هاني صلاح الدين.. عندما يقصف القلم وتسجن الأحلام

- ‎فيحريات

 بكار النوبي
«نعم هو صديقي، نعم هو إخواني، اسمه هانى صلاح الدين، من أعز أصدقائي، كان يحبنى من كل قلبه وأنا كذلك، من أفضل من عملت معهم، فقد كان صاحب فضل كبير فى بناء المشروع العظيم لموقع اليوم السابع الإلكتروني».

بهذه الكلمات أثنى الزميل الصحفي الليبرالي سعيد شعيب، في مقال له بصحيفة القدس العربي، مايو الماضي، على زميلنا هاني صلاح الدين، المعتقل حاليا في سجون الانقلاب، على ذمة هزلية "غرفة عمليات رابعة".

ويضيف الكاتب الليبرالى: «عندما كنت مديرا لتحريره، كان رئيسا للديسك، ورغم الخلاف الأيديولوجى العميق بينى وبينه لم يحدث أن اختلفنا مهنيا، كما لم يحدث أن كان منافقا أو كذابا، لكنه طوال الوقت كان يعمل بإخلاص وكفاءة، شجعت صديقى وأخى خالد صلاح، رئيس التحرير، لترقيته ليكون مدير تحرير الموقع الإلكتروني».

ويتابع شعيب «أكتب عن هانى صلاح الدين، ليس فقط لأنه صديقى وأخي، ولكن لأنه مسجون ومثله الآلاف ظلمًا بتهمة نشر أخبار كاذبة تثير الرأي العام، وهى تهمة مطاطة لو طبقناها على الجميع فسوف يجلس بجوار هاني في السجن الكثير من "مذيعين وصحفيين وإعلاميين وسياسيين"، مشيرًا إلى أن مصر يجب أن تتسع لنا جميعًا».

بداية الاعتقال

تم اعتقال هانى صلاح من جانب سلطات مطار القاهرة الدولي، يوم 28 نوفمبر 2013، أثناء تقدمه للسفر إلى لبنان، وتم الزج باسمه في هزلية "غرفة عمليات رابعة" بناء على اتهامات مرسلة لا تستند إلى دليل؛ تنفيذا لقرار صادر من نيابة أمن الدولة العليا.

مرضه ومعاناته في المعتقل

تقول أم جهاد، زوجة هاني صلاح الدين: إن زوجها يعانى أشد المعاناة في سجن ليمان طرة، وأنه أجريت له عدة فحوصات طبية في الفترة الأخيرة، وتبين أنه لا بد وأن تجرى له عملية استئصال ورم مائي بجوار المثانة منذ أكثر من شهر، ولم تقرر إدارة السجن إجراء العملية حتى اليوم، موضحة أنه تم إبلاغ نقابة الصحفيين بالمستشفى التى نرغب فى أن تجرى له العملية بها وننتظر ردها.

وأضافت- خلال مشاركتها في اعتصام أسر الصحفيين المعتقلين بمقر نقابة الصحفيين حاليا- أن حالة زوجها سيئة للغاية؛ نظرًا لإصابته بعدة أمراض أخرى، فقد أجريت له فحوصات قبل ذلك، وتبين أنه يحتاج إلى زرع عدسات في عينيه، ولكن مستشفى السجن لا توجد بها الأجهزة الكافية لهذا، وقرر الأطباء عدم إجرائها خوفًا على حياته، وباعتبار أنها ليست ملحة في الوقت الحالي.

وحول أوضاع السجن، أوضحت "أم جهاد" أن سجن ليمان طرة المعتقل فيه زوجها سيئ للغاية، فالعنبر الذى يتواجد به يوجد فيه أكثر من 100 معتقل، ويتزاحمون على قضاء حوائجهم في طوابير أمام الحمامات، ما أدى إلى تدهور الحالة الصحية لزوجها، خاصة مع النوم على الأرض، حيث يعانى من آلام فى العمود الفقرى، بالإضافة إلى خشونة مزمنة فى الركبة.

وطالبت الزوجة النقابة بتحرك جاد ووقفة حاسمة للإفراج عن الصحفيين المعتقلين، خصوصا أنه تعدى مرحلة الحبس الاحتياطى، واستوجب إخلاء سبيله بحسب دستور الانقلاب وقوانينه التي وضعوها لأنفسهم ولم يلتزموا بها، ودعت النقابة كذلك إلى زيارة الصحفيين المعتقلين والاطمئنان عليهم، والضغط على إدارة السجون من أجل حصول المعتقلين على حقوقهم المشروعة.

محمود كامل، رئيس اللجنة الثقافية بنقابة الصحفيين، قال: إن الزميل هانى صلاح الدين، المسجون على ذمة قضية "غرفة عمليات رابعة"، نقل إلى مستشفى المنيل الجامعي، وأجريت له التحاليل، مع وعد بعودته بعد أسبوع لاستكمال التحاليل.

وأضاف كامل- فى تصريحات صحفية له على خلفية اعتصامه بالنقابة- أنه تم فتح باب الزيارة لزوجتي الزميلين هشام جعفر وحسام السيد، ونقل الزميل يوسف شعبان لمستشفى القبارى لإجراء التحاليل اللازمة.

"180" مطافي

عمل "صلاح" فى العديد من المؤسسات الصحفية، فقد عمل مديرًا للتحرير فى موقع "اليوم السابع"، غير أن الحال انتهى به إلى السجن بعدما تخلى عنه رئيس تحرير "اليوم السابع" خالد صلاح، ولم تدافع عنه الصحيفة أو تطالب بالإفراج عنه.

وكان آخر عمل إعلامي قدمه صلاح الدين هو برنامج "180 مطافي" على شاشة قناة مصر 25، والتي تم إغلاقها عقب انقلاب الجيش على الرئيس الشرعي الدكتور محمد مرسى في 3 يوليو 2013.

وكان صلاح الدين يتناول في برنامجه نيران الفتنة التي تشعلها صحف وفضائيات الدولة العميقة ورجال أعمال مبارك والعسكر، الذين تآمروا على الرئيس، ويفند هذه الأباطيل ويرد عليها بقوته المعهودة، لذلك فإن صلاح الدين كان هدفا لاعتقال ميليشيات الانقلاب التي لم تترك هذا القلم الشجاع يناضل في سبيل حرية شعب ووطن.

شاهد: