كتب: حسين علام
قال الكاتب الصحفي وائل قنديل: إن معركة "تيران وصنافير": أصبحت بين قضاء 30 يونيو ونظام 30 يونيو ورعاة 30 يونيو، من جهة، وبين الذين اكتشفوا أن الكفر بهذا الثالوث بات لازماً، كي تحافظ على صحيح إيمانك بالوطن، وبثورة يناير، وتحتفظ بإنسانيتك، من جهة أخرى.
وأضاف قنديل خلال مقاله بصحيفة "العربي الجديد" اليوم الاثنين، أن ما يردّده مصطفى بكري ولميس جابر، ومحامي عبد الفتاح السيسي الذي وقف في قاعة المحكمة، أمس، يندّد بالاحتلال المصري الغاشم للجزيرتين اللتين جمع بعض الخونة والمجانين عشرات الوثائق التي تثبت مصريتهما، يفسر مدى الحالة التشنجية التي يعيشها الانقلابيون هذه الأيام.
وأوضح أنه لا يصدق قضاء الثلاثين من يونيو 2013 أن بعض الذين فتح لهم أبواب أنديته ومقرّاته للتحضير لإطاحة الرئيس محمد مرسي، يمكن أن ينفلتوا من فلك النظام الذي تأسس، برضاهم، على أنقاض النظام الذي جاءت به ثورة يناير، موضحا أن نظام عبد الفتاح السيسي لا يريد أن يستوعب أنه لازال على أرض مصر من يرفض تجلياته العبقرية في إدارة الوطن، أو يردّ له قراراً بالتصرّف فيه، كما يتصرّف في لحومٍ ذبيحة قنصها، ومن حقه أن يوزعها أو يبيعها، كما يشاء.
وأشار إلى أن الطرف الثالث، راعي منظومة الثلاثين من يونيو، فليس من السهل أن يبتلع ما يعتبره نكراناً للجميل، بعد كل هذا الإنفاق الباذخ على مشروع تركيب نظام جديد وتشغيله، موضحا أنه من الطبيعي أن يُصاب "ائتلاف دعم السعودية" ضد مشاعر شعبيةٍ، تؤججها مجموعة من الأوغاد، بالصدمة والقلق، وهو يرى ثلةً من المارقين يحطمون أصنام انقلاب يونيو، ويتطاولون على آلهته، ويتحدّون الجميع، في مغامرةٍ مثيرة، بمواجهة قضاءٍ يعلمون مسبقاً أنه للنظام كالجلد للحم.
وأشار قنديل إلى انه قبل ساعاتٍ من جلسة المحكمة الإدارية العليا، أمس، كتب مصطفى بكري، في صحيفة "الوطن" إن "الوطن ليس سلعةً تباع وتشترى، تأمل المشهد جيداً، انظر إلى الوجوه، قلّب صفحات تاريخها، تأمل كلماتها ومواقفها، في وقت الأزمات كانوا هم المعول، فشلوا في الهدم، أرادوا بيع الوطن بالقطعة، تفتيت وفك وتركيب، زرع الاحتقان، دفع الناس إلى الفوضى، إطلاق الشعارات الكاذبة، الاستعانة بالأجنبي، التحريض، قبض الثمن ساخناً".
وقال قنديل: "بالطبع، لا يمكن الاختلاف مع حرفٍ واحد مما سطره مصطفى بكري في المقطوعة المذكورة أعلاه، إذا كان المقصود بكلماتها معسكر بيع السيادة المصرية على الجزيرتين الذي يقوده السيسي، ويتولى فيه بكري قيادة فرقة عازفي الموسيقى النحاسية، غير أنه كان يمارس عملية إسقاطٍ، بالتعريف الحرفي للإسقاط في علم النفس، يلقي من خلالها بكل تشوهاته الإنسانية والقيمية والأخلاقية، على أولئك الذين أرادوا أن يثبتوا للعالم أن مصر لا تزال تخبئ في صندوق جواهرها الكثير مما يضيء ويتألق في الأيام حالكة السواد".
وأكد قنديل أن يوم أمس استفتاء للمواطن المصري على البقاء في دائرة الكرامة الوطنية، أو الخروج منها، وبصرف النظر عما يقرّره قضاء الجنرالات بشأن تبعية تيران وصنافير، فإن المكسب الأهم هو أن يتحرّر وعي المصريين، ولو جزئياً، من الأوهام والأساطير والأكاذيب التي أحاطت بهم، ثلاث سنوات.