قنديل يكشف دلالات “العين الحمرا” في مواجهة كذب نظام الانقلاب

- ‎فيأخبار

قال الكاتب الصحفي وائل قنديل: إن رسالة والدة جوليو ريجيني بمجلس الشيوخ الإيطالي: "أنا أمّ جوليو، وليس من السهل عليّ أن أكون هنا، لأن ما حصل لولدي ليس حالة معزولة كما يزعم المصريون، إذ أود أن أشير إلى أنه توفي تحت التعذيب، مثلما كان سيحدث لأي مصري"، ردت على عربون المحبة الذي قدمه قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي بمقتل 5 مصريين لإيهامهم بأنهم من قتلوا ريجيني وليس التعذيب في سجون الانقلاب.

وأضاف قنديل -خلال مقاله بصحيفة "العربي الجديد" اليوم الخميس- "مع ظهور أول احمرار في العين وتقطيب في الجبين على ملامح روما، تراجعت القاهرة سريعًا، وبشكل مخجلٍ ومهينٍ، لأي مواطن يحترم نفسه، ويخاف على بلده، وقدّمت رواية أخرى، مفادها بأنها لم تكن تقصد أن المقتولين الخمسة هم الذين قتلوا الشاب الإيطالي، متسائلا: "ما الذي يجعل العالم ينظر إلى كل ما يصدر من مصر الرسمية بعين الشك والريبة، ثم يطلب الحقيقة، مكذبًا، أو رافضًا الاستخفاف بالعقل والضمير؟ ولماذا؟ وكيف وصلنا إلى مرحلة تصنيف مصر السيسية "دولة كذابة" من الطراز الأول، حتى في نظر أكثر داعميها، إيطاليا وروسيا؟".

وأوضح أن "مشروع الثلاثين من يونيو" بقي يكذب ويكذب، في الداخل والخارج، حتى تم تصنيفه كذّابًا، مع الوضع في الاعتبار أن ما يمكن القول عنه "الأساطير المؤسسة للمشروع الانقلابي" بنيت على مجموعةٍ هائلةٍ من الأكاذيب، ونجحت فيالق الثورة المضادة في اختطاف الرئيس المنتخب وإخفائه، فارتفعت معدّلات الكذب، من المسئولين، والنخب السياسية والثقافية، الأمر الذي أوقع مذابح، وأراق دماء غزيرة في نهاية المطاف".

ونبه قنديل على أن مذبحة القرن، في ميداني رابعة العدوية والنهضة، ارتُكبت تحت غطاءٍ من الأكاذيب الكبيرة التي روجها سياسيون ومثقفون عن المعتصمين المسلحين بأسلحة ثقيلة، ولم ينقطع حبل الكذب، حتى صار يجري على الهواء مباشرة، بتزوير الترجمة لمؤتمرات صحافية لكبار رجال المرحلة، كما حدث في المؤتمر الصحافي لنائب الرئيس "الفاترينة" المُعين من قائد الانقلاب، وكاترين آشتون، ممثلة الاتحاد الأوروبي، ثم راح الكل يتبارون في تصنيع الأكاذيب والأساطير وتداولها، وتصديرها للميديا العالمية، حتى إن الصحافي البريطاني الشهير، روبرت فيسك، لم يصدّق نفسه، وهو يستمع إلى من يحاول إقناعه بأن "الجنرال السيسي هو أعظم قائد عسكري في التاريخ بعد أيزنهاور وأسر قائد الأسطول الأمريكي".

وقال قنديل: "استمر الكذب منهجًا وعقيدةً حاكمة لمسلك السلطة في مصر، إذ دائمًا ما كان هناك وجهان وقولان وموقفان، وجه ينحني بأدب وحياء أمام ملوك وأمراء الأرز، وآخر يسخر منهم في التسريبات، ويخطط لحلْب مزيد من أموالهم..قول يدغدغ عواطف المواطن المطحون بالخير والنماء المتدفق، وآخر يحرّض على بيع النفس من أجل المال "والله العظيم لو ينفع انباع انباع".

واختتم مقاله قائلا: "باختصار، يكاد يكون قد استقر في وجدان العالم أنه إذا أتاك نظام عبد الفتاح السيسي بروايةٍ، فضعها على الرف، ولا تعبأ بها، واطلب منه الحقيقة، مُظهراً العين الحمراء، أو يمكنك القول، ومع الأسف الشديد، إنك بصدد نظام يسيء لسمعة الدولة والمواطنين".