عبد القادر عبد الباسط
أعلنت مديرية أمن الانقلاب بأسوان في بيانها الرسمي الصادر أمس الجمعة، القبض على المواطن النوبي نجم الدين إبراهيم محمد حسن (44 سنة) مدرس بمدرسة محمد صالح حرب الثانوية الصناعية, ووصفه البيان بأنه: "من العناصر الإخوانية النشطة والمتسبب الرئيسي في إشعال الفتنة بين القبيلتين والمحرض الرئيسي على ارتكاب الواقعة والمشترك في ارتكابها وإمداد قبيلة الدابودية باﻷسلحة"!!
المفاجأة أن المدرس المذكور لا يعمل أصلاً في المدرسة المذكورة التي بدأت فيها المشكلة، والذي تم اتهامه بأنه هو من قام بكتابة العبارات المسيئة على جدرانها، ولكنه يعمل مدرسًا في مدرسة ابتدائية أخرى بعيدة تماما عن مدينة أسوان في قرية اسمها "كركر" .
كما أن شهادات جميع أفراد العائلتين التي تم ذكرها في أكثر من مكان وفي أكثر من مداخلة على القنوات الفضائية، أكدت على أن المشكلة ليست لها أية علاقة بالسياسة، ولا دخل للإخوان أو أنصار الشرعية بما حدث .
وهذا يؤكد أن قيادات مديرية أمن الانقلاب بأسوان قرروا البحث عن كبش فداء لتعليق فشلهم الأمني عليه، وأن قيادات الانقلاب العسكري تجاهلوا تماما المطالب الشعبية من كل عائلات وقبائل أسوان بإقالة كل من اللواء مصطفى يسري محافظ أسوان الانقلابي، واللواء حسن السوهاجي مدير الأمن الانقلابي، للتقصير الأمني الواضح الذي أدى إلى سقوط كل هذا العدد من الضحايا .
باﻹضافة إلى ما أكدته قيادات العائلات والقبائل بأسوان من أن الانقلاب يصر على الإبقاء على هذه القيادات الأمنية الفاشلة في أسوان لكي لا يثبت أن هناك تقصيرا أمنيا واضحا في الشارع، وأن الأمن تجاهل الأمن الجنائي على حساب اهتمامه بالأمن السياسي .