اليوم.. المصريون يواجهون عواد وعصابته العسكرية!

- ‎فيأخبار

كتب: أسامة حمدان

تحول نظام الانقلاب العسكري القائم إلى سلطة الاحتلال في نظر المعارضين له وشريحة كبيرة من المؤيدين سابقًا، ظهر ذلك بشكل واضح في أزمة بيع "الجزر" إلى السعودية، صاحبة امتياز "الرز"، وبات واضحًا أن السيسي وعصابته غير مؤتمنين على أراضي الوطن!

سمسار وطن!
تحول "السيسي" إلى وكيل بيع لحساب الغير، السلعة هى أراضي الوطن ومصالحه وأمنه القومي وحاضره ومستقبله، والبائع هم العسكر الذين ظهروا في حالة فريدة من نوعها – لا تعرفها كتب التاريخ – عندما تخندقوا يدافعون عن سعودة الجزر ضد مصريتها، حتى بعد ما ظهرت وثائق وخرائط الأمم المتحدة التي تثبت إن الجزر مصرية 100%!

وضرب السيسي باعتراض المصريين عرض الحائط، ولم يشعر بأدنى درجات الحرج من كم السخرية والهشتاجات التي تناولت فعله الفاضح مع الملك سلمان في الطريق العام، بل مضى في إجراءات تسليم قطعة إستراتيجية من الوطن للسعودية، وبات من المستحيل مع وجود هذا "السمسار" العسكري أن يذهب المصريون إلى التحكيم الدولي، وإن فعلوا ذلك فالسيسي سيقف لهم بالمرصاد، وسيثبت أن أبو الهول سعودي واسمه الحقيقي "أبو نواف"!

وببساطه شديدة يرى عدد كبير من الخبراء والسياسيين أن نظام الانقلاب الذي يقوده الجنرال السيسي، تحول إلى خصم ضد مصالح الشعب المصري في كل الأحوال، يستوي في ذلك المؤيدين للانقلاب أو حتى المعارضين له، فعندما تغرق سفينة الوطن في الأزمات التي سوف يخلفها الانقلاب بعد سقوطه، سيختنق الجميع في هذا العمق السحيق من "الشر" العسكري.

شرعنة الانقلاب
ومع بداية اليوم الاثنين 25 إبريل، وهو اليوم الذي حددته قوى سياسية وناشطين للنزول ضد المزاد العسكري لبيع التراب المصري، يعلم الكثيرون أن أزمة الجزر ليست هى الوحيدة التي تستحق التظاهر وهذا الكم من الغضب، لكنها امتداد لتنازلات قدمها "السيسي" في ملف سد النهضة، الذي ولأول مرة يوقع طرف مِصْري بحق إثيوبيا في بناء سد، ويحكم على مِصْر بالعطش في سابقة تاريخية، دون الرجوع لا للشعب ولا لبرلمان ولا أي جهة، كل تلك التنازلات فقط من أجل عيون شرعنة وجوده باتفاقيات دولية، واتفاقيات اقتصادية؛ مثل التي وقعها لألمانيا وفرنسا، ولاحظ المراقبون أن تلك الاستثمارات تقوم مصر بدور الطرف "اللي هيدفع" حصرا وبقروض مستقبلية!

من المنتظر أن تسير تظاهرات ضد بيع "الجزر"، اليوم الاثنين 25 إبريل، بشكل سلمي يشارك فيها مِصْريون غير منتمين سياسيًّا، من أمام نقابة الصحفيين الغرض منها محاولة في أثناء جنرال الانقلاب عن التفريط في أي شبر من الأراضي المصرية.

وبرأي خبراء فإنها محاولة "برجماتية" للتعامل مع الواقع الانقلابي، يراعي حدود إمكانيات التظاهر في هذا التوقيت المزمن، بينما يؤكد الخبراء أنها رغم ذلك " مظاهرات قابلة للتطور ومسمار في نعش الانقلاب".

اغتيال السيسي
واستبقت سلطات الانقلاب مظاهرات اليوم بحملة اعتقالات واسعة، في كل التيارات السياسية لم يرها المصريون منذ سبتمبر 1981، وهى الاعتقالات التي سبقت اغتيال السادات، ولعل صدفة خير من ألف تقدير!

ويرى مراقبون أن اعتقال نظام الانقلاب للقيادات من التيارات الثورية والمعارضة :"ليس إجراء روتيني يسبق المظاهرات، بل للتخلص منهم، حتى تفقد التظاهرات الغاضبة من يستطيع توجيهها على النحو الأفضل، وتخوفاً من مظاهرات شعبية عارمة باتت  قريبة جدا".

ويتخوف الانقلاب من مظاهرات واحتجاجات شعبية حتمية، جراء تأثير الانهيار الاقتصادي الذي بدأ يظهر على الأكل والشرب في مصر، والحديث عن العملة الوطنية "الجنية" التي فقدت نصف قيمتها، وكأن البلاد في حالة حرب!

عفاف شعيب!
خطاب السيسي بالأمس يؤكد أنه خرج من فقاعة مياه البطيخ التي ظل يتحرك فيها منذ انقلاب 3 يوليو، والإطاحة بأول رئيس مدني منتخب، وحاول الجنرال أن يبدو متماسكاً رغم الرعب الذي يعتريه، وكان الملفت أن بدا يستوعب أن نقطة الاصطدام الكارثية باتت على بعد دقائق، أيام اقتصادية سوداء تنتظر المصريين، يرى الجنرال راعي العلاج بـ"الكفتة" أن دواءها هو أن يأمر الجيش بتوزيع "شوية زيت وسكر".

وتحسبًا لاتساع رقعة التظاهرات أمر "السيسي" الجيش، الذي زادت مرتباته أضعافا مضاعفه في عهد الجنرال، أن يرد الجميل وينزل الشارع لمواجهة الشعب الغاضب، وأن يظهر فروض الولاء والطاعة للجنرال.

المشهد في مصر عاد إلى أيام مبارك بامتياز، المعارضة نازلة تتظاهر والسيسي طالع يخطب ويقول "هزودلكم الزيت والسكر"، الجيش ينتشر لتأمين الانقلاب، والداخلية تقبض علي الثوار والناشطين، حتى أن وزارة الاتصالات تستعد لقطع خدمة الإنترنت بعطل مفاجئ، مشاركة منها في دعم الانقلاب، ولا ينقص المشهد إلا خروج الفنانة "عفاف شعيب" تطالب فيه الثوار بالعودة إلى المنازل، من أجل أبناء شقيقها الذين يرغبون في تناول “البيتزا والكباب”!