يوسف المصري
استمرارًا لسياسة الكذب والخداع التي تسير عليها حكومة الانقلاب العسكري، نقض وزير تموين الانقلاب "خالد حنفي" عهده مع المواطنين، بعدما أعلن في يناير الماضي عن تعهده بتثبيت أسعار اللحوم عند 50 جنيها للكيلو، ولكن سرعان ما ذاب العهد تحت نار ارتفاع سعر الدولار الذي اشتعل مؤخرا، ما أدى إلى رفع أسعار اللحوم لـ60 جنيها.
وشهدت أسعار اللحوم داخل المجمعات الاستهلاكية ارتفاعا ملحوظا في الأسعار بنحو 10 جنيهات في الكيلو، بالتزامن مع دخول عيد الفطر، ليتم توحيد أسعار كافة اللحوم المعروضة بالمجمعات لتصبح بـ60 بدلا من 50 جنيها.
وسجلت أسعار اللحوم السوداني 60 جنيها مقارنة بـ50 جنيها، الشهر الماضي، في حين وصل "الأسباني" لـ60 جنيها مقارنة بـ55 جنيها الشهر قبل الماضي، وكذلك الأسترالي، بينما بقيت أسعار اللحوم المجمدة دون تغيير.
رفع "المجمد" أول سبتمبر
وقال مصدر مسؤول بوزارة تموين الانقلاب، رفض ذكر اسمه، إن الوزارة تعتزم رفع الأسعار على اللحوم المجمدة المستوردة من الخارج بحوالي 5 جنيهات في كل كيلو، لتتماشى مع ارتفاع التكاليف الاستيرادية التى زادت مؤخرا بعد القفزات الجنونية لأسعار صرف الدولار داخل السوق الموازية، وتخطيه حاجز الـ11 جنيها.
وأكد المصدر في "تصريحات صحفية" أنه بدءا من أول سبتمبر ستقوم الوزارة برفع سعر المجمد، وإذا تحرك الدولار بالسوق الرسمية سيرتفع السعر مرة أخرى، موضحا أن هناك زيادة في الطلب على اللحم السوداني، ما جعل الوزارة تقدم على رفع السعر.
زيادة التكلفة التشغيلية
وأرجع سامي محمود، عضو مجلس إدارة بشركة النيل للمجمعات الاستهلاكية، ارتفاع أسعار اللحوم المطروحة بالمجمعات لـ60 جنيها للكيلو، لزيادة التكلفة التشغيلة سواء في أجرة العمال أو في زيادة رواتب الموظفين، بالإضافة إلى الارتفاع الموجود في فواتير الكهرباء، الأمر الذي دفع الشركة لتحريك السعر.
وأضاف لـ"مصر العربية" أن الشركة تطرح كميات كبيرة من اللحوم بكافة المنافذ التابعة لها؛ تزامنا مع دخول عيد الفطر، وزيادة الاستهلاك أيضا من جانب المواطنين، موضحا أن إجمالي الضخ اليومي من اللحوم يصل إلى 100 رأس يوميا.
وأوضح أن الشركة في الفترة الماضية كانت تبيع الكيلو بخسارة؛ لأنها تتحمل بند التشغيل، ما يعرض الشركة للخسائر، فكان لا بد من رفع السعر.
"البلدي" تكسب
ومن جانبه، أكد هيثم عبد الباسط، نائب شعبة القصابين بالغرف التجارية، ارتفاع أسعار اللحوم الموردة من جانب وزارة التموين إلى الجزارين التابعين لمنظومة توزيع اللحوم، ليحصل الجزار على كيلو اللحمة بـ55 بدلا 45 جنيها.
وأشار إلى أن تحريك السعر سيؤدى إلى انهيار المنظومة، خاصة وأن الأسعار أصبحت متقاربة من سعر البلدى، مشيرا إلى أن طبيعة المستهلك المصري يفضل البلدى عن المستورد.