هويدي يكشف كيف انتقل الانقلاب من الدفاع إلى الهجوم أمام ثورة 25 أبريل

- ‎فيأخبار

قال الكاتب الصحفي فهمي هويدي إنه إذا حاولنا أن نقارن بين ما شهدته مصر فى يناير وما جرى فى أبريل هذا العام () فسنجد تشابهات وتباينات عدة جديرة بالرصد، فالأول مناسبة صنعها أبطال الشرطة، والثانية مناسبة وراءها أبطال الجيش. والمناسبتان استثمرهما النشطاء للتعبير عن الغضب، حدث يناير كان غضبة لما حل بالمجتمع وناسه من فساد وظلم. أما تظاهرات أبريل فإنها كانت غضبة وغيرة على تراب الوطن.


وأضاف هويدي -خلال مقاله بصحيفة "الشروق"- اليوم الخميس، أن المناسبتين كانت مواقع التواصل الاجتماعى هى قناة التعبئة والحشد فيهما، وكانت المظاهرات السلمية وسيلة التعبير عن الغضب، موضحا أن ما حدث فى يناير فاجأ النظام الذى بوغت بالجماهير فى ميدان التحرير وفى غيره من ميادين مصر. أما حدث أبريل فقد تم فيه استيعاب الدرس واختفى عنصر المفاجأة، وكان إغلاق ميدان التحرير ونشر الحواجز والكمائن فى الشوارع الرئيسية بقلب العاصمة رمزا لذلك. 


وأوضح أن ما تولته عناصر الحزب الوطنى لإفشال احتشاد يناير (من خلال تظاهرة مصطفى محمود وموقعة الجمل مثلا) كررته أحزاب الموالاة التى استجلبت مجموعات من الأقاليم لتقف فى مواجهة مظاهرات الغضب فى القاهرة، وإذا كانت الشرطة فى يناير قد أطلقت الرصاص على المتظاهرين وجرى استهدافها بعدما أصبحت موقع اتهام وصارت فى موقف الدفاع، إلا أنها هذه المرة استوعبت الدرس وصارت فى موقف الهجوم الذى نجح فى تفريق المظاهرات، واكتفى بإطلاق قنابل الغاز واعتقال بعض المتظاهرين، ولم تلجأ إلى استخدام الرصاص الحى.


ونبه هويد على أن هناك تباينات أخرى أهمها أن ما حدث في يناير كان موضع إجماع شعبى عارم شاركت فيه الجماهير العريضة فى مختلف أنحاء مصر. أما حدث أبريل الحالى فإنه خرج من مجتمع منقسم بالأساس، لكن مسألة الجزيرتين شكلت نقطة لقاء بين عدد غير قليل من المنقسمين. وبسبب التباين فى الخلفيات فإن قوام تظاهرات يناير تمثل فى الجماهير المليونية التى خرجت فى كل أنحاء مصر. أما تظاهرات أبريل الأخيرة فكانت المشاركة فيها أقل، إذ بدا واضحا أن النشطاء قوامها، كما أنها، خرجت فى بعض المدن والأقاليم دون غيرها.


وأشار إلى أن التيارات الإسلامية كانت حاضرة فى فاعليات ثورة يناير، وكان دورها مشهودا فى ميدان التحرير لكن تلك الجموع غابت فى تظاهرات أبريل، حيث بات حضورها القوى مقصورا على السجون الموزعة على أرجاء مصر.


وأوضح أن اختلاف الأجواء كان ملحوظ فى الحالتين فتظاهرات يناير خرجت فى سياق ثورة الربيع العربى التى انطلقت شرارتها من تونس، أما تظاهرات أبريل فقد انطلقت فى مناخ الجزر وانتكاس الربيع وانكسار موجته، في الوقت الذي كانت دول المحيط تفاجأ بانطلاقة يناير فإنها وقفت مترقبة ومتكتمة لمشاعرها. وهو ما اختلف هذه المرة، لأن الدول المذكورة كانت قد حددت مواقفها وأعلنت عن تحيزاتها، ونزلت إلى الملعب متصدرة مواقع الهجوم.

وأشار هويدي إلى ما جرى فى يناير ــ أيا كانت نتائجه ــ بأنه كان زلزالا قوض النظام وأسقطه بعدما استمرت التظاهرات طوال يوما. أما ما جرى فى أبريل فيمكن أن يوصف بأنه هزة أرضية وقعت فى يوم واحد، لكنها أغضبت النظام واستنفرته. لذلك فإنه إذا كان لنا أن نصف ما جرى فى يناير باعتباره فصلا فى كتاب الثورة. فإن ما جرى فى أبريل الحالى ــ وحتى إشعار آخر ــ فإنه مجرد صفحة فى الكتاب المذكور، وذلك لا يقلل من شأنها لأن الكتاب المذكور ليس سوى مجموعة من الصفحات المماثلة.