شاهد ميدان التحرير بين “الحلال والحرام”.. تقرير يرصد حصار الثورة للعسكر

- ‎فيأخبار

كتب – هيثم العابد
لم ينجح التحرير فى إعادة استنساخ المشهد ذاته بعد مرور خمس سنوات على ثورة الشعب ضد فاشية العسكر، حيث غاب الثوار عن المشهد المسرحي فى قلب ميدان الثورة فى ظل احتلال مدرعات العسكر لكافة المداخل المؤدية إلى القلب العاصمة، فيما عمل الانقلاب على استبدال "الورد اللى فتح فى جناين مصر" بثلة من الدهماء والجهلة وعناصر الأمن المركزي من أجل إخراج صورة مفجعة لساحة كان مسار إبهار العالم قبل 5 سنوات.

الصورة على مرارتها فى قلب ميدان التحرير ليس بسبب غياب الثوار عن تلك البقعة التى أطاحت بصنم العسكر مبارك وإنما لتلك الصورة الفاضحة لمصر الانقلاب والتى جسدت بصدق حالة التردي والانهيار الثقافي والأخلاقي والاقتصادي والسياسي فى دولة السيسي، حملت للعالم رسالة مغايرة عن تلك التى أراد الجنرال أن تصل إلى الغرب بأن الأوضاع مستقرة ومفاصل الوطن تحت السيطرة، فكانت المحصلة أن الميدان الذى أبهركم قبل وقت قريب بات مطية للمنبطحين تحت بيادة العسكر ومرتزقة الاحتفال بأعياد العصابة الحاكمة والتى يتجاهلها الشعب.

إلا أن المشهد بعيدا عن الميادين الرئيسية المحتلة، كان أكثر صدقا عن الواقع المصري والتأكيد على أن اليوم الذى أحاله الثورة من عيد الشرطة إلى ثورة شعبية ضد العسكر لازال ملك لآصحابه، حيث أكتظت الشوارع بآلاف المصريين الرافضين لحكم الانقلاب وتنوعت الفعاليات الثورية تحت لافتة يتذكرها السيسي جيدا "الشعب يريد إسقاط النظام".

شبكة "الجزيرة" الإخبارية –فى تقرير لها- رصد مفارقات المشهد المصري فى ذكري الثورة بعدما تنقلت بعدساتها بين ميدان التحرير الذى وقف بمفرده شاذا على غير العادة أمام باقي شوارع مصر، وباتت وكأن الكاميرا تحكي بمرارة "هنا ميدان التحرير فى الـ 25 من يناير 2016، كان من المفترض أن يحيي الثوار هنا فى تلك البقعة الذكرى الخامسة لثورتهم المباركة، لكن السلطات العسكرية أغلقت ساحة النضال فى وجوههم بينما فتحته على مصراعيه أمام آخرين فى تبجح غير مفاجئ أنهم شباب الثورة".

وأضاف التقرير: "نكست صور الشباب التى روت دمائهم أرض ميدان التحرير قبل خمس سنوات ورفعت بدلا منهم صور ضباط قيل إنهم قتلوا فى أحداث عنف، وبات الميدان حرام على الثوار حلال للشرطة وأنصارها".

وتابع: "على الرغم من إغلاق الميادين الرئيسية فى القاهرة وسائر المحافظات خوفا من السخط المتنامي لدى قطاعات من المواطنين فإن الشوارع الضيقة اكتظت بالمتظاهرين، فى تحدي ثوري للدولة الفاشية وأجهزتها، على وقع هتافات ألهبت الحماس وأعادت ذكريات ميدان التحرير إلى الواجهة "قول متخفشي.. العسكر لازم يمشي".

وكشف التقرير: "من الإسكندرية فى شمال البلاد إلى جنوب الصعيد، خرجت مظاهرات فى محافظات مختلفة للمطالبة باستعادة المسار الديمقراطي لثورة يناير، ورحيل عبدالفتاح السيسي، والإفراج عن المعتقلين السياسيين، ومحاكمة المسئولين عن إراقة دماء المصريين وقتل المتظاهرين السلميين".

واختتم برصد إصرار الثورة على حصار العسكر ومواصلة النضال على واقع تعامل مليشيات السيسي مع الحرك السلمي، موضحا: "قوات الشرطة كالعادة، كانت للمتظاهرين بالمرصاد حيث أطلقت وابلا من الرصاص الحى وقنابل الغاز لتفريق مسيرات فى الإسكندرية والجيزة وكفر الشيخ، أما فى المطرية بالعاصمة فلم يؤثر رصاص الشرطة على إصرار المتظاهرين على فأشعلوا الألعاب النارية وإطارات السيارات والشماريخ فى محاولة لقطع الطريق أمام قوات الأمن وتوجيه رسالة واضحة بأن جذوة الثورة لن تنطفئ وأن الشارع لم يهدأ بعد".