وكيل التعذيب.. الإمارات مكب النفايات الحقوقية لأمريكا

- ‎فيعربي ودولي

كتب- أسامة حمدان:

 

لم تكتف دولة الإمارات بدورها في الانقلاب على الربيع العربي في ليبيا ومصر بل قبلت بدور وكيل أمريكا في تعذيب المعتقلين في الوطن العربي ، واستحدث شيوخها وظيفة "مكب النفايات الحقوقية لأمريكا".

 

فقد استقبلت الإمارات 15 سجينًا أخرجتهم أمريكا من معتقل جوانتنامو سيء الصيت وأرسلتهم إلى سجون أبو ظبي، في أكبر عملية إطلاق معتقلين منذ بداية حكم إدارة الرئيس باراك أوباما الذي وعد قبل 8 سنوات بإغلاق المعتقل الذي أحرج واشنطن بعد أن أصبح وصمة سوداء في تاريخ حقوق الإنسان بالولايات المتحدة.

 

مقايضة سخية

ولم تعلن الإمارات ما إذا كانت ستعمل على إطلاق سراح المعتقلين الوافدين من جوانتنامو، لكنها أصدرت بياناً قالت فيه إنها ستعمل على تأهيلهم وفق برنامج بدأته في 2015.

 

وألمح الأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبد الله في تغريدة على تويتر أن هناك مقايضة سخية وراء استقبال المعتقلين.

 

وقد أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" إن واشنطن "تعرب عن امتنانها لحكومة الإمارات العربية المتحدة لهذه اللفتة الإنسانية ولإرادتها دعم الجهود المتواصلة للولايات المتحدة لإغلاق معتقل جوانتانامو".

 

وقال مسئول في الخارجية الأمرئكية – طلب عدم ذكر اسمه – إن 12 من المفرج عنهم يمنيون، وإن الثلاثة الآخرين أفغان.

 

وبذلك يبقى داخل هذا السجن الأميركي في كوبا 61 معتقلاً، مقابل 242 معتقلاً عندما وصل إلى السلطة الرئيس باراك أوباما الذي وعد بإغلاق هذا المعتقل.

 

معتقلون سابقون في الإمارات 

وكانت أبو ظبي استقبلت 5 يمنيين وقيل إنهم مرّوا بعملية إعادة تأهيل تشرف عليها الدولة. 

 

وقال كلايف ستافورد سميث، رئيس المجموعة الحقوقية البريطانية Reprieve التي كانت تمثل أحد اليمنيين المطلق سراحهم "لقد منعوا من السفر، ومن التواصل أيضاً إلى حد كبير. لكنهم بخير. فاللغة العربية هي اللغة الأساسية وهم قريبون من موطنهم".

 

وبنقل هؤلاء المعتقلين الخمسة عشر – وهم 12 يمنيًا و3 مواطنين أفغان – ينخفض العدد الإجمالي لنزلاء جوانتانامو إلى 61. ومعظمهم اعتقلوا دون اتهام أو محاكمة لأكثر من 10 سنوات وهو ما أثار إدانات دولية.

 

ويتم عادة الإفراج عن المعتقلين في غوانتانامو شرط أن يبقوا تحت المراقبة ويخضعوا لبرامج تأهيل لإعادة دمجهم. 

 

جوانتنامو الإمارات 

وإزاء قرار السلطات الأمنية والتنفيذية استقبال هؤلاء المعتقلين في سجون الدولة أشار ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي إلى المفارقة التي تتمثل بنقل المعتقلين من سجن جوانتانامو في كوبا إلى سجن جوانتانامو في أبوظبي وهي التسمية التي تطلق على سجن الرزين وحشي التعذيب وسيء السمعة في المعاملة الحاطة لكرامة الإنسان التي تقع على معتقلي الرأي الإماراتيين والمقيمين على حد سواء. 

 

وعلق الناشطون بالقول:"لو تركوهم في جوانتانامو أفضل من الإمارات"، وذلك في انطباعات حقيقية مستندة إلى وثائق وشهادات وتقارير دولية أممية وأهلية تؤكد أن معتقلي الرأي في الدولة يتعرضون لصنوف واسعة من سوء المعاملة والتعذيب ما دفع المقرر الأممي الخاص بالتعذيب "خوان موديز" بطلب زيارة سجن الرزين والسجون الأخرى للتحقيق في بلاغات التعذيب التي وصفها الأمين العام للأمم المتحدة بأنها بلاغات خطيرة جدا، وهو يتحدث عن تعذيب الناشط الإماراتي أسامة النجار بسبب تغريدة على حسابه بتويتر.

 

ومن جهة أخرى رأى ناشطون أن قبول الإمارات باستقبال معتقلي جوانتانامو يدخل في سياق امتصاص التوتر بين واشنطن وأبوظبي في أعقاب الكشف عن انتهاك الدولة لحظر السلاح المفروض على ليبيا فضلا عن اكتشاف التأثير السلبي للإمارات على مفاوضات السلام التي تجري في ليبيا من خلال علاقاتها السرية مع المبعوث الأممي "ليون". 

  

واحتل سجن "الرزين" بإمارة أبو ظبي عاصمة الإمارات، المركز الأول بقائمة السجون العشرة الأسوأ سمعة في الوطن العربي، بحسب تصنيف المركز الدولي لدراسات السجون.

 

وقال المركز في تقريره السنوي إن المحبوسين في سجن "الرزين" الإماراتي، يواجهون أعتى ممارسات الانتهاكات من قبل السلطات، حيث يواجه المئات من المعتقلين السياسيين الإماراتيين أحكاما مشددة عقابا على مطالبتهم بالإصلاح، إذ يعتاد هؤلاء على اقتحام الحراس للزنازين وضربهم ومصادرة مقتنياتهم، وإغلاق نوافذ كافة الزنازين بالطوب لمنع دخول أشعة الشمس".

 

ويتعرض المعتقلون داخل سجون الإمارات عامة، وسجن الرزين خاصة لسلسلة من الانتهاكات، من بينها نزع كافة ملابسهم الداخلية والتعرية التامة أمام الشرطيين من أجل الخضوع للتفتيش، فضلا عن حفلات التعذيب التي تشمل الضرب بالكرابيج، ووضع العصا في الدبر، ونزع الأظافر، والكي بالكهرباء، والضرب المبرح.

 

كما يعاني المعتقلون السياسيون في سجن الرزين، من انتهاكات منها التعذيب الجسدي والنفسي، والتبريد الشديد، والحرمان من النوم، ومنع الأضواء، وسياسة التجويع، والمنع من الزيارة. ومعظم المعتقلين في سجن الرزين، صدرت بحقهم أحكام مشددة إثر مطالبتهم بالإصلاح السياسي في الدولة وانتخاب مجلس وطني كامل الصلاحيات.

 

وأضاف التقرير: "إنه نظرا لوحشية التعذيب الممارس فيه، غدا يطلق على السجن، جوانتانامو الإمارات، تشبيها للفظائع الحقوقية التي تمارس في ذلك السجن وتكرارها في سجن الرزين".