شاهد.. “انتباه يا عسكري” إبداع ثوري يرصد انحراف بوصلة الجيش

- ‎فيأخبار

 كتب- هيثم العابد:

 

انحرفت بوصلة الجيش المصري تحت حكم العسكر لا تجاه العدو الحقيقي للوطن أو العقيدة القتالية فحسب، وإنما صوب الانشغال بما لا يخص أعمال القوات المسلحة ومهمتها في الحفاظ على تراب الوطن وحدود الدولة، أو يليق بواجبات الجندي المصري الذي أثبت كفاءة كمقاتل في ميدان المعركة وسقوطًا مديًاٍ عندما انشغل بغير دوره واقتحم ميادين ليست من اختصاصه، وهي الضريبة التي يدفع الوطن ثمنها باهظًا.

 

الفنان الثوري عمر غالي حاول رصد مشهدًا ربما لا يلتفت إليه الشعب المصري أو يتوقف أمامه بكثير من التأمل، إلا أنه يلخص دور المجند الحقيقي في الدولة المصرية باعتباره أحد عمال السخرة واستخدامه على نحو لا يليق بكرامته أولاً كمواطن مصر ولا يتناسب مع دوره كمقاتل انضم لأداء الخدمة العسكرية لحماية الوطن.

 

"انتباه يا عسكري" أغنية رصدت مشهد المجند العابث القابع أمام المنصة لحماية اللا شيء لساعات طوال دون فائدة أو عائد على الدولة المصرية، وإهدار لطاقات الشباب وتشتيت لدور القوات المسلحة في التشريفات ورصف الطرق وصناعة المكرونة والصلصة والإسمنت،

وترك مهمة حماية الوطن والدفاع عن التراب المصري للتنسيقات الأمنية مع الكيان الصهيوني.

 

وتقول الأغنية التي أبدع كلماتها الشاعر حاتم حسين في ديوان "‏عادة سرية": 

 

انتباه يا عسكري

يليّ واقف على المنصة

أوعى تهرش أو تبربش

أو تبص أي بصة

التزام يا عسكري

بالقوانين والنظام

شد جسمك.. رجل ثابتة

خليّ نظرك للامام

خليّ عينك ع الشوارع

والطريق والكشافات

وأوعى تسأل حد ماشي

قد ايه م الوقت فات

وأوعى تتجنن وتسأل

أنت واقف تحرس ايه

أنت تحرس وأنت ساكت

الليّ قالولك عليه

 

نفس ليلك هو ليلي

والثبات هو الثبات

والايدين متكتفين

والسكات هو السكات

كلنا في نفس المنصة

نفس وضع الانتباه

كله مالية حلقه غصّة

حابسة جوه منه آه

 

خليّ عينك ع الشوارع

والطريق والكشافات

وأوعى تسأل حد ماشي

قد ايه م الوقت فات

مش كنت تبقى يا عسكري

شاعر.. مفكر.. فيلسوف

كنت حتى يا حبذا

تنتهز وضع الوقوف

تكتب قصيدة اسمها

الحلم وقت الانتباه

ولا تألف فلسفة

لكشف معناة الحياة

انتباه يا عسكري