هويدي يكشف دلالات جديدة لفضائح حصار النقابة بالبلطجية والصحفيين الأمنجية

- ‎فيأخبار

قال الكاتب الصحفي فهمي هويدي، إن التناقض في المانشيت الذي جاءت به صحيفة الأهرام يوم الثلاثاء الماضي وهو "مصر تحتفل بشم النسيم"، في الوقت الذي اشتعلت فيه مانشيتات عدد من الصحف دفاعا عن حرية الصحافة ضد اقتحام داخلية الانقلاب، بدا فيه انحياز الصحيفة العريقة للداخلية عل حساب المهنة، وحين اضطرت إلى التطرق إلى الموضوع فإنها تحدثت فى يوم ٤ مايو عن فشل اجتماع الصحفيين، وعن شروخ فى جدار الجماعة الصحفية. وفى اليوم التالى صار الانحياز أكثر وضوحا، وكانت تلك مقدمة لانطلاق الحملة المضادة التى عمدت إلى تحويل النقابة ومجلسها من مجنى عليهم وضحايا لقمع الداخلية إلى جناة دعوا إلى الفتنة وشقوا الصف الصحفى وتطاولوا على المقامات العليا.

وأضاف هويدي خلال مقاله بصحيفة "الشروق" اليوم الاثنين، أن ما حدث فضيحة تمثلت فى قلب المشهد والتشكيك فى وقائعه وتوجيه أصابع الاتهام للصحفيين وفى الوقت نفسه تبرير موقف الداخلية وأعذارها.

وقد قام بالمهمة صحفيو الموالاة ومن لف لفهم من "الأمنجية" الذين ظهروا تباعا على صفحات الصحف وفى بعض البرامج التليفزيونية، وبطبيعة الحال فإن التعبير عن ذلك الموقف تم بأساليب مختلفة تراوحت بين الاحتشام والبذاءة.

وتابع: "من المفارقات التى أثارت الانتباه فى هذا الصدد أن جريدتنا العريقة التى شوهت الاجتماع ونددت به وأثارت الشكوك والأكاذيب من حوله، هى ذاتها التى دعت لاحقا إلى اجتماع لبحث الموضوع تحت عنوان "تصحيح المسار"، وهو عنوان منحاز ابتداء لأنه انطلق من اعتبار ما عبرت عنه جموع الصحفيين كان انحرافا ومروقا، وبات يحتاج إلى تصحيح. ورغم أن الحدث تم فى مقر نقابة الصحفيين، وأن مجلس النقابة وحده المخول بالتعامل مع الأزمة، فإنه لم يكن مفهوما أن تتبنى الأهرام تلك الدعوة، التى ذكرتنى بنموذج إجراء المحاكمات السياسية داخل معسكر الأمن المركزى وذلك تصرف غير مفهوم".

وقال هويدي إن الطريف في القضية أنه فى الوقت الذى ندد فيه صحفيو الموالاة بقرارات مجلس النقابة التى دعت إلى إقالة وزير الداخلية والاعتذار الرئاسى عن اقتحام الشرطة للنقابة، فإن المجموعات التى تم حشدها أمام مبنى نقابة الصحفيين رفعت شعارات تبنت نفس الفكرة مشيرة إلى أنه "لا إقالة ولا اعتذار" ــ وقد وصفت بعض منابر السلطة تلك المجموعات بأنها تمثل "المواطنين الشرفاء" فى تعبير له دلالته فى إدانة الآخرين والطعن فى وطنيتهم.

وأشار هويدي إلى فضائح الانقلاب في بعض التقارير الصحفية بدءا من الهتافات والتحرش بالصحفيين أمام النقابة تم استقدام داخلية الانقلاب للبلطجية من أحياء الموسكى والسيدة زينب وعابدين بالقاهرة فى ٣ باصات و٥ ميكروباصات. وأنهم وقفوا يهللون ويرقصون خلف الحواجز على أنغام الـ«دى جى» الذى كان محملا على سيارة ربع نقل التقط أرقامها، وحين استعلم عنها من ضابط بإدارة مرور القاهرة تبين أنها مبلغ بسرقتها منذ ١٢ مارس الماضى.

وتضمن التقرير نفس المعلومات المتعلقة بهوية المجموعات التى تم استدعاؤها، مضيفة أن أصحاب المحلات التجارية فى المنطقة التى تكررت فيها التظاهرات أصبحوا يحفظون وجوه العاطلين وأرباب السوابق الذين أصبحوا يستدعون لإفشال أو التشويش على مختلف التظاهرات. وذكر زميل ثالث هو أحمد عويس أن البلطجية الذين كانوا يشحنون إلى المكان مسجلون فى قوائم محفوظة، وأعطى كل واحد منهم مستلزمات القيام بمهمته من صور ولافتات. أما المصورون فقد استخرجوا من ملفاتهم صور بعض المتظاهرين الذين تكرر وجودهم فى أكثر من مناسبة بترتيب من الجهاز الأمنى.

واختتم هويدي مقاله: "البديع والمفرح فيما جرى كان الحضور الكثيف لأعداد غفيرة من الصحفيين الشبان الغيورين على كرامة مهنتهم ونقابتهم، أما المحزن فى الأمر فكان اكتشافنا لوجود شريحة من الصحفيين «الشرفاء» من نفس طينة المتظاهرين سابقى الذكر. الأمر الذى بات يدعونا إلى إعادة تعريف الشرف والتعامل مع المصطلح بما يستحقه من حذر".