قنديل: هذه صفات المواطن الذي يريده السيسي في “شبه دولته”

- ‎فيأخبار

قال الكاتب الصحفي وائل قنديل: إن سلطات الانقلاب العسكري نجحت في مخططهم لإنتاج "الإنسان الممسوخ"، كسلاح مدمر بالمدرسة والنقابة المهنية ومنابر الوعظ والخطابة، وستوديوهات الهواء، موضحا أن هذا ظهر جليا في حصار نقابة الصحافيين، وفي الحشد الانقلابي على مهنة الصحافة داخل مبنى "الأهرام".

وأضاف قنديل خلال مقاله بصحيفة "العربي الجديد": "رأينا وجوه الذين شاركوا في اغتيال الجندي الشهيد سليمان خاطر في ثمانينيات القرن الماضي، بجوار الذين أداروا مذبحة الثوار في "موقعة الجمل" 2011، والذين مهّدوا الطريق إلى مجزرة القرن في ميدان رابعة العدوية 2013، كلهم جاءوا لاستكمال مسيرة تدمير ما تبقى من ملامح إنسانية، كأنهم غزاة عائدون، مستوطنون مهووسون بشبق الاستئصال وعقيدة الاحتلال، ليسوا مستعدين لإهدار الفرصة التاريخية للانتقام والإبادة، وإقامة مملكة الشر".

وأوضح "أنه لا تنفصل عمليات حرق القاهرة، في العتبة والغورية وعداهما من المناطق التاريخية، عن محاولات حرق نقابة الصحافيين، وإنشاء "نقابةٍ مسخ" على أنقاضها، في خطٍّ موازٍ مع عملية التمكين لإبادة "مصري يناير"، وإحلال "مصري يونيو" مكانه، بزراعة وجدانٍ آخر، تحرّك صاحبه غريزتا الخوف والطمع. ولذلك، يصبح غناء "أطفال شوارع" هدفاً لأسلحتهم الثقيلة، وتنشط عمليات الهدم والإزالة في كل مفاصل الدولة، من القضاء إلى الإعلام إلى التعليم".

وتابع: "لا يسمحون بالبقاء إلا لمن يعبد أصنامهم، ويعتنق أساطيرهم، مطلقين العنان لمروجي الدجل والخرافة، مثل ذلك الإعلامي الهزيل الذي انفرد بوثائق مسئولية "الإخوان" عن سقوط الأندلس، وتفاصيل أسر قائد الأسطول الأميركي، ليقدم أحدث روائعه، على لسان باحثٍ عثر على اسم عبدالفتاح السيسي في القرآن الكريم والتوراة، ووضع رسالة بعنوان "زوال إسرائيل عام 2022"، تؤكد زوال إسرائيل على يد عبد الفتاح السيسي، استناداً إلى أن عدد حروف اسم السيسي مذكور في سورة الإسراء".

وقال قنديل إنه في الوقت الذي تمضي عملية تركيع نقابة الصحافيين، بتشديد الحصار حولها، من الأمن والشبيحة ونواب البرلمان، وكهنة المهنة الذين عادوا للانتقام، فتنقل "الشروق" عن وكيل لجنة الثقافة والإعلام في مجلس نواب العسكر قوله إن فرض الحراسة على نقابة الصحافيين ليس تلويحاً أو تهديداً، لكنه احتمال قائم في ظل شق الصف الصحافي، ما لم تتنازل النقابة عن ثوابتها النقابية، وإعلاء كلمة القانونن وأنه لمح تراجعاً في أداء عدد من أعضاء مجلس النقابة. لكن، لم نصل بعد إلى التهدئة التي تؤدي للوصول إلى حل نهائي للأزمة"، مدافعاً عن عملية حصار النقابة "هذا رد فعل من الداخلية على التصعيد".

واختتم قنديل مقاله قائلا: طإنها الحرب على الكلام وعلى الوعي، بجملة واحدة "الحرب على الإنسان"، فلا يبقى هنالك إلا كائنات تهيم على وجوهها، ترقص وتشتم وتقتل، كلما أسمعها الجنرالات دقّات طبول مؤامرة الأعداء القادمين من الفضاء. ومن أجل هذا، يشعلون النار في الأخضر واليابس، يحرقون المصانع والحقول، مواصلين إبادة ما تبقى من ملامح وطن، فما الذي يمنع من أن نصحو يوماً، لنجد أن ألسنة نار الجنون امتدت إلى السجون والمعتقلات، للقضاء على آخر ما تبقى من مساحاتٍ للوعي وللمقاومة؟".