين". وقامت وسائل إعلام خليجية بنشرها رغم نفي الدوحة التي فتحت تحقيقا. وبعدها شنت السعودية والإمارات وصحف الانقلاب هجمة شرسة متزامنة على قطر.

5 يونيو

وبعد أقل من أسبوعين من زيارة ترامب للسعودية، وفي فجر الإثنين 5 يونيو 2017، ومع الذكرى الـ50 لهزيمة العرب في 67 واحتلال القدس وسيناء والجولان، تعلن كل من السعودية والإمارات وحكومة الانقلاب في مصر والبحرين، عن قطع العلاقات مع الدوحة، وفرض حصار بري وجوي وبحري، ومنع صور التواصل مع الدوحة؛ لإجبارها على التخلي عن دعم الإرهاب، بحسب مزاعم هذه الدول.

6 يونيو

يعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عبر تغريدات على موقع تويتر، عن دوره في التحريض على قطر، موضحا أنه طالب بوقف تمويل الفكر المتطرف، فأشار القادة خلال الاجتماع إلى قطر!، ثم واصل تحريضه قائلا: يبدو أن زيارتي للسعودية باتت تؤتي أكلها، وهي بداية النهاية لتمويل الإرهاب!، ولكن الخارجية الأمريكية أعلنت عن عمق علاقتها بقطر، ولم يعلق البنتاجون الأمريكي على تصريحات ترامب.

الخلاصة أن أمن إسرائيل وضمان استمرار الانقلاب العسكري في مصر هما خلاصة الأزمة التي تعصف بالخليج، فهل تصمد قطر أمام هذه التحديات الجسيمة؟.