شهادة صحفي: هذا حال زنازين العقرب لمن لا يعرفها

- ‎فيحريات

في الوقت الذي انتشرت فيه صور التعذيب والاختناقات بين المعتقلين داخل سجن العقرب وطره بالتزامن مع موجة الحر الشديدة التي شهدتها البلاد اليومين الماضيين، نشر أحد الصحفيين الذين مروا بتجربة الاعتقال في سجن العقرب شهادته عن الحياة داخل هذا السجن تحت عنوان "زنازين العقرب لمن لا يعرفها".

وقال الصحفي عبدالقادر وحيد على صفحته بـ"فيس بوك" اليوم الاثنين، خلال وصفه لسجن العقرب: "كتل ثلج في الشتاء وجمر ملتهب في الصيف.. تشعر كأن الحر والصهد يخرج من كل مكان "دولاب مشتعل"، الغرفة عبارة عن حيطان خراسانية مركبة والباب حديدي فولاذي عليه "كالون خزنة" لإحكام الغلق خلف الزنزانة.. تريض مثل قفص القرود تشتعل به الشمس فتشتعل الغرفة علي صاحبها من شدة الحر.. وأمام الغرفة لا يوجد أية فتحات فتشعر كأنك تعيش في علبة سردين مع الظلام الدامس وشدة الجوع والعطش وصيحات الرعب التي تشيب لها الولدان مع نهاية مفتوحة لا تعلم آخرها وحرمان من أهلك وأولادك".

وأضاف: "يزداد الألم إذا أصبت بمرض فلا تجد حتى شيئا تعضّ عليه ولا أنيس يهدهد قلبك بكلمة وسط ظلمات وخيالات الرعب.. يتكرر هذا المشهد سنة سنتين سنين عديدة لا يشعر بك أحد.. وعندما يأتي الفرج وترى الشمس وتخرج للضوء تجد نفسك إذا كان فيك نَفَس أنك تقادم بك العمر عقدا ونصفا من الزمن فوق عمرك الحقيقي علي ما يحويه بدنك من الأمراض وعذابات السنين.. ولا أمل إلا في مغفرة ونظرة رب رحيم لأجساد بالية أكلتها السنون".

وأعلن الدكتور عبدالله شحاتة، الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية وأحد خبراء المالية بالشرق الأوسط، عن تعليق إضرابه عن الطعام بسجن العقرب لحين إشعار آخر؛ نظرا لظروفه الصحية المتدهورة.

ورصد محمد شحاتة، شقيق الأستاذ الجامعي المعتقل، في تدوينة له بموقع "فيس بوك"، التعنت الإداري والأمني الذي يتعرض له المعتقلون بالداخل من مدة الزيارة التي لا تتعدى 4 دقائق، وعدم السماح لهم بدخول الأدوية، والطعام القليل الذي لا يتجاوز أربع ملاعق أرز، واستمرار حبس شقيقه انفردايا.

وتساءل "شحاتة": "هل السجن أصبح هو المكان المناسب للعلماء، أم أن الدولة تحاول تكريم علمائها أساتذة الجامعات ومربي الأجيال بوضعهم في مكان يحفظهم ويحفظ عقولهم من التلوث، فوضعتهم بالسجون والمعتقلات؟ وهل زملاء الدكتور عبد الله شحاتة راضون عما انتهى إليه زميلهم من وضعه بسجن العقرب (عنبر التأديب) ومعاناته بالسجن وقبله مقر الأمن الوطني بالشيخ زايد؟!".

وتابع "يتواجد أخي الدكتور عبد الله شحاتة بسجن العقرب بجناح H4 من يوم الأول من ديسمبر 2014، لا يرى الضوء إلا يوم العرض على النيابة، ولا توجد مياه للاستحمام بشكل منتظم أو تهوية بالزنزانة، وعدم تعرضه لضوء الشمس، فقد أصيب بـ"التنيا"، وهو مرض جلدي ينتج عن نمو فطريات على سطح الجلد، وسببه الرطوبة وعدم التهوية والتعرض لضوء الشمس".

وأضاف "في حجرة مترين في متر، وفرشة على الأرض، ودورة مياه عفنة، ولمبة لا تضىء، وفتحة من باب يدخل منها الطعام.. ممنوع من النور.. من الورقة والقلم، صديقته في الزنزانة شمعة.. ينتظر كل 25 يوما ليرى زوجته وأولاده وأمه وأخواته في زيارة لا تتعدى 6 دقائق، ومن وراء زجاج، ما أصفه ليس قصة درامية، بل هو واقع يعيشه أخي بالداخل".