أحمدي البنهاوي
عملت آلة الدعاية السوداء، منذ إعلان بيان القوات المسلحة الانقلاب على شرعية الرئيس محمد مرسي، على بث اتهامات وشائعات، كالاعتصام "المسلح"، وجهاد النكاح، وأسلحة كيمائية محرمة جاءت من الجيش الحر بسوريا، يكون من شأنها التمهيد قصير المدى والسريع لفض اعتصامي رابعة العدوية ونهضة مصر بالشكل الدموي الهمجي الذي تم به، ودأبت عليه قوات الانقلاب (جيش- شرطة) ضد معارضي الانقلاب.
جزء من حبكة الادعاء ما قاله– واقتصر على القول- وزير داخلية الانقلاب أحد أكابر مجرمي المذبحة، اللواء محمد إبراهيم، الذي أعلن عن عدد "الشهداء" من الشرطة وقدرهم بـ42 شهيدا، منهم 17 ضابطا- 2 برتبة لواء و2 برتبة عقيد، و15 فردا، و9 مجندين، بالإضافة إلى موظف مدنى بإدارة شرطة نجدة الفيوم- وقال: إن عدد القتلى في رابعة 7 رجال شرطة، زادتهم لجنة تقصى حقائق 30 يونيو وتقرير المجلس القومي لحقوق الإنسان إلى 8.
أرقام الطب الشرعي
من أبرز الشخصيات التي تناولت أعداد قتلى رابعة، سواء من المعتصمين أم من الشرطة، د. هشام عبد الحميد، المتحدث الرسمي باسم مصلحة الطب الشرعي، واستضافه الإعلامي أحمد موسى في برنامجه "الشعب يريد" على قناة التحرير في 13 نوفمبر 2013، ليكشف عن أن إجمالي حالات الوفاة التي وردت إلى مشرحة زينهم بمصلحة الطب الشرعي في أحداث العنف التي شهدتها محافظتا القاهرة والجيزة، منذ فض اعتصامي "رابعة العدوية والنهضة" وحتى الآن قد بلغت 726 حالة وفاة.
وبشكل رسمي، أكد- ردا على سؤال لأحمد موسى حول إنكار الدكتور يوسف القرضاوي وجود قتلى من الشرطة، من واقع ما يمسك في يده من ورق زيادة في تأكيد أرقامه- أن "إجمالي حالات وفيات الشرطة من ضباط وأفراد يوم 14 أغسطس على مستوى الجمهورية، قد بلغت 55 حالة وفاة".
وفي تفصيل لأعداد القتلى، قال عبد الحميد، الذي تم تعيينه في يناير هذا العام رئيسا لمصلحة الطب الشرعي: "بيان من توفوا من الشرطة.. واحد من محافظة أسيوط، و3 في الإسكندرية، و15 في الجيزة، و6 في الفيوم، و10 في القاهرة بما فيها رابعة، والمنيا 15، وبني سويف 4، وشمال سيناء واحد".
مضيفا أن إجمالي قتلى الشرطة من تاريخ الفض 14 أغسطس وحتى 13 نوفمبر 2013، وصل إلى 146 شخصا.
من 43 إلى 114!
ومن تصريحات المتحدث باسم الطب الشرعي إلى تصريحات نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط، حيث عنونت "المصري اليوم"، بعد نحو عام من فض الاعتصامات- في 9 أغسطس 2014- "الداخلية تُحيي ذكرى 114 شرطيًّا يوم فض رابعة"، حيث قال اللواء هاني عبد اللطيف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية: إن يوم 14 أغسطس سيمثل إحياء لذكرى 114 من رجال الشرطة الذين استشهدوا خلال معركتهم ضد إرهاب جماعة الإخوان المسلمين في أحداث فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة".
وشدد على أن "شهداء الشرطة الأبرار الذين ضحوا بحياتهم خلال أحداث فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، صنعوا ملحمة تاريخية، وحموا بأجسادهم الشعب المصري من تهديدات جماعة الإخوان الإرهابية وحلفائها".
أين الجثث والأسماء؟
السؤال المباشر الذي لم يجد إجابة منذ 1000 يوم وإلى الآن ولن يجد، طَرَحَهُ د. جمال عبد الستار، الأستاذ بجامعة الأزهر وعضو التحالف الوطنى لدعم الشرعية، تعليقا على بيان المجلس القومى لحقوق الإنسان بشأن فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، حيث تساءل في تصريحات صحفية ومرئية قائلا: "لو أن المعتصمين كانوا مسلحين.. هل سيسقط ٨ فقط من قوات الجيش والشرطة طيلة ١٢ ساعة من المجزرة؟!". مضيفا: "ثم أين جثث قتلى الشرطة وما أسماؤهم؟".
غير أن الطب الشرعي أعلن لاحقا عن أسماء 8 ضباط ومجندين، ولوحظ إصاباتهم بطلق ناري من أعلى في الرأس (رصاص قناصة)، وجميعهم في المناطق التي تمركزوا فيها، و3 منهم في منطقة واحدة بشارع الطيران، و"لم تكشف جهات التحقيق نوع الرصاص المستخدم في القنص، وهل كان من إحدى "البنادق الآلي" و"الطبنجات الـ19" التي عثرت عليها الشرطة في رابعة أم لا".
– شاهد عدد القتلى من الشرطة أثناء فض إعتصام رابعة
https://www.youtube.com/watch?v=HuL17wc5XKU
– الداخلية تُحيي ذكرى 114 شرطيًا يوم «فض رابعة»
http://www.almasryalyoum.com/news/details/497744
– كلمة لمحمد إبراهيم وزير الداخلية المصري حول فض اعتصام رابعة العدوية والنهضة
https://www.youtube.com/watch?v=OO5SOKLcn6w