هويدي يفضح إعلام الانقلاب في تغطية تظاهرات 25 أبريل

- ‎فيأخبار

علق الكاتب الصحفي فهمي هويدي، على ما نشرته جريدة «الأهرام» الصادر أمس الثلاثاء (٢٦/٤) من خروج مظاهرات شبابية فى العاصمة البرازيلية ساوباولو دعما لروسيف (الرئيسة)، والسهرة اليسارية المزمع إقامتها بالإليزيه دفاعا عن ولاية أولاند (الرئيس الفرنسى)، في الوقت الذي لم تنشر فيه المظاهرات الاحتجاجية الغاضبة التى خرجت فى القاهرة وعدة مدن أخرى فى اليوم السابق (٢٥ إبريل)؛ حيث لخصت المشهد فى عبارات من قبيل أن المواطنين: عبروا عن فرحتهم الشديدة بالذكرى الغالية، معبرين عن سعادتهم الغامرة بمشاركة قواتهم المسلحة الاحتفالات بهذه المناسبة، مقدمين الشكر والامتنان لرجالها البواسل الذين لا يدخرون جهدا فى دعم جهود التنمية الشاملة وتخفيف العبء عن كاهل المواطنين، إضافة إلى مهامهم الرئيسية فى حماية الأمن القومى والدفاع عن حدود الوطن وسلامته.

وتناول هويدي -خلال مقاله بصحيفة "الشروق" اليوم الأربعاء- ما جاء في صحف الانقلاب فعنوان الصحفة الأولى لجريدة «الأخبار» كان كالتالى: احتفالات صاخبة واحتجاجات خافتة، أما جريدة «الجمهورية» فقدت تحدث عنوانها الرئيسى عن أن «الشعب يهزم قوى الشر»؛ أى أن الصحف «القومية» تراوحت فى مواقفها بين التجاهل شبه التام والتهوين المضمر والتجريم. وجميعها ظلت فى خندق الحكومة والأمن، وهو ما حدث في الصحف المستقلة عدا الشروق والمصري اليوم نسبيا.

وقال هويدي إن "اليوم السابع" ذهبت إلى أبعد وبدت أكثر التزاما بخطاب وزارة الداخلية حين ذكرت فى عنوان الصفحة الأولى "الإخوان فشلت فى التحريض"، ولا تسأل عن "البوابة" لأن التزام الجريدة لا يكتفى بتبنى خطاب الداخلية فقط ولكنه موزع على جهات أخرى عديدة أترك لك تخمينها وإحصاءها".

وأضاف "أن عناوين الصحف فى تعاملها مع تظاهرات ٢٥ إبريل عبرت عن الجزء الظاهر من الحياة السياسية فى مصر، أما الشق الغاطس من الصورة فإنه يظل مجهولا وليس بمقدرونا أن نطالع معالمه؛ لأن صوت الضجيج الإعلامى فى مصر أعلا بكثير من صوت الشارع فى طول البلاد وعرضها، ولا تنسَ أن البرلمان الذى يفترض أنه معبر عن الشارع تمت هندسته بصورة محكمة جعلته معبرا عن السلطة وليس المجتمع".

وقال هويدي: إن ما جرى يعبر ليس فقط عن الضيق الشديد بالرأى الآخر ومصادرة حق الاختلاف والتظاهر السلمى، ولكنه أصبح يعتبر الاختلاف جريمة تستوجب العقاب وتسوغ استباحة كرامات الناس وتوجيه مختلف الاتهامات إليهم التى وصلت إلى حد تراوحت فيه بين الانتماء للإخوان وبين التشهير بالمتظاهرين واعتبارهم دعاة للفوضى وساعين لإسقاط الدولة، موضحا أن الآلة الإعلامية كلها باتت موزعة بين الارتباط بالسلطة والارتباط بأجهزة الأمن، حتى المنابر التى تبنت مواقف اتسمت بالاحتشام فإنها ظلت تتحرك فى حدود «الملعب» ولم تغادر مربعه.

وأوضح أن مصطلح "أهل الشر" جرى التوسع فى مضمونه بحيث أصبح وصمة تلاحق كل صاحب رأى مغاير، الأمر الذى يعيد إحياء مقولة نحن شعب وهم شعب غريب آخر ولا سبيل للقاء بينهما.. وتلك لعمرى أعلا مراتب شق الصف الوطنى التى نسأل الله أن يجنبنا عواقبها.