“ما بخافش” يخشى “أطفال شوارع”.. وننشر آخر فيديوهات الفريق

- ‎فيأخبار

أحمدي البنهاوي
كان لافتا أن تعتقل ميليشيات الانقلاب شابا في العشرينات من عمره، يقدم عملا فنيا مع آخرين، يعارض سياسات السيسي، بعد ساعات من تظاهر السيسي بأنه "ما بيخافش"، فيتهمه بالتحريض ضد الدولة على الإنترنت. واعتقلت القوات، فجر السبت، عز الدين خالد، عضو فرقة "أطفال شوارع"، التى تقدم فيديوهات ساخرة على شبكة الإنترنت.

الطريف أن "عز" لم يتعرض للإخفاء القسري فور اعتقاله، بل تم عرضه على نيابة مصر الجديدة في نفس اليوم، التي أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيق؛ بتهمة نشر فيديوهات على شبكة الإنترنت، تحرض ضد مؤسسات الدولة، وتحوى ألفاظا وشتائم، إضافة إلى التحريض على التظاهر، ونشر فيديوهات على شبكة الإنترنت بها ألفاظ نابية مسيئة لمؤسسات الدولة.

أطفال شوارع

وتحت هذا العنوان، اختار 6 من الشبان إطلاق أعمالهم الفنية بوسائل بسيطة؛ للتعبير عن رفضهم لسياسات النظام وقائده السيسي وحكومته، في الجانب السياسي والاقتصادي، والإعلاميين والأغاني الداعمة له.

وتحظى صفحتهم على "الفيس بوك" بعدد ضخم من المعجبين، إذ يقدر عدد رواد الصفحة حتى اللحظة بنحو 221 ألفا و539 معجبا بالصفحة، وحظي أحدث فيديوهاتهم "السيسي رئيسي" بحجم مشاهدات بلغ نحو 281‏ ألف‏ مشاهدة، و12 ألف إعجاب وتعليق، ونحو 3880 مشاركة.

أما فيديو "عبدة البيادة"، فقد أرفقه الأطفال على صفحتهم، في 3 مايو الجاري، فشاهده 910 آلاف، ونال إعجاب ‏22‏ ألفا، إضافة إلى نحو 2722 تعليقا، و19,078 مشاركة.

وكانت أحدث الفيديوهات التي تم نشرها على الصفحة، أمس، قبل اعتقال "عز" بساعات، فيديو "جبنا ورا".

<br>

ونشرت صفحة الشبان الستة، ومنهم عز الدين، صورة "برنت سكرين"، أمس، لصفحة "الشرطة المصرية"، وقد نشرت إحدى الفيديوهات المنتشرة على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وعلقت عليها بـ"عندما تكون السفالة هي مفهوم الحرية!".

وفي إطار مشابه، نشرت عدة صفحات مؤيدة للانقلاب على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لعز، وهو شاب ذو شعر كثيف، يشبه ظاهرة "الهيبز" و"البيتلز" التي ظهرت في السبعينيات من القرن الماضي.

ونال شكل "عز" أغلب التعليقات التي تحدثت عن "الريحة" و"الاستحمام" و"استخدامات المياه"، ولم يتطرق أي منها لانتقاد المحتوى بشكل عقلاني، بل كان أغلب النقد قائما على السب والشتم، ومنها "الصفحة الرسمية لأنصار الجيش المصرى"، التي علقت على صورة عز قائلة: "عز أحد أفراد فريق "أطفال شوارع"، بيعمل فيديوهات سخرية على الدولة.. النشطاء عمالين يولولوا عليه وبيقولوا عليه شاب محترم.. تعليقك".

اعتقال عز

في المقابل، وجه النشطاء التحية لعز ورفاقه، مطالبين إياهم بأخذ الحيطة والحذر، ومن بين من علق على خبر اعتقاله "د. إيمان حسن"، التي كتبت مشاركة قالت فيها: "لما يتقبض عليك.. اعرف إنك راجل مهم ومؤثر وبتخوف كمان، ولما تبقى فى إيديهم هايفضلوا يضربوا فيك عشان يكسروك وتتنازل عن قوتك اللى هى موجودة فى الحق اللى بتدافع عنه". وأضافت "مش بيبقوا فاهمين إنهم لو كسروك مش هايقدروا يكسروا الحق".

ودعا كثير من النشطاء فريق "أطفال شوارع" إلى الهروب وعدم المبيت في بيوتهم، حيث علقت راجية الفردوس: "أنا عايزه أعرف هو أنتم بتعملوا كل الفيدوهات ديه وبتناموا فى البيت عادى كدا.. مش متوقعين أمن الدولة تقبض عليكم، مفروض كنتم قاعدين فى مكان محدش يعرفوا لأنه ده الطبيعى".

وتوقعت "راجية" التعامل الأمني معهم قائلة: "لازم هتتنفخوا طبعا فى بلدنا الديمقراطية اللى كلها حرية تعبير وما فيهاش أى ظلم أو اعتقالات، طبعا لازم كنتم تعملوا حسابكم واحتياطكم للأمر ده، ويا ريت باقى المجموعة تخلى بالها هيدوروا عليكم واحد واحد".

وأبدى فريق من المعلقين تحذيره المسبق لفريق "أطفال شوارع" حيث كتبت بسنت رجب البخاري: "حذرتهم كتير، كل شوية أقولهم يا جماعة سافروا بره وأبدعوا براحتكم من تركيا، واعملوا زى جو تيوب وعطوة كنانة وباكوس وعبد الله الشريف وغيرهم"، مشيرة إلى حيلهم في تسجيل الفيديوهات، وأنهم "وصل بيهم الأمر أنهم كانوا بيعملوا أعمالهم فى سرية تامة فى العمارات تحت الإنشاء، حتى تركوا البلد وراحوا تركيا وأبدعوا براحتهم".

وساخرة قالت: "العيال ده شكلها سيساوية: لأن الكائن السيساوى هو الوحيد المقتنع أنه عايش فى دولة فيها حرية وديمقراطية، حتى أنهم لم يفكروا يلبسوا "ماسكات" أقنعة.