شاهد- بزنس الفساد في داخلية الانقلاب.. هكذا يدار النظام

- ‎فيأخبار

كتب: جميل نظمي

كل يوم تنكشف حقائق الفساد المتحكم في مفاصل أجهزة دولة السيسي من أكبر المناصب حتى القيادات الدنيا.

وتسببت خملات التطهير والمسح الثري للفاسدين التي تبنتها ثورة يناير إلى الانقلاب على الثورة ورموزها الذين باتوا نزلاء السجون، من أجل أن يحيا الفساد ويترعرع، بل إن من يكشف عنه يتحول إلى متهم يحاكم أمام دوائر منتقاة، كما يجري مع المستشار هشام جنينة رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، الذي يحاكم حاليا بتهمة تقويض أركان الدولة، وإثارة الرأي العام، حينما تحدث عن أن تكلفة الفساد السنوية في عهد السيسي بلغت 600 مليار جنيه في مؤسسات الحكم.

وبلا مفاجأة، وبترتيب أمني لتلميع صورة وزارة الداخلية، لتظهر أكثر التزاما وبعدًا عن الفساد، فيما تخفي الفساد الأكبر بعيدا عن الأعين والإعلام، ألقى ضباط من مديرية أمن أسيوط، القبض على عميد شرطة في المنطقة المركزية، أثناء تقاضيه رشوة بلغت 200 ألف جنيه، عقب بلاغ مقدم من شريكه بالرشوة.

وأفادت مصادر صحفية، أن البلاغ المقدم من شريك عميد الشرطة، جاء عبر جهاز اللاسلكي الخاص به والتابع للإدارة بالمنطقة المركزية، وهو الحادث الأول من نوعه في تاريخ جهاز الشرطة.

وانتقل فريق من قوات أمن أسيوط إلى محل البلاغ، وضُبط المذكور بمبلغ الرشوة، وأشارت التحريات الأولية للمباحث الجنائية أن العميد وشركاءه اختلفوا على تقسيم المبالغ، الأمر الذي دفع أحدهم إلى مغافلة المتهم والاستيلاء على جهاز اللاسلكي الخاص به والإبلاغ عنه.

وعرض برنامج "90 دقيقة" المذاع على فضائية "المحور" مساء أمس الاثنين، فيديو يسجل حديث بين عميد شرطة وشاب يدعى طارق الغول في أسيوط خلال واقعة رشوة لإخلاء قطعة من الأرض تم الاستيلاء عليها بوضع اليد في أسيوط.

وأكد طارق الغول -خلال مداخلة هاتفية له ببرنامج "90 دقيقة"، المُذاع على قناة "المحور"- ، أنه استخدم جهاز اللاسلكي الخاص بالعميد أثناء جلسة تقاضيه الرشوة، مما أتاح لكافة ضباط مديرية أمن أسيوط سماع تفاصيل الواقعة.

وأضاف الغول، أنه كان هناك اتفاق مسبق بينه وبين ملازم أول حسام عبدالعظيم معاون مباحث قسم ثاني أسيوط، وقمت بالضغط على الجهاز اللاسلكي حتى تسمع المديرية كلها تفاصيل الواقعة، ويتم القبض عليه على الفور بدون قرار نيابة، لأنه أصبح متلبسا.