هويدي يكشف كيف تم تزوير تاريخ 25 يناير لعودة الدولة العميقة

- ‎فيأخبار

كتب رانيا قناوي:

قال الكاتب الصحفي فهمي هويدي، إن زيارة حماس الناجحة للقاهرة برئاسة إسماعيل هنية، أكدت أن هناك تخبط وعشوائية في الأجهزة الأمنية، التي يزعم بعضها دور حماس في فتح السجون خلال ثورة 25 يناير، وهي الأسطورة التي لا يصدقها عقل، فضلا عن أن حماس برأتها تقارير ولجان تقصي الحقائق من هذا الاتهام.

وأشار هويدي -خلال مقاله بصحيفة "الشروق" مساء أمس الاثنين- إلى أن موقع "مصر العربية" فى 1/28 ذكر أن زيارة وفد حماس للقاهرة كشفت عن ارتفاع منسوب التخبط والعشوائية بين الأجهزة الأمنية المصرية، ذلك انه حين كانت المخابرات العامة ترتب جدول زيارة الوفد صدر قرار ادراج الدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسى للحركة فى قوائم الكيانات الإرهابية التى قضت بها محكمة جنايات القاهرة واعتمدت فى ذلك على مذكرة تحريات للداخلية. وهو ما يعنى ان حسابات الجهة الأمنية الأولى على النقيض تماما من حسابات واتجاه الجهة الأمنية الأخرى.

وأضاف هويدي أنه التقى خبيرا عسكريا رفض ذكر اسمه قال إن ما ذكر عن تدخل حماس فى أحداث الثورة عام 2011 وما قيل عن تسلل ما بين 600 إلى 800 من عناصرها عبر الانفاق إلى مصر أثناء الثورة هو بمثابة اسطورة لا يصدقها عقل، ولا تصمد أمام القراءة الموضوعية، مدللا على ذلك بأن الرحلة المفترضة لذلك العدد الكبير نسبيا من الأشخاص بسياراتهم وآلياتهم تمر بالضرورة فى مناطق خاضعة لسيطرة الجيش المصرى. بعد تسللها المفترض من غزة إلى رفح الفلسطينية ثم رفح المصرية. إذ عليها أن تتجه من رفح إلى الشيخ زويد ثم العريش مارة بالساحل الشمالى الذى يدخل ضمن المنطقة التى يسيطر عليها الجيش المصرى بالكامل طبقا لاتفاقية كامب ديفيد ثم يتجه إلى القنطرة شرق. وعلى تلك الجموع ان تستقل عبارة أو معدية تابعة للقوات المسلحة لكى تنتقل إلى القنطرة غرب ومنها تصل إلى محافظة الاسماعيلية ثم تمر بمحافظة الشرقية لتصل بعد ذلك إلى القاهرة التى كانت بدورها فى عهدة القوات المسلحة بعد رفع حظر التجول وتولت تامينها فرقتان من الجيش.

وأوضح أنه فى ظل ذلك التواجد تخترق العاصمة تلك المئات المفترضة، كى تصل إلى ميدان التحرير لتقوم بما نسب اليها متعلقا بقتل المتظاهرين أو الانطلاق لفتح السجون من غير المعقول أن يتم كل ذلك تحت أعين القوات المسلحة، فلا تقوم بالاشتباك مع العناصر المتسللة ولا تقوم برصدها أو حتى إلقاء القبض على واحد منها، خصوصا ان مدير المخابرات الحربية آنذاك كان عبدالفتاح السيسى. كما انه لا يقبل عقل ان تغفل القوات المسلحة وهى الحاضرة فى قلب المشهد عن تحرك ذلك العدد حتى رابعة، رصدته الداخلية التى كانت غائبة عنه.

وأشار إلى أن تقرير لجنة تقصى حقائق أحداث الثورة الذى أعلنت خلاصته في مؤتمر صحفى لم يشر إلى دور لحماس خلال الـ18 يوما التى استغرقتها الثورة. إذ قررت اللجنة التى رأسها المستشار عادل قورة رئيس النقض الأسبق ان رجال الشرطة هم الذين أطلقوا النار فى مواجهة المتظاهرين وبالقنص من سطح المبانى المطلة على ميدان التحرير.

وقال هويدي: "يخطىء من يظن ان تبرئة حماس مما نسب إليها هو الهدف مما ذكرت، لأن الأهم عندى هو كشف أدلة تزوير أحداث الثورة من خلال طمس حقائقها واستبدالها بادعاءات جديدة سواء لتشوية الثورة أو لتبرئة الذى سعوا إلى قمعها وافشالها .شجعنى على ذلك تزامن وجود وفد حماس فى القاهرة مع حلول الذكرى السادسة للثورة، فضلا عن تواتر التصريحات الايجابية التى تحدثت عن فتح "صفحة جديدة" بين حماس والقاهرة، رشحت لها عناوين مختلفة عكست خطابا سياسيا مناقضا لذلك الذى ترددت أصداؤه فى مصر خلال السنوات الأخيرة. الامر الذى أعطى انطباعا بأن صياغة الحقائق تم فى ضوء الحسابات السياسية وليس معطيات الواقع على الأرض".

وتابع: "ما همنى فى الموضوع أمران. الأول أن أحداث الثورة التى استغرقت 18 يوما لا يزال يكتنفها الغموض، بالتالى فان كل ما قيل عن وقائع تلك المرحلة فى حاجة إلى مراجعة وتدقيق. ولئن رددت الأبواق الإعلامية ادعاءات تحدثت عن تآمر جهات أجنبية لاطلاق الثورة، فان القرائن المتوفرة تشير إلى ان التآمر الحقيقى ثم فى وقت لاحق من جانب الدولة العميقة لاجهاض الثورة وقلب حقائقها، والثاني أن ذلك اذ كان قد حدث فيما خص أحداث الثورة وهى فى عنفوانها، فأولى به أن يحدث باندفاع أكبر بعد سقوط نظام مبارك وحتى استعادة الدولة العميقة عافيتها فى فترة المجلس العسكرى وما تلاه. وهو ما يسوغ إلى أن أقول بأن تاريخ الثورة وما تلتها لم يكتب بعد، وان ما بين أيدينا من فصول ونصوص دبجتها الدولة العميقة لتواكب الريح السياسية وتصفى حساباتها".