“عزيزي بيريز”.. 30 يونيو تفرض “الخيانة” على الشعب المصري

- ‎فيتقارير

كتب: أسامة حمدان

ما بين الخزي والتذلل والخيانة تتأرجح خطوات الانقلاب العسكري في مصر بقيادة عبدالفتاح السيسي، الذي أصبحت مصر في عهده دولة تفرض الخيانة بشكل رسمي على المصريين، فالعدو الخائن الذي سرق وقتل واغتصب حقوق العرب والمسلمين أصبح الآن "صديقا حميما دافئ الأحضان" للنظام المصري، وأصبحت اللقاءات الرسمية وخطابات الود مع الكيان الصهيوني الغاصب مشروعة وممتدحة بعيون النظام العسكري في مصر.

وشتان ما بين مصر 25 يناير وبعهد حكم الرئيس المنتخب د.محمد مرسي، وبين تواطؤ نظام 30 يونيو مع الكيان الصهويني؛ ففي يوليو 2013 زار وفد مرسي رئيس حكومته د.هشام قنديل وعدد من المسئولين إلى قطاع غزة المحاصر، إبان العدوان الصهيوني عليه.

لن نترك غزة
وقام مرسي مع بدء الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة واغتيال أحمد الجعبري نائب القائد العام لكتائب عز الدين القسام بسحب السفير المصري من إسرائيل، ودعا وزراء الخارجية العرب إلى عقد اجتماع عاجل، كما طالبت مصر بعقد اجتماع طارئ لمجس الأمن الدولي.

وشدد مرسي بلهجة حازمة، على وقوف مصر إلى جانب قطاع غزة، مؤكدا أن "مصر اليوم مختلفة عن مصر الأمس وأن الثمن سيكون باهظا" في حال استمرار العدوان.

وأعلنت السلطات المصرية فتح معبر رفح بين مصر وقطاع غزة على مدار الساعة والسماح بعبور المساعدات الغذائية والطبية للقطاع، وفتح مستشفيات مدينة العريش المصرية لعلاج الجرحى الفلسطينيين.

أما على المستوى الشعبي فبالإضافة إلى المظاهرات الشعبية المؤيدة للفلسطينيين، فقد تسارعت الوفود الحزبية والأهلية والشبابية المتضامنة إلى القطاع، بعد أن كان ذلك محظورا في عهد النظام السابق (المخلوع مبارك).

أما في غزة فكان هناك تثمين كبير للموقف المصري على لسان رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية ووزراء آخرين.

انحناء وتذلل
وبعد ثلاث سنوات تقريبا ، نرى دولة الانقلاب العسكري توفد وزير خارجيتها لينحني في صورة مخزية ويقدم الولاءات للكيان الصهيوني الغاصب ويتواطأ معه في تعديه على غزة وأبطال المقاومة فيها.

وطالب المستشار حمدي الشيوي -القاضي السابق والمحامي بمحكمة النقض والإدارية العليا- نظام الانقلاب برئاسة عبدالفتاح السيسي، بعزل وزير الخارجية سامح شكري فورًا، لما اعتبره إهانة للمشاعر الوطنية بانحنائه المذل أمام رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو أثناء استقباله له أمس.

ووجه المستشار حمدي الشيوي، صاحب البلاغ الذي أدى لعزل أحمد الزند من وزارة العدل، وجه رسالة للسيسي يقول فيها: "من ينحني بهذه الطريقة المهينة المذلة أمام مجرم حرب رئيس عصابة لا يصلح أن يمثل الكرامة المصرية والعزة المصرية والشرف المصري لا يصلح أن يكون وزيرا لخارجيتها".

وأضاف: "إن ظهوره بهذه الطريقة دلالة على أن إسرائيل هي سيدة الدول العربية وهذا خزي لا يرفعه الله عن العرب إلا أن يكونوا صادقين معه سبحانه".

عزيزي بيريز
ويعود الموقف ليؤكد أن الرسالة الشهيرة التي قدمها مرسي لرئيس الكيان الصهيوني مزيلة بكلمة "عزيزي بيريز" ، وثارت حوله الانتقادات بسببها كانت مكيدة مدبرة لتأليب الرأي العام عليه وهو ما أكده مستشاره السابق د.‏سيف الدين عبدالفتاح.

وعلى الرغم من أن مجرد كلمة أثارت كل هذه الضجة حوله، إلا أن بعد 3 سنوات لم يتحرك ساكنا حينما أصبح الود بين النظام العسكري الحالي والكيان الصهيوني حقيقة واقعة لا تحتمل الشك.